قصيدة الحاكم بأمر العشق

Home » منتدى القصائد » قصيدة الحاكم بأمر العشق

عدد أبيات القصيدة

٣٥٢

بِالسِّحْرِ    أَمْ    مِنْ     طَرْفِكِ  الكَيَّادِ

بِاللَّحْظِ    أَمْ    بِقَوَامِكِ      الـمَيَّادِ(١)

 

أَمْ   مِنْ    رَخاواتِ   انْثِنَاءَةِ   خَصْرِهِ

أَمْ  مِنْ طرَاوَةِ عَطْفِكِ  الـمُتَمَادِي(٢)

 

أَمْ مِنْ   تَلَفْلُفِ  غَزْلِ شَعْرِكِ حَوْلَهُ

مِثْلِ النَّسِيمِ الهَفْهَف الـمُتَـهَادِي(٣)

 

أَمْ    مِنْ    رَشَاقَتِهِ،   وَمِنْ      إغْوَائِهِ

سَأَهِيمُ،  أَمْ         لِتَنَاسُقِ       الأَبْعَادِ

 

مِنْ   لَيْلِ   هَارونِ   الرَّشِيدِ، وَأُنْسِهِ

أَمْ   مِنْ  سُخُونَةِ   لَيْلِكِ  البَغْدَادِي

 

مِنْ عَدِّ    شامَاتٍ    كنَجْمَاتٍ    عَلَى

شَفَقِ   الكُتُوفِ،  وَلِينِ  فَرْشِ وِهَادِ(٤)

 

أَمْ   مِنْ    نُعومَاتِ     انْحِنَاءَةِ    مُهْدَةٍ

أَمْ      مِنْ   وَنَاةِ   تَمَوُّجِ    الأَمْهَادِ(٥)

 

مِنْ       عَدِّ      سِلْسِلَةٍ،  وَمَوْجِ  تِلالِها

وَإِعَادَتِي   إِنْ       تُهْتُ   في  الأَعْدَادِ

 

مِنْ    وَجْهِ     أَقْمَارِ  السُّمِيِّ،     وَقَدُّهِ

مَلْآنُ     بِالشَّفَرَاتِ،       وَالأَكْوَادِ(٦)

 

الأُسْحُوَانُ      الأُمْهُجَانُ           كَوَرْدَةٍ

الأُمْلُدَانُ    كَكَوْكَبٍ         وَقَّادِ(٧)

 

مِنْ        سَامِغَيْنِ     مُقَطَّعَيْنِ   بِقُبْلَةٍ

أَمْ  مِنْ  فِراقِ   شِفَاهِما    بهَدَادِ(٨)

 

مِنْ    حِثْرَمَاتٍ      حَوَّطتْ      تَنْهِيدَةً

بِتَلَهُّبٍ    في     الْقُرْبِ،     وَالْإِبْعَادِ(٩)

 

أَمْ    مِنْ    لَظَى    غَمَّازتيْن   إِذَا    هُمَا

دَوَّامَتا    خَوْخٍ       بِبَحْرِ      خِدَادِ(١٠)

 

سَأَخِرُّ     لَطْمًا     للجَمَالِ    مُوَحْوِحًا

وَأَقُولُ: (وَيْلِي يَا سَوَادَ سَوَادي)(١١)

 

بِوُلُوعِ     قَلْبِكِ   أَمْ      حَلَاوةِ     رُوحِهِ

أَمْ   مِنْ    مُشاغَبَةٍ   لِفِكْرِي  الهَادِي(١٢)

 

أم مِنْ   هَمِيسِ   الهَسْهَسَاتِ،  ورَعْشِها

وعُذوبةِ الصوْتِ   الرَّخِيمِ  الشَّادِي(١٣)

 

رِفْقًا       هَدادَيْكِ        اسْتَريحِي      إنَّني

مَا   عُدْتُ حِمْلَ       تهَزُّجِ     الأَعْوَادِ(١٤)

