قصة شعرية السيد ماستر كارد

Home » منتدى القصائد » قصة شعرية السيد ماستر كارد

 

عدد الأبيات

٧٦

غَاصَ وَحِيدًا مِنْ بَابِ الْمَقْهَى نَحْوَ الدَّاخِلِ فِي نَفْسِ الْمِيعَادْ.. كَقِطَارٍ يَعْرِفُ وِجْهَتَهُ.. كَأَسِيرٍ  في طَابُورِ الْأَسْرَى مُنْقَادْ (١).  يَتَبَيَّنُ مِنْ طَلَّتِهِ أَنَّ الْعَقْدَ الرَّابِعَ فَيمَا يَبْدُو عَلَى وَشْكِ اسْتِيطَانِ(٢) الْعُمْرِ، وَتَكْبِيلِ مَلَامِحِهِ بِالْأَصْفَادْ(٣).. هَرَعَتْ قَدَمَاهُ إِلَى طَاوِلَةٍ يَأْلَفُهَا.. في نَفْسِ الرُّكْنِ.. وَأَيْضًا جِلْسَتُهُ في زَاوِيَةِ الْمَقْهَى يَأْلَفُهَا الرُّوَّادْ(٤).. جَلَسَ أَخِيرًا بِمُوَاجَهَةِ النَّاسِ.. أَبَانَ لَنَا الْوَجْهَ الْمَجْهُولَ عَلَى غَيْرِ الْمُعْتَادْ.. أَخْرَجَ حَاسِبَهُ الْمَحْمُولَ، وَهَاتِفَهُ.. عُلْبَةَ دُخَّانٍ.. صُنْدُوقَ ثِقَابٍ تَسْكُنُهُ الْأَعْوَادْ.. وَضَعَ السَّيَّدُ أَعْلَى الطَّاوِلَةِ الزَّادْ(٥).. وَاعْتَزَلَ الضَّوْضَاءَ بِسَمَّاعَاتِ الرَّأْسِ لِيَبْدَأَ مَا اشْتُهِر بِهِ مِنْ شَغَفٍ.. يَكْتُبُ فِي عُزْلَةِ حَاسِبِهِ الْمَحْمُولِ عَلَى اسْتِفْرَادْ(٦).. دُونَ نِدَاءٍ جَاءَ النَّادِلُ(٧) بِالْقَهْوَةِ..  زَحْزَحَ(٨)طَاوِلَةً أُخْرَى لِلْفِنْجَانِ، وَصَبَّ مِنَ الْبَرَّادْ.. لَمْ يُزْعِجْهُ النَّادِلُ.. لَمْ يَنْشِلْ هَذَا الصَّامِتَ -جَارَ الطَّاوِلَةِ- الْمَشْغُولَ، وَلَمْ يُنْقِذْهُ.. مِنْ عَالَمِهِ الْجَادّْ..

 

– بَدَأَتْ تُمْطِرُ فِي الصَّيفِ صَدِيقِي.. دَسْتُورٌ يَا أَسْيَادْ.. كَذَبَتْ كُلُّ نُبُوءَاتِ الْأَرْصَادْ(٩).

 

“قَالَ زَمِيلِي الْمَرْمِيُّ(١٠)جِوَارِي، وَالْمَشْغُولُ مَعَ (التُّومْبَاكْشِي)(١١) بِمَعَارِكِ (تَبْكِيرٍ)(١٢) لِلشِّيشَةِ(١٣)، أَوْ تَسْلِيكٍ(١٤) (للرَّفَّاسِ)(١٥)، وَتَغْيِيرٍ لِلتَّخْشِينَةِ(١٦).. فِي نَحْنَحَةٍ(١٧)، وَاسْتِنْجَادْ“.

