قصيدة المهنة لمت

Home » منتدى القصائد » قصيدة المهنة لمت

عدد أبيات القصيدة

٦٣

ادْخُلْ في الْـمَوْضُوعِ، وَقُلْ لي..

مَنْ أَغْوَاكَ مِنَ  الْأَعْمَاقْ؟

 

لَا أَسْتَوْعِبُ قُرْبَكَ مِنِّي

حَتَّى الْآنَ..

عَلَى الْإِطْلَاقْ

 

(مَا أَخْبَارُكِ..

كَيْفَ حَيَاتُكِ..

كَيْفَ يَمُرُّ الْيَوْمُ عَلَيْكِ)،

وَأَسْئِلَةٌ تَحْرِقُ أَعْصَابِي..

تَدْفَعُ عَقْلِي لِلْإِرْهَاقْ

 

تَتَفَحَّصُنِي.. أَوْ تَشْكُرُنِي

أَنْ صَادَفْتَ امْرَأَةً مِثْلِي..

وَتُحُبُّ الشَّعْرَ (الْكِيرْلِي)،

أَوْ مُنْسَدِلًا لِلْأَعْنَاقْ(١)

 

نَظَرَاتٌ أَجْهَلُ مَعْنَاهَا

مَا مَغْزَاهَا؟.. مَا فَحْوَاهَا؟

تَحْسَبُنِي.. أَتَمَنَّاهَا!..

أَنَّ الْقَلْبَ لَهَا مُنْسَاقْ!

 

ادْخُلْ في الْـمَوْضُوعِ، وَقُلْ لِي..

بِوُضُوحٍ مِنْ غَيْرِ نِفَاقْ 

 

هَلْ تَدْخُلُ في قِصَّةِ حُبٍّ،

وَأُصِبْتَ بِعَدْوَى الْعُشَّاقْ؟

 

مُنْتَظِرٌ  مِنِّي أَنْ أَفْرَحَ

مِنْ كَلِمَاتِكَ يَا مُشْتَاقْ؟

 

هَلْ يُرْضِيكَ بِأَنْ أَتَكَلَّمَ

في أَوْسَعِ حَالٍ، وَنِطَاقْ؟

 

أَحْكِي حُبًّا عَنْكَ، وَعَنِّي

حَسَنًا..

لَوْ شِئْتَ تُجَرِّبُنِي

خُذْ بَالَكَ، وَاسْمَعْ مِنِّي

يُوجَدُ عِنْدِي عَمَلٌ شَاقّْ

 

– (بَثٌ حَصْرِيٌّ بِالْأُولَى

مَعَكُمْ مَحْبُوبَتُهُ الْأُولَى

يُوقِعُهَا هَذَا الْعَاشِقُ

مِنْ قَلْبِ الْحَدَثِ الْعِمْلَاقْ)

 

تَأْتِي كَيْ تَفْتَحَ مَوْضُوعًا

يُفْضِي لِحِوَارٍ خَلَّاقْ

 

يَتَسَحَّبُ شَيْطَانُكَ نَحْوِي

يَسْكُبُ في قَلْبِي التِّرْيَاقْ

 

بِكَلَامٍ، وَمَشَاعِرِ عِشْقٍ

وَعْدٍ.. عَهْدٍ، أَوْ مِيثَاقْ

 

وَبِحِسِّ التَّاجِرِ  تَغْمُرُنِي

تَأْتِي فَلْسَفَةُ الْإِغْرَاقْ

 

وَتُسَيْطِرُ  في كُلِّ حَيَاتِي

حَتَّى تَحْتَكِرَ