 

مَا دَفْعُ   قَلْبي    أَنْ      يَرومَ     جَمِيلَةً

وأَنَا    أُعَاني   مِنْ     نَفَاذِ    الزَّادِ(١٥)

 

مَنْ    لي     بوَقْتٍ  كَي     أُقَطِّعَ   وَرْدَةً

قُبَلًا؛      فَأَحْضُنَ     زَهْرَةَ         العَبَّادِ

 

رَاحَ    البَصيصُ مِنَ الـمُتيَّمِ  في الوَبَا

ذَهَبَ   الغَرامُ     تَشَيُّعًا    لِعِبَادِ(١٦)

 

لِحَنِينِ    (هِنْدٍ  أَوْ     رَهَافَةِ      (فَاطِمٍ)

لهُيَامِ     (لَيْلَى)      أَوْ  دَلَالِ  (هَنَادِي)

 

وَأَنَا    بِوَادٍ    غَيْرِ  ذِي    حُبٍّ     نَصِيـــــ

ـبِـي     أَلْفُ     مَذْبَحَةٍ،    وَأَنْتِ      بِوَادِ

 

لَكِ     كُلُّ     عِشْقٍ     للخَلائِقِ    كُلِّهِمْ

إِلَّا     غَرَامَ (أُسَامَةَ      بْنِ       فُؤَادِ)

 

كَيْفَ  اعْتِلاقُ   الـمُغْرَمَاتِ   بِعَاشِقٍ

طَرِفٍ  هَوَائِيٍّ     رَفِيقِ  سُهَادِ(١٧)

 

قَلْبِي النَّزِيُّ،   سَفِهْتِ   أَمْرَكِ، مُرْعِبٌ

في العِشْقِ لَيْسَ  بِمَعْقِلٍ، ومَصَادِ(١٨)

 

قَلْبِي   الشَّرودُ     غَزَالُ      بِيدٍ    هَائِمٌ

سُرُحٌ    بأَرْضٍ   رَحْبَةٍ،    وَجَهَادِ(١٩)

 

هُوَ      أُفْعُوَانٌ         ثُّعْلُبَانٌ       مُغْرَمٌ

بِالْعُنْفُوانِ   عَلَى    بِسَاطِ      مِهَادِ(٢٠)

 

هُوَ    أُلْعُبَانٌ    (أُعْجُبَانٌ)       حَاذِقٌ

في  غارَةٍ     للعَاشِقِ    الصَّيَّادِ(٢١)

 

فَرَسُ   الْفَلَا     تَأْوَانَ   هَجْمَةِ   فَاتِكٍ

ذِئْبٌ  تَحِينَ    تَسَكُّعِ     الْإِسْآدِ(٢٢)

 

قَلْبي    سِيَاطٌ      للسَّيَائِدِ         يَا  لَهَا

لَسْعى؛  بحُكْمِ   تَشَرُّطِ     الْأَسْيَادِ(٢٣)

 

لَكِ كلُّ عِشْقِي  بِالْعُيونِ،   وَحُنْدُري

لَكِنْ  قُصَارَاكِ  الْفُؤَادُ  السَّادِي(٢٤)

 

لَاهِ    انْدِفاعُكِ    في   الْغَرامِ،   وَدَربِهِ

للهِ     دَرُّ        حَمَاسَةٍ،   وَعِنَادِ(٢٥)

 

مَهْلًا، وبَهْلًا    لا   عُروجَ     لـِمَوْطِني

مَا  نِلْتِ   إلَّا   غُرْبةً     بِبِلَادي(٢٦)

 

قَلْبي الجَحِيمُ    لِـمَنْ  دَنَا؛   فَتَذَوَّقي

نارًا،    وَإلَّا؛    فَاخْتِيَارُ     بُعَادِ

 