رَبَتَ (التُّومْبَاكْشِي) (بِالْمَاشَةِ)(١٨) أَجْسَادَ الْفَحْمِ الْمُسْتَلْقِي فَوْقَ سَرِيرِ الْفَّخَّارِ الْمَكْسُوِّ(١٩) بِفَرْشٍ فِضِّيٍّ.. قَامَ بِسَتْرِ سُخُونَتِهَا (بِالشَّرْبُوشِ)(٢٠) لِيَبْدُوَ كَالْهَوْدَجِ(٢١)..  حَطَّ (اللَيَّ)(٢٢) بِفُوَّهَةِ الْمَبْسِمِ(٢٣).. لَاغَى(٢٤) صَدِيقِي..  قَالَ:

 

– وَرَبِّ الْكَعْبَةِ أَنْتَ حَبِيبِي.. وَلْعَاتٌ(٢٥) لَيْسَتْ كَالْوَلْعَاتِ.. وَأَمْطَارٌ لَيْسَتْ كَالْأَمْطَارِ بِأَعْيَادِ الْمِيلَادْ. (بَكَّرَ)(٢٦) مِنْ فُمِّ الْمَبْسِمِ أَوَّلَ هبَْوٍ(٢٧) لِلدُّخَّانِ، وَسَلَّمَهُ (اللَّيَّ)، وَأَكْمَلَ:

 

– يُعْجِبُنِي تَفْكِيرُ دِمَاغِكَ يَا صَيَّادْ.

 

بَدَأَ الشَّكُّ يُسَاوِرُنِي فِي نَوْعِ الدُّخَّانِ، وَقُلْتُ:

 

– الطَّاسَةُ ضَائِعَةٌ أَمْ مَاذَا يَا أَوْلَادَ الْأَوَْغَادْ؟

 

حَرَّكْتُ يَدَيَّ كَبَدَّالِ(٢٨) الدَّرَّاجَةِ أَسْتَعْجِلُ تَوْزِيعَ (التُّومْبَاكْشِي) مِنْ أَجْوَائِي، قُلْتُ لَهُ مِنْ أَجْلِ الْإِبْعَادْ:

 

– اهْبِطْ يَا عَمِّي، هَدِّئْ لِعْبَكَ.. وَاذْهَبْ نَادِ عَلَى “فَهْمِي” (الْجَرَّارِ)(٢٩) لِيَأْخُذَ تِلْكَ الْأَكْوَابَ، وَوَصِّ لَنَا حَالًا.. أَرْجُوكَ.. بِكُوبَيْنِ مِنَ الْقَهْوَةِ.. اسْمَعْ.. اسْمَعْ.. الْقَهْوَةُ لِي.. تَعْرِفُهَا؟.. (سِرْيَاقُوسِي)(٣٠) فِي (الرَّمّالَةِ)(٣١)..

 

قَهْقَهَ.. صَاحَ عَلَى الْوَاقِفِ:

 

– أَحْفَظُ صَدِّقْنِي تَعْلِيمَاتِ الْإِرْشَادْ.. زَوِّدْ عِنْدَكَ كُوبَ (الْمَانُو)(٣٢) مَضْبُوطًا، وَزَمِيلَتَهَا مُفْرِطَةَ(٣٣) السُّكَّرِ فِي فِنْجَانٍ.. جَهِّزْ، وَاشْحَنْ(٣٤) كَارْتَ(٣٥) الْعَدَّادْ(٣٦)

 

باغتُّ(٣٧) صديقي – صاحبَ عمري- مندهشًا:

 

– تُمْطِرُ فِي الصَّيْفْ.. كَيْفْ؟!.. سِيمَا بَيْنَكُمَا أَمْ خَطْرَفَةٌ مِنْ لَذَّةِ كَيْفْ!

