عدد أبيات القصيدة
خَزَائِنُ الذَّنْبِ اخْتَفَتْ،
وَارْتَفَعَتْ..
أَسْعَارُ كُلِّ الْـمُوبِقَاتْ(١)
وَبَعْدَ خَصْمِ الدَّرَجَاتْ
وَبَعْدَ تَوْزِيعِ الذُّنُوبِ كِلِّهَا
عَلَى جَمِيعِ الْكَائِنَاتْ
وَبَعْدَ أَنْ تَضَخَّمَتْ..
صَحَائِفُ الذُّنُوبِ
في صُدُورِنَا، وَالثَّرَوَاتْ
وَأَصْبَحَ اسْتِهْلَاكُنَا لِلشَّرِّ
مُتْعَةً،
وَإِدْمَانًا كَمَا الْـمُخَدِّرَاتْ
تَوَافَرَتْ.. في الْأَرْضِ
خَيْرَاتٌ،
وَفَائِضٌ رَهِيبٌ هَائِلٌ
في الْحَسَنَاتْ
وَأَصْبَحَ الْخَيْرُ الرَّخِيصُ
سِلْعَةً..
أَصَابَهَا الرُّكُودُ مِثْلَ الْـمُنْتَجَاتْ
اشْتَاطَ ابْلِيسُ اللعِينُ
غَاضِبًا
أَعْلَنَ في كُلِّ الْحُضُورِ
عَنْ ظِلَالِ أَزْمَةٍ في السَّيِّئَاتْ(٢)
وَعَنْ غَلَاءِ سِعْرِ
بَعْضِ الْعَرْبَدَاتْ
وَأَكْمَلَ الشُّرُوحَ..
عَنْ تَفَوُّقِ الْإِنْسَانِ
في شُرُورِهِ عَلَى الْعَفَاريتِ،
وَكَيْدِ الْـمَارِدَاتْ(٣)
وَأَفْرَدَ التِّبْيَانِ، وَالْخُزَعْبَلَاتْ(٤)
عَنْ خَلَلٍ..
مُدَمِّرٍ في السُّرُعَاتْ
وَبَعْدَ إِفْلَاسِ الشَّيَاطِينِ،
وَبَعْدَ أَزْمَةِ الْـمُرَتَّبَاتْ
وَخَطْوَةِ الْعِلَاجِ بِالْـمُسَكِّنَاتْ
وَنَكْسَةِ الدِّهَانِ بِالْـمُنَشِّطَاتْ
وَبَعْدَ ثَوْرَةِ الْأَبَالِيسِ
عَلَى أَمِيرِهِمْ
دَعَا الرَّجِيمُ رَبَّهُ
مُسْتَغْفِرًا في الْغَفَوَاتْ
مُرَتِّلًا..
أَذْكَارَ دَاوودَ،
وَبَعْضَ الْأُغْنِيَاتْ
في ظُلْمَةِ الْعَشِيِّ، وَالْأَسْحَارِ..
مُنْشِدًا.. بِصَوْتِهِ الْخَفِيضِ
أَرْوعَ الْـمُوَشَّحَاتْ(٥)
انْتَشَرَتْ أَخْبَارُهُ في الْإِنْسِ
بَيْنَ النَّشَرَاتْ
في الْقَنَوَاتْ
ثَارَتْ جَمَاهِيرُ الْبِلَادِ
ضِدَّ شَيْطَانِ الْفَسَادِ
جَالِبِ الْـمُحَرَّمَاتْ
وَسَلَّمَتْ أَلْفَ بَلَاغٍ صَادِقٍ
لِلسُّلُطَاتْ
بِتُهْمَةِ التَّزْوِيرِ في مِهْنَتِهِ..
تَكْدِيرِ سِلْمِ النَّاسِ
في قَرْيَتِهِ..
خَلْخَلَةِ الْـمُجْتَمَعَاتْ
كَمَا ادَّعَتْ..
بِأَنَّهُ الْـمَسْؤُولُ عَنْ..
إِفْسَادِ أَخْلَاقِ الشَّيَاطِينِ،
وَبَعْضِ الْغَانِيَاتْ(٦)
(كَانَ هُنَا يَأْكُلُ عَيْشًا بَيْنَنَا،
وَالْيَوْمَ قَدْ تَعَفَّنَتْ
أَخْلَاقُهُ بِالْـمُغْرِيَاتْ)
وَاتَّهَمَتْ مِزْمَارَهُ..
وَصَوْتَهُ الْخَالِي
مِنَ الْـمُحَسِّنَاتْ
وَأَكْمَلَتْ..
(تَوَهَّمَ الْـمَخْبُولُ..
في غِنَائِهِ
بِأَنَّهُ يُجِيدُ كُلَّ الطَّبَقَاتْ(٧)
وَأَنَّهُ مِثْلُ “نَجَاةْ”)(٨)
وَبَعْدَ أَنْ تَسَرَّبَتْ، وَانْتَشَرَتْ
أَخْبَارُهُ في الصَّفَحَاتْ
وَأَطْلَقَ الْـمُغَرِّدونَ لَاحِقًا
في الْعَالِمِ الثَّالِثِ
بَعْضَ الصَّرَخَاتْ(٩)
وَدَفَّقُوا الْحَمَاسَ، وَالتَّشَنُّجَات(١٠)
وَدَشَّنُوا..
(هَاشْتَاجَ) إِبْلِيسَ،
(وَهَشْتَاجَ) انْفِلَاتْ(١١)
اسْتُنْفِرَتْ كُلُّ الْجِهَاتْ
وَاعْتَقَلَتْهُ..
شُرْطَةُ الْـمُصَنَّفَاتْ(١٢)
المعاني
(٢) اشتاط: اشتدّ غضبه.
(٣) الشروح: التفاسير.
(٤) التبيان: الشرح، الخزعبلات: الأباطيل.
(٥) العشيّ: من الغروب حتى عتمة الليل، الأسحار: جمع سحر: آخر الليل، قبل الفجر، الخفيض: الخافت، الهادئ، موشحات: نوع من القصائد الأندلسية.
(٦) الغانيات: الراقصات.
(٧) الطبقات:طبقات الصوت أثناء الغناء.
(٨) نجاة: مطربة، وممثّلة مصريّة.
(٩) المغرّدون: مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي (تويتر).
(١٠) دفّقوا: صبّوا، أثاروا.
(١١) دشّنوا: افتتحوا، أقاموا، هاشتاج: علامة تمييز، وتبويب لموضوع على صفحات التواصل الاجتماعي تبدأ بالرمز (#)، انفلات: انحراف.
(١٢) شرطة المصنّفات: المختصّة بالمؤلفات الأدبيّة، والفنيّة.