وَبِذِي     بليَّانٍ،       وَعُمْقِ        مَتَاهَةٍ

عَمْدًا    تَرَكتُ  الْقَلْبَ دُونَ     رُقَادِ(٢٧)

 

هُوَ    وَالنَّقِيضُ   التَّوْأَمَانِ،   وَشَاءَني

عَيْشُ    الْفُؤَادِ   بِعَالَمِ   الْأَضْدَادِ(٢٨)

 

لَا   يُدْرِكُ      الـمَجْلُودَ؛  مِنْ    سَكَرَاتِهِ

وَهُوَ     الذي      قَاسَى،   مِنَ   الجَلَّادِ

 

إِنَّ     الغرامَ    مِنَ     الفِراقِ   بِعَالَـمي

زَرْعٌ    بِأَرْضِ    الْغَيْرِ      دُونَ  حَصَادِ

 

في    بُؤْسِ   يَوْمٍ     أَرْوَنَانٍ    عَاصِفٍ

أَسَفًا، تَطايَرَ     بَعْدَمَا       إِفْصَادِ(٢٩)

 

مَا مِنْ    فَتَاةٍ    نُصْتُ   عَنْ   أَطْلالِها

هَذِي   الظَّعِينةُ،  وَالزَّمَانُ  الحَادِي(٣٠)

 

هِيَّاكِ،    وَالقَلْبَ   الذي   لَا   نَبْضُهُ

حَيٌّ،  وَلَا    هَمِدٌ،  وَلَا     بِمُبادِ(٣١)

 

أَنَّى     تجنُّبُكِ     الجَحِيمَ،   وَ حِيطَةٌ

أَنَّى  مَلاكٌ   حارِسٌ،   وَتَفَادِ(٣٢)

 

إِنَّ   الذينَ     تَعَشَّقُوا    يَا       وَيْلَهمْ

في   قَلْبِ  دَائِرةٍ      مِنَ       التَّهْدَادِ

 

كُشِفَ الحِجَابُ عَنِ العَذَابِ فَأَبْصِرِي

أَتُرَى  لَدَيْكِ    كَرَامَةَ       الزُهَّادِ؟

 

ذَاتَ   الزُّمَيْنِ    نَضَتْ مِيَاهُ مَشَاعِرِي

ذَاتَ   العُوَيْمِ  تَبَخَّرَتْ    أَوْرَادِي(٣٣)

 

وَاحْتَلَّ   حُنْجُورِ ي      تَحَجُّرُّ      أَحْرُفي

نَضَبَ  الكَلَامُ، وَجَفَّ بَحْرُ  مِدَادِي(٣٤)

 

رِفْقًا    دَعي     عَنْكِ    الغرامَ؛    فَإِنَّني

أَرْعَى     شُؤُونَ     قَصَائِدِي      بِالْكَادِ

 

مَا زِلْتِ   يَا  بِنْتَ   الحَلَالِ على  شَفَا

أَمْنٍ    عَلَى  بَرٍّ       لِـمَوْجٍ    عَادِ(٣٥)

 

فَحَذَارِ   مِنْ  مَوْتِ   اصْطِحَابٍ؛  إنَّني

أَعْتَادُ  مَوْتِي    فَوْقَ   ظَهْرِ    جَوَادِي

 

نَدَهَتْكِ      نَدَّاهَاتُ     إِغْوَاءٍ      إِذَا

نَوَّلْنَ  عِشْقًا؛    فَالْجَحِيمُ     مُنَادِ(٣٦)

المعاني

(١) طرفكِ: نظرتك، الميّاد: المهتزّ.

(٢) طراوة: ليونة، عطفك: جانبك.

(٣) الهفهف: البارد.

(٤) فرش: فراش، وهاد: مفردها وهدة: الأرض السهلة.

(٥) مهدة: الأرض المنخفضة السهلة، وناة: كسل وتأتي بمعنى لؤلؤة، أمهاد: مفردها مُهد: ما انخفض واستوى من الأرض.