 

– انْظُرْ نَحْوَ الطَّاوِلَةِ الْمَحْظُوظَةِ عِنْدَ الْبَابِ، وَأَخْبِرْنِي عَنْ مَاهِيَّةِ(٣٨) تِلْكَ الْأَجْسَادْ.. قَلْبِي!.. يَبْدُو أَنَّ الصَّارُوخَيْنِ سَيَنْطَلِقَانِ إِلَيْنَا.. انْظُرْ.. فَنْجِلْ(٣٩) عَيْنَيْكَ.. وَقُلْ لِي هَلْ أَحْلُمُ أَمْ عِنْدِي حَقٌّ؟.. فِعْلًا!.. يَا كِيزَانَ(٤٠) الْحُلْوِيَّاتِ(٤١).. أَخِيرًا وَدَّعْنَا عَصْرَ الْفُرْجَةِ(٤٢) في التِّلْفَازِ.. سَنَلْعَبُ هَذَا الدَّوْرِيَّ(٤٣).. وَفِي الْإِسْتَادْ.. اسْمَعْ.. مِنْ أَوَّلِهَا، وَأَنَا أَحْجِزُ هَذَا الَّصارُوخَ الصَّارِخَ.. ذَا الشَّعْرِ الْأَشْقَرِ.. هَذَا.. هَذَا.. هَذَا الصَّارُوخَ الْفَتَّاكَ(٤٤) ثُلَاثِيَّ الْأَبْعَادْ..

 

يَبْدُو أَنَّ مُعَدَّاتِ التَّوْجِيهِ بِأَجْهِزَةِ الصَّارُوخَيْنِ احْتَرَقَتْ.. أَعْطَبَهَا الْإِفْسَادْ.. وَاتَّجَهَتْ بِهِمَا نَحْوَ الرَّجُلِ الْغَامِضِ ذِي الْوَجْهِ الْمَكْشُوفِ عَلَى غَيْرِ الْمُعْتَادْ.. لَا يَهْتَمُّ صَدِيقِي.. ظَلَّ يُتَابِعُ في الْأَنْحَاءِ مَسَارَ الصَّارُوخِ الْفتَّاكِ ثُلَاثيِّ الْأَبْعَادْ

 

قَاَلتْ مَنْ كَانَ لَهَا صَاحِبَ عُمْرِي بِالْمِرْصَادْ(٤٥).. لِلتِّمْثَالِ الْغَامِضِ ذِي الْوَجْهِ الْغَارِقِ فِي الْإِجْهَادْ..

 

– هَلْ هَذَا مَعْقُولٌ أَنْ تَجْمَعَنِي الصُّدْفَةُ بَعْدَ هُجُومِ الْأَعْوَامِ عَلَيْنَا.. بِالدُّكْتُورِ “زِيَادْ”؟..

 

قَالَتْ لِصَدِيقَتِهَا بِحَمَاسٍ:

 

– “دِينَا” هَذَا (أَنْتِيمِي)(٤٦) الْأَوَّلُ أَيَّامَ الْكُلِيَّةِ.. أَيَّامٌ ! بَلْ قُولِي أَمْجَادْ.. فَلْنَجْلِسْ “دِينَا”.. هَيَّا.. سَمَرٌ(٤٧) بِجِوَارِ الْأَحْبَابِ.. حَبِيبَةَ قَلْبِي.. لَا يَتَكَرَّرُ إِلَّا فِي الْأَعْيَادْ.

 

أَنْزَلَ مَحْظُوظُ الْمَقْهَى سَمَّاعَاتِ الرَّأْسِ، وَرَحَّبَ بِالسَّيِِّدَتَيْنِ.. تَظَاهَرَ بِالْقُوَّةِ.. يَأْخُذُ مِنْ جَوِّ الْحَرَكَاتِ اسْتِمْدَادْ.. وَصَدِيقِي  يَتَفَحَّصُ -فِي دُنْيَا غَيْرِ الدُّنْيَا- كَالْخُبَرَاءِ تَصَامِيمَ الصَّارُوخِ الْفَتَّاكِ ثُلَاثِيِّ الْأَبْعَادْ.. دَارَ حِوَارٌ أَشْرَكَنِي فِيهِ الشَّيْطَانُ، كَجُمْهُورٍ فِي الْمَلْعَبِ فِي فَتَرَاتِ الصَّمْتِ، وَعُقْمِ الْإِنْشَادْ.. وَفُضُولٌ يَأْكُلُنِي، تَدْفَعُنِي الْحَاجَةُ لِلْخِبْرَةِ كَاللاعِبِ فِي مَرْحَلَةِ الْإِعْدَادْ..

