أتعجّب من كمّ هؤلاء المفكّرين، والفلاسفة ذوي العقول الجبّارة. لم يستطع أحد منهم إنشاء منهج للثرثرة؛ فلأنشئهُ الآن:
بسم الله، مبادئ علم الثرثرة؛
- تكلّم دون استماع أو إنصات لصوتك.
- لا تنصت ولا تستمع لأحد.
- كن زاهدًا في صمتك بكثرة كلامك.
- فنّ الكلام هو ثرثرة غير بليغة غير فصيحة.
- كن واعيًا لصمت الآخرين، وغير واعٍ وأنت تتكلّم.
* * *
“كلّ الأسئلة تؤدّي إلى أسئلة”.
* * *
– عليكَ أنْ..
– لا شيء عليّ.
* * *
قلتُ لكم لا يوجد شخص مثاليّ، لكنّ ما سوف أكتبه لكم على مواقع التواصل الاجتماعيّ من المثاليّ، وصحيح الأمور كافٍ بأن يجعلني مثاليًا في نظركم.
ما أسعدكم بي!
* * *
لأنَّني ابن حضارة غربيَّة كنتُ عضوًا فاعلًا في منظّمات الحياة البريَّة. كانت مهمّتي الحفاظ على الحيوانات المهدّدة بالانقراض.
دراسة مجموعة إثنيّة أو عرقيّة وإحياء نسلها لهُما أشدّ الأفعال تحضّرًا لنفسي. يجب على المجتمعات المزدهرة تدمير المجتمعات المتخلّفة لإحياء فطرة كوكبنا وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من فطرتنا الموشكة على الاندثار.
أنْ تدمّر مجتمعًا متخلّفًا بإحياء ثقافاته الدخيلة أو المندثرة أو العابرة على ثقافته المتنامية خير من انتظاري بمجتمع مزدهر أوشك على خرابه.
ما أسعد العالم بي!
* * *
“لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع”
لذا أحتاج إلى أوركسترا إضافيّة للعزف اليوميّ على عقول الآخرين.
* * *
سأشارك هذا المنشور عن التسامح. سأظهر قناعاتي للآخرين متسامحًا مع نفسي في هوسها بإظهار القناعات.
* * *
الآن أرضيت ضميري، وتطهّرت أمام الجماهير بالبكاء والشكوى ممّن يحاول القتل الساديّ لأحلامي البريئة المشروعة، وأنا أصفّق لنفسي على تطهّرها من ذنب قتل أحلام الآخرين بلا شفقة أو هوادة.
* * *
عَزَفَ على مقبرتي بعد فنائي كمدًا بسببه؛ خرجتُ، وبحسّي النقديّ ووبّختهُ على رداءة العزف.
* * *
– ما الذي أكّد لك أنّك على حقّ؟
– شاهدت بشغف سقوط الآخرين كاملًا فتأكّدتُ.
* * *

بعض الخطابات الهستيريّة تنفذ على استحياء عبر بعض الأعمال الأدبيّة دون نصّ كامل معاصر كنصّ هستيريّ ناضج أحمق طفوليّ عاقل.. ربّما نصوص هستيريّة خالصة تخفّف من وطأة الهستيريا الخطابيّة الحياتيّة التي تحاصرنا هذه الأيّام.
* * *
جاءني حكيم يُدعى (لاوتزو) في الحلم؛ أدركتُ من نظرة عينيه وما يرتديه وزينات موكب خيوله أنّه من الشرق الأقصى، سألته: من أنت؟ أخبرني أنّه أحد النبلاء الأنقياء المنقرضون وأمين الأرشيف. أمر جنوده بإنزال الأرشيف من فوق عربات الخيول في حديقة المنزل لتسليمها لي موصيًا أن أحافظ على حكمة (التاو) وتعليمها للأجيال.
لم أكن خبيرا بلغته الأسيويّة رغم فهمي العميق له أثناء حديثه. بعد أن ودّعني وذهب، شققتُ طريقي بشقّ الأنفس للوصول إلى باب منزلي بين أكوام كنوز الكتب المفيدة النافعة.
ساعدتني أوراق الكتب في إشعال فرن الغاز بالمطبخ لطهو أشهى المأكولات. كانت أوراق الكتب بيضاء دون كتابة لكن من باب الاحتياط الحدسيّ آمنتُ بأنّها كتبت بحبر سريّ. لذا قمت بتنصيب جميع تطبيقات ترجمة اللغات الأسيويّة إلى لغتي المحليّة وانتظرت الكلمات لكنّها لم تظهر.
