قليلًا من سوء الحظ، وأحقّق جميع أهدافي دفعة واحدة إذا كان الجميع يعاملونني على أساس أنّني محظوظ.
* * *
تبًّا لهذه الغرائز؛ جائع جدًّا وأملك من الخدم ما يكفي لإعداد وليمة ولديّ كسل أقوى من أن أناديهم ليصنعوا وجبة شهيّة لغريزتي. لو كان هؤلاء الحمقى يسمعون ما أفكّر به، وما أريده منهم وهو في رأسي ويفعلونه في صمت ودونما عناء أمر شفهيّ لهم من فمي.. لكن هذه مشكلة أخرى كبيرة؛ فإذا حدثت المعجزة وجاء أحدهم بالطعام الآن؛ يوجد احتمال أن يتغلّب الكسل عليّ مرّة أخرى ويثنيني عن أداء واجبات تناول الطعام. أعرف الكسل جيّدًا سيتسبب في عصيان أصابع يديّ لأوامر الجوع الغريزيّ.. حسنًا وجدتُ الحلّ؛ سأحارب كسلي بسلاح أقوى وهو النوم سأصحو أكثر نشاطا وأستطيع مواجهة غرائزي.. ياله من سلاح فتّاك فعّال.
* * *
كانت هوايتي المفضّلة أثناء طفولتي اصطياد نملة وحيدة بائسة ومحاصرتها بحلقة من الماء رششتها بعناية لتحكم الحصار حول قارّتها الوحيدة.
تلخّصت متعتي في مشاهدتها تدور حول نقطة واحدة في كلّ الأماكن كي تبحث عن مخرج دون جدوى تمامًا كفيلسوف يحدّثني عن عالم واحد ومواطنة عالميّة.
.
* * *
“القتل مهنة شريفة مثلها مثل باقي المهن؛ لا يعيبني أن أكون قاتلًا مأجورًا، ما يعيبني ألّا أكون سفّاحًا”
هكذا تكلّم عشماوي أثناء تنفيذه حكم الإعدام.
.
* * *
“سجن من الإحراج الاجتماعيّ”
عبارة بدت مألوفة عندما قالها القطّ (غامبول) بطل المسلسل الكرتونيّ الشهير الذي أحرص على مشاهدته.
.
* * *
كلا يوجد إنسان فانٍ بشكل أبديّ سوى ذلك الذي لن يولد، فبعد فنائك الدنيويّ سوف تنتظرك مهامّ أخرى.
* * *
بتعديل بسيط منّي:
“الشعر هو عقيدة الأقليّة المثقّفة”
وما قاله (براتراند راسل):
“فلسفة الموت والانتحار لدى (هجسياس) كانت عقيدة الأقليّة المثقّفة على مرّ العصور”
(هجسياس) كان ذلك العبقريّ المضطهَد الذي أقنع طلابه في الإسكندريّة بفوائد ومنفعة الانتحار إلى أن طرده (بطليموس) من الإسكندريّة ومصر كلّها.
.
* * *
الانعزال التام متسكّعًا في أسواق الخضروات الشعبيّة المزدحمة حيث طقوس الخلوة الصوفيّة الأصحّ والأعلى مقامًا.
* * *
أهمّ من ارتشاف القهوة ذلك التركيز الذي يبدأ من التقاط أذن الفنجان صعودًا إلى ارتشافه. تلك الهواية التي مارستها منذ الصِغر متدرّجًا في المهارة الرياضيّة حسب اختلاف ألوان اليعاسيب أثناء التقاط أجنحتها من أعلى الأسلاك الشائكة حول حديقة مبنى الأرصاد بالجوار.
* * *
“صباحكِ زفتٌ ويومُكِ مقرفْ”
مطلع قصيدة غزليّة صادقة كتبتها.
* * *
“تظهر معادن الرجال وقت الشدّة”
لذا أنا مطمئنّ جدًّا على مصيري؛ وقد تأكّدتُ عمليًّا من رجاحة تلك المقولة. كيف لا، وأجدادنا كانوا على قدر مذهل من حُسن التصرّف وإدارة الأزمات وقت الشدائد حتّى أنّهم أكلوا لحوم البشر اللذيذة كي يحافظوا على النسل في شدّتهم المستنصريّة واخترعوا مقايضة حارة كاملة بطبقخبز ومنزل كامل برغيف واحد، لذا وعلى الرغم من افتقاري لملكيّة منزل إلّا أنّ اللحوم السمان آكلة الخبز ستفي بالغرض.
الآن، والآن فقط، أستطيع أن أنام كلّ يوم خالي البال مطمئنًّا على مستقبلي، والشدّة تصنع الرجال يا رجال.
.
* * *
يصبح الإنسان ثائرًا حتّى بعد أوّل تعنيف في طفولته إلى أن يقضي عقاب مضاعف من أبويهِ أو كافليه على ثورتهِ؛ حينها يدرك عاقبة الثورات.
* * *
بدأ الرومانيون اللاتينيون الأوائل غزل فنون اللغة على المنسوجات الإغريقيّة حتى أنبتت بذور اللاتينيّة.
* * *
الفرق بين مسرح الواقع والمسرح التقليديّ هو الفرق بين هروب (ماكرون) فرنسا من عرض مسرحيّ وذلك العرض المسرحيّ الذي كان يشاهده قبل هروبه، ومن ثمّ استكمل مشاهدته بعد عودته.
* * *
لم أحتكر سلعة قطّ،
ولم أحتفظ يومًا بساعة (رولكس) بعيدًا عن أعين البشر لأنّهم إذا شاهدوها لن يدركوا أنّها ساعة فهي متخفّية بذاتها. لذا لا تلاحقني الباطنيّة والقبالة وعلوم الدلالات وكلّ ما تحويه جعبة الاحتكاريّة السوقيّة وشعوذة”الماء والطين وتنانيني الحمراء” أثناء كتابة المعاني في قصيدتي.
* * *
لا أكمل مطلقًا قراءة قصيدة بها ألفاظ على غرار “الماء، والطين والمعنى والمجاز” أو أيّ استعراض صوفيّ أو دلالات أو إيحاءات فهي قصيدة لتوضيح أسلوب شاعر لا قصيدة شاعر.
* * *
على العكس تمامًا، فأنا ديمقراطيّ جدًّا وأرحّب بجميع الأفكار المخالفة، لكن ما مقدار معرفتك بالميؤوس من شفائهم بمرض التشبّث بالأفكار ومتلازمة عدم الاقتناع.
* * *
لا يوجد أحرار على خطأ أو هكذا يقولون. التحرّر من قيود العبوديّة إلى قيود العبوديّة المثاليّة المطابقة لوجهة نظرهم هي نقل عبوديّتك من أحد الأشخاص إلى فريقهم أو إلى أفكارهم.
* * *
استشهدتُ بمصادر وسوابق تاريخيّة للاستدلال على صحّة خطواتي الخاطئة، وطمأنة نفسي وطمأنة ذوي الريبة واليائسين، وما من خطأ في ذلك!
* * *
يمكنني جعلكَ تكرهني جدًّا وتتجنّبني إذا كان كلّ حديثي معك طوال اللقاءات مجرد شكوى بائس من أحواله التي لا توجد بها ذرّة هناء.
وعلى النقيض تمامًا، يمكنني تحقيق المتعة لك، وكسب تعاطفك وربّما ما هو أكثر من ذلك بجعلك مشاركًا إيّاي في الشكوى إذا كانت شكواي ممزوجة بلوم شخص أو سبب مشترك لهذا البؤس
.
* * *