 

سَارَ حِوَارُ الْمَلْعَبِ كَالتَّالِي؛

 

الْكُرَةُ الْآنَ مَعَ الصَّارُوخِ الْخَاصِّ بِأَبْحَاثِ صَدِيقِي.. تَبْدَأُ صَفَّارَاتُ الْبَدْءِ.. أَنَا بِالطَّبْعِ عَلَى أُهْبَةِ(٤٨) الِاسْتِعْدَادْ:

 

– هَا.. قُلْ لِي مَا أَخْبَارُكَ طَمِّنِي كَيْفَ الْأَحْوَالُ؟ أَنَا لَسْتُ أَرَاكَ كَمَا أَعْتَادْ!

 

– الدنيا تمشي.. آنسُ بالوحدةِ لا ينقصُني إلا الإيــــــ ..

 

– إِيرَادْ! مَعْقُولٌ هَذَا، وَأَنَا جَنْبَكَ.. حَتَّى عَشَرَاتُ الْآلَافِ.. أَنَا جَيْبِي سَدَّادْ.. يَا “دِينَا” كَانَ الدُّكْتُورُ عَظِيمًا فَوْقَ الْوَصْفِ.. وَأَكْرَمَ خَلْقِ اللَّهِ، وَأَنْزَهَ مَنْ فِي الْكُلِيَّةِ.. كَانَ لَنَا بِمَثَابَةِ (مَاسْتَرْ كَارْدْ).

 

يَبْتَسِمُ الْخَصْمُ، وَيَفْرُكُ(٤٩) فِي يَدِهِ، بَاغَتَهُ اسْتِطْرَادْ:

 

– الدُّبْلَةُ فِي يُسْرَاكَ إِذَنْ مَا أَخْبَارُ كَتَاكِيتِ(٥٠) الْبَيْتِ، وَكَيْفَ الْحَالُ بِرُفْقَةِ(٥١) أُمِّ الْأَوْلَادْ.. يُبْعِدُ عَنْكَ الشَّرَّ، وَيَقْطَعُ رَبِّي أَلْسِنَةَ الْحُسَّادْ

 

– حَالِي.. حُبٌّ مُشْتَعِلٌ كَالْأَفْــــــــ ..

 

– أَفْرَانُ الْغَازِ.. رَجَاءً لَا لَا.. لَا تُخْبِرْنِي.. غَيْرُ سَعِيدٍ فِي الْبَيْتِ.. تَمَامًا إِنَّ زَوَاجَ الصَّالُونَاتِ عَزِيزِي مَشْرُوعُ اسْتِشْهَادْ.

 

– جَوُّ الصَّالُونَاتِ مَلِيءٌ فِعْلًا بِالْأَحْدَاثِ الْكُبْرَى أَمَّا الْأَحْــــ ..

 

– أَحْفَادْ؟! قُلْ لَا تُنْكِرْ.. هَا.. عِنْدَكَ أَحْفَادٌ يَا خَلْبُوصًا؟!(٥٢) مِسْكِينٌ أَنْتَ كَبَرْتَ، وَرَاحَتْ دُنْيَاكَ.. فَمَا رَأْيُكَ أَنْ تَحْجِزَ لِي زَوْجًا مِنْ بَيْنِ الْأَحْفَادْ.. قُلْ لِي مَا أَخْبَارُ الشِّلَّةِ؟(٥٣) هَلْ مَا زِلْتَ تُقَابِلُ ذِكْرَى أَفْرَادْ

 

– أَبَدًا الشِّلَّةُ فِي أَمْنٍ، وَسَلَامٍ.. لَكِنْ بَعْضُ الْأَحْـــــــ ..

 

– أَحْقَادٌ.. أَحْقَادْ.. فِعْلًا.. عِنْدَكَ حَقٌّ فِي عَالَمِنَا تَكْثُرُ نِسْبَةُ كُرْهِ الْخَيْرِ، وَتَنْتَشِرُ الْأَحْقَادْ.. قِصَصُ الْحُبِّ الْكُبْرَى نَارٌ يَنْقُصُهَا الْإِخْمَادْ(٥٤).. لَكِنْ قُلْ لِي هَلْ مَا زِلْتَ تُؤَلِّفُ.. “دِينَا” هَذَا الْمُتَوَاضِعُ أضفَضَلُ مِنْ “شَوْقِي”(٥٥)، “وَالْعَقَّادْ“(٥٦).. رَغْمًا عَنْ أَنْفِ جَمِيعِ النُّقَّادْ

 

– أَحْيَانًا أَكْتُبُ بَعْضَ الْأَشْيَاءِ، وَلَكِنْ..

 

– لَكِنْ مَاذَا؟.. مَا زِلْتَ تَزُوغ(٥٧) مِنَ الْفَتَيَاتِ.. وَمِنْ شَهْدِ الْأَشْيَاءِ.. تُصَاحِبُ ثُمَّ تَبِيعُ سَرِيعًا.. وَتَمَلُّ، وَتَهْرُبُ كَالْمِنْطَادْ.. مَاذَا عَنْ لُعْبَتِكَ الْأُخْرَى، وَعَصَا (الْبِلْيَارْدْ)(٥٨)

 

– لَا أَبَدًا

 

– أَبَدًا.. تَعْنِي بِالْكَادْ.. دِينَا.. مَاذَا عَنْ..

 

– . . . . . .

 

– بِالْكَوْمِ،(٥٩) وَبِالْأَعْدَادْ..

 

عَيْنِي الْتَفَتَتْ نَحْوَ السَّيَّدَةِ الْأُخَْرَى “دِينَا”.. مَنْ تَمَّ لَهَا -مِنْ صَاحِبِ عُمْرِي- اسْتِبْعَادْ.. كَانَتْ هَادِئَةُ الْجَلْسَةِ تَرْقُبُنِي.. تَصْطَادْ

 

ظَلَّتْ أَحْدَاثُ مُبَارَاةِ الْمَقْهَى تَتَوَالَى حَتَّى لَمْلَمَ خَصْمُ الْمَقْهَى الْمُتْعَبُ مِنْ فَوْقِ الطَّاوِلَةِ الزَّادْ.. أَلْقَى ثَمَنَ الْمَشْرُوبَاتِ عَلَى كَفِّ النَّادِلِ، وَانْسَحَبَ الْجَمْعُ، وَذَابَ تِجَاهَ الْبَابِ فَرِيقُ الْبَهْجَةِ، وَالْإِسْعَادْ.. وَالْبَاقِي(٦٠) يَدْفَعُ كَفَّ النَّادِلِ لِتَحِيَّتِهِ.. بَقْشِيشٌ دُونَ اسْتِرْدَادْ.. وَخِلَالَ مُرَاقَبَتِي مَنَّتْ هَادِئَةُ الْجَلْسَةِ عِنْدَ الْبَابِ بِنَظْرَاتِ اسْتِبْدَادْ

 

قُلْتُ لِصَاحِبِ عُمْرِي:

 

– هَلْ نَتَرَاهَنُ يَا “عَبْدَ الْجَوَّادْ”.. أَنَّ صَدِيقَ السَّيِّدَتَيْنِ سَيَغْطِسُ.. لَنْ يَأْتِيَ بَعْدَ الْيَوْمِ إِلَى نَفْسِ الْمَقْهَى، وَسَنَحْتَلُّ غَدًا زَاوِيَةَ الرُّكْنِ، وَنَغْزُو مَا كَانَ لَهُ مِن أَرْضِ الْأَجْدَادْ.. وَالْأَدْهَى لَوْ نَتَرَاهَنُ أَنَّ السَّيِّدَتَيْنِ سَتَنْضَمَّانِ إِلَيْنَا، وَإِلَى نَفْسِ الطَّاوِلَةِ الْمُحْتَلَّةِ.. هَلْ نَتَرَاهَنُ؟..

 

قَالَ صَدِيقِي:

 

– رَجُلٌ.. هَاتِ الْأَشْهَادْ.. مَا اسْمُ صَدِيقِ السَّيِّدَتَيْنِ؟.. تُرَى قَالُوا شَيْئًا عَنْ هَذَا.. كُنْتَ تُرَكِّزُ مَعَهُمْ جِدًّا، وَأَنَا لَا.. كُنْتَ تُتَابِعُ مِنْ قَلْبِ الْمَقْصُورَةِ.. أَنْتَ مُدِيرُ الْمَعْلُومَاتِ.. رَئِيسُ الْإِمْدَادْ

 

– بَطَلُ السَّيِّدَتَيْنِ يُسَمَّى (مَاسْتَرْ كَارْدْ)

 

جَاءَ النَّادِلُ بِالْمَشْرُوبَيْنِ الْمُخْتَفِيَيْنِ لِفَتْرَاتٍ.. سَأَلَ صَدِيقِي النَّادِلَ عَنْ فَحْوَى اسْمِ الْغَائِبِ قُلْتُ:

 

– أَلَمْ أُخْبِرْكَ حَبِيبِي يَا “عَبْدَ الْجَوَّادْ”؟.. احْفَظْ مِنْ فَضْلِكَ يُدْعَى (السَّيِّدُ مَاسْترْ كَارْدْ).. السَّيِّدْ.. (مَاااااسْتَرْ.. كَااااارْدْ)

 

الْتَفَتَ النَّادِلُ نَاحِيَتِي، وَتَخَلَّى مُبْتَسِمًا عَنْ وَجْهِ الشُّغْلِ الْخَشَبِيِّ الْحَادّْ.. وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ لِلتَّأْكِيدِ، وَقَالَ:

 

– يُسَمَّي (مِسْترْ كَارْتْ).. يَا ” مِسْتر عَبْدِ الْجَوَّادْ”..

 

– حَقًّا هَلْ يُدْعَى (مِسْتَرْ كَارْدْ)؟.. مَا نَفْعَلُهُ بِالنَّاسِ يُرَدُّ إِلَيْنَا!.. أَيْنَ (التُّومْبَاكْشِي)!

 

أَخْرَجَ صَاحِبُ عُمْرِي مِنْ مِحْفَظَةِ الْجَيْبِ بِطَاقَةَ صَرْفِ مُرَتَّبِهِ.. وَعَلَى مَا يَبْدُو.. كَيْ يَتَأَكَّدَ هَلْ هِيَ مِنْ فِئَةِ (الْفِيزَا)(٦١)، أَمْ مِنْ فِئَةِ (الْمَاسْتَرْ كَارْدْ)!

المعاني

  (١) منقاد: تابع (خاضع).

(٢) استيطان: اتخاذه وطنًا.

(٣) الأصفاد: الأغلال.

(٤) الروّاد: المرتادون.

(٥) الزاد: حاجته الأساسيّة.

(٦) استفراد: انفراد.

(٧) النادل: العامل على الخدمة بالمقهى.

 (٨) زحزح: أبعد.

(٩) الأرصاد: جمع أحوال الطقس.

 (١٠) المرميّ: المُلْقَى.

(١١) التومباكشي: العامل المخصّص للنارجيلة.

(١٢) تبكير: أوّل سحب من النارجيلة.

(١٣) الشيشة: النارجيلة .

(١٤) تسليك: تنظيف من الأشياء المسبّبة للانسداد.

(١٥) الرفّاس: فتحة في قلب النارجيلة بداخلها بلية صغيرة، يسمح بدخول الهواء، ويمنع خروجه، ويطرد الدخان عن طريق النفخ.

(١٦) التخشينة: قطعة من الورق المقوى، يتم طيها كالقمع وتوضع في أعلى النارجيلة تحت الحجر مباشرة لضمان عدم تسرب الهواء.

(١٧) نحنحة: تردّد الصوت في الحنجرة.

(١٨) الماشة: ماسك (ملقاط الفحم).

(١٩) المكسوّ: المغطى بكسوة.

(٢٠) الشربوش: الكسوة، والغطاء الذي يحمي الزبون من تطاير رماد فحم النارجيلة.

(٢١) الهودج: محمل النساء على ظهر الجمل.

(٢٢) الليّ: الأنبوبة الملتوية التي تصل بين المبسم، وقلب النارجيلة. 

(٢٣) المبسم: أنبوبة تدخين النارجيلة. 

(٢٤) لاغى: مازح. 

(٢٥) ولعات: قبسات النار.

(٢٦) بكّر: سحب أوّل سحبة من دخان النارجيلة.

(٢٧) فمّ (بفتح الفاء أو ضمّها): لغة غير فصيحة في فم، هبو: الدخان المختلط بعفر الرماد (ما هَمَدَ من لهيب النار قدرَ ما يستطيعُ إِنسانٌ أَن يُقَرّب يدَه منها).

(٢٨) بدّال: قطعة بدء الحركة، وتغيير السرعة في الدراجة.

(٢٩) الجرار: من يجمع فوارغ الأكواب، والأدوات من على الطاولات.

(٣٠) سرياقوسي: مفرطة السكر.

(٣١) الرمّالة: وعاء ممتلئ بالرمال تشعل النار تحته حتى ترتفع حرارة الرمال وإتضاجالقهوة  بوضع براد القهوة في الرمال.

(٣٢) المانّو: القهوة المحلّاه ما بين التحلية المضبوطة، والتحلية الزائدة.

(٣٣) مفرطة: متجاوزة الحد.

(٣٤) اشحن: املأ.

(٣٥) كارت: بطاقة.

(٣٦) العداد: آلة تستخدم للقياس.

(٣٧) باغتّ: فاجأت.

(٣٨) ماهيّة: حقيقة.

(٣٩) فنجل: فتّح، وسّع.

(٤٠) كيزان: جمع كوز (إناء بعٌروة).

(٤١) الحُلويّات: كلّ أنواع الأطعمة النّشويّة المعقودة بالسكّر والسّمن والعسل وما إلى ذلك.

(٤٢) فرجة: مشاهدة ما يُتسلَّى به.

(٤٣) الدوريّ: مباريات تنافسية بين الأندية الرياضية كل عام .

(٤٤) فتّاك: شديد الفتك.

(٤٥)  مرصاد: مراقبة.

(٤٦) أنتيمي: خليلي أو صاحب سرّي أو خديني.

(٤٧) سمر: حديث الليل.

(٤٨) أهبة: عُدّة.

(٤٩) يفرك: يحك، يدلك.

(٥٠) كتاكيت: جمع كتكوت (فرخ الدجاج).

(٥١) رفقة: صحبة.

(٥٢) خلبوص: بهلوان، مهرج.

(٥٣) الشلّة: جماعة من الأصدقاء ذات ميول واحدة.

(٥٤) الإخماد: الإطفاء.

(٥٥) شوقي: أمير الشعراء أحمد شوقي شاعر مصري.

(٥٦) العقّاد: الأديب، والمفكّر المصري عباس محمود العقاد.

(٥٧) تزوغ: تهرب.

(٥٨) البليارد: لعبة رياضية (لعبة كرة المائدة).

(٥٩) كوم: كلُّ ما اجتمع وارتفع له رأسٌ من تراب أو حجارة أَو قمح ، أَو نحو ذلك.

(٦٠) الباقي: المستحقّ بعد الحساب.

(٦١) فيزا: نوع من بطاقات الإئتمان كالماستر كارد.

تحقق أيضا من

قصيدة امرأة تفصيل

كثيرٌ من ملابسنا يداري ما بنا من عيْبْ