(٦) السميّ: مفردها سماء، قدّه: قوامه.

(٧) الأسحوان: الطويل الجميل، الأمهجان: الرقيق، الأملدان: الناعم، وقّاد: متوهّج.

(٨) سامغين: صمّاغين: جانبي الشفة أو موضعي اجتماع الريق، هداد: رفق.

(٩) حثرمات: مفردها حثرمة: النثرة المنخفضة بالشفة العليا أسفل الأنف.

(١٠) خداد: جمع خدّ.

(١١) موحوحا: رافعًا صوته ببحح.

(١٢) الهادي: الهادئ.

(١٣) الهسهسات: الهمسات، والوشوشات.

(١٤) هداديك: حنانيك، رفقك.، تهزّج: ترنّم، الأعواد: مفردها عود: آلة موسيقيّة.

(١٥) نفاذ: هروب، فراغ ونفاد (ونفذ الزاد ومات الأكثرُ جوعًا، ولم نَذِلَّ بل لا نضجر  “عبد الرحمن السويدي”/ كنز القناعة كنز لا نفاذ له “شهاب الدين الخلوف”).

(١٦) الوبا: الوباء، البصيص: ضوء الأمل البسيط.

(١٧) اعتلاق ب: عشق لـ، عاشق طرِف: لا يثبت على عشق واحد.

(١٨) النزيّ: كثير النزوات، معقل، ومصاد: ملجأ.

(١٩) سرح: سريع، أرض جهاد: مستوية، ومنبسطة.

(٢٠) مهاد: أرض منخفضة سهلة أو قاع البحر والنهر أو الفراش.

(٢١) أعجبان: محبوب مثير للإعجاب.

(٢٢) تأوان: أوان “لغة في أوان”، تحين: حين “لغة في حين”، الإسآد: سير الليل، الفلا: مفردها فلاة: صحراء.

(٢٣) السيائد: الأسياد، لسعى: مفردها لاسعة.

(٢٤) حُندُر: حدقة العين “أنت على حندر عيني: تحت رعايتي”، قصاراكِ الغرام السادي: (قصاركِ، قصاراكِ، قصرك): مستطاعكِ، أقصى جهدكِ، أقصى غايتكِ، آخرُكِ.

(٢٥) لاهِ: لله وبقدرة الله في خلقك.

(٢٦) مهلًا وبهلًا: تأنّي.              

(٢٧) بذي بليّان: بتيهٍ، إلى غير وجهة معروفة.

(٢٨) شاءني: شآني وأحزنني.

(٢٩) أرونان: أرنوان: شديد، إفصاد: أوّل ظهور براعم الساق من الشجر وتفتّح عيون الأفرع، ما في بعدما زائدة، ودخول (أل) علي (غير) بالبيت السابق استخداما لرخصة “الزمخشري، النووي “تهذيب الأسماء واللغات”، مختار الصحاح: الوسيلة: ما يتقرب به إلى الغير،.. وغيره.)

(٣٠) نصت عن أطلالها: تغيّبت عن أطلالها.

(٣١) همد: ميّت.

(٣٢) تفاد: اتّقاء.

(٣٣) ذات الزمين؛ ذات العويم: ذات زمان وذات عام، نضت: نضبت.

(٣٤) حنجور: حلقوم أو قَمْقَم.

(٣٥) عاد: طاغٍ وظالم.

(٣٦) ندّاهات: جمع ندّاهة: امرأة جميلة تظهر في الليالي الظلماء في الحقول تنادي باسم شخص معيّن فيقع هذا الشخص في السحر ويتبع النداء حتّى يصل إليها، ثم يجده الناس ميّتًا في اليوم التالي. 

تحقق أيضا من

قصيدة أشتاتا أشتوت

وربّ طارق ليلٍ قال في شغفٍ: (علّمنيَ الشعرَ) قلتُ: (الشعرُ كالآتي)