استنفذتُ جميع الكتب في طهو الفطائر حتّى وجدتُ أسفل آخر كتاب فارغ مخطوطة أسيويّة سريّة كتبت بحبر حقيقيّ فترجمت ما فيها، وكانت تلك المقولة: (لقد محوت التاو، ولم أترك إلّا حكمة واحدة “الحكيم لا يتدخّل في مسار الأشياء ويُعلّم دون كلمات!”).
* * *
“لماذا أردتُ ألّا ينتهي.. لماذا فكّرتُ في تكراره.. لماذا تورّطتُ وورّطتُ.. لماذا لم أتقبّل الأمر ببساطة بأنّ الوقت قد نفد..”
وأسئلة أخرى أحاسب نفسي عليها لائمًا ساخرًا متعجّبًا مندهشًا كلّما استرجعت ذكرى لقائي الأول معها.
* * *
“لم أفقد إيماني بالفشل قطّ”
ولا أرى سببًا لاندهاش المتنبّئين بنجاحي من تشبّثي بالفشل وإصراري عليه من أجل الوصول إلى قمّته.
المثيرون للإحباط يحاولون عرقلتي في الطريق لقمّة الفشل، والحاقدون لا يريدون لي أي قمّة حتّى وإن كانت قمّة الفشل.
* * *
سلّة القُمامة.
إذا كان كلّ ما أكتبه صائبًا للأبد دون خطأ أو خاطئًا للأبد دون صواب؛ فموضعه الطبيعيّ سلّة القمامة.
إذا كان كلّ ما أكتبه ينير طريقك للأبد دون ظلام أو يظلمه للأبد دون إشراق؛ فمكانه جوار أخيه السابق الذي نصحتك بوضعه في سلّة القمامة.
* * *
قال لي أديب وناقد خبير ومضطلع: “سترافقني لحضور أمسيّة شعريّة عظيمة لشعراء عظام ولن تستطيع أخذ أنفاسك من الانبهار!”
سألته: “هل هم مستمرّون في إبهار الجميع بمؤلفاتهم كلّ مرة؟”
أجابني بقداسة: “بالتأكيد؛ هم ملاعين إبهار”
لم أستطع مقاومة انبهاري، ورفضت العرض المغري!
* * *
لن أفعل شيئًا مفيدًا؛ سأستمرّ في الكتابة حتّى أنّني سأكتب منتقدًا أولئك الذين لا يفعلون شيئًا سوى أنّهم يستمرّون في الكتابة ويريدون أن يصبحوا كتّابًا.
* * *
- أوّلا: لفظ حضارة لفظ غير عنصريّ.. (ضحكة شريرة) بما لهُ من نقيض أدنى.
- ثانيًا: لكي أكون متحضّرًا عليّ أوّلًا إثبات أن الآخرين أكثر دناءة، وإقناع الجميع بذلك بصورة متحضّرة كأنْ أقول كما قال الشاعر: (وارفق بأبناء الغباء كأنّهم مرضى فإنّ الجهل شيء كالعمى) أو أن أبيد السكّان الأصليين كالهنود الحمر.
- ثالثًا: ما أسعد العالم بي!.
* * *
اتّفقنا كنقّاد وشعراء ومريدين ضمنًا على لغتنا الشعريّة ومفرداتها ومكوّناتها شديدة الخصوصيّة.. أُعجبنا بها جميعًا.. تشاركنا الهوس المرضيّ اللذيذ بجمالها الفتّان البادي لنا لنربي أذواقنا، وأذواقنا فقط، عليها؛ فانبهرنا بروْعتها الخلّابة واستغربنا وتحيّرنا مستنكرين وجود آخرين لم يتذوّقوا أو يستسيغوا لغتنا الشعريّة المتفق عليها بعد.. المؤكّد وجود جريمة ما!
* * *
لديّ استعداد لتقبّل جميع الأفكار اللطيفة عن القطط والأفكار السيّئة عن الفأر وعلى العكس تمامًا من استعدادي وأنا أشاهد فيلم الرسوم المتحرّكة (توم وجيري) تحت تأثير الشيطنة الإبداعيّة وقلب حاسّة التقبّل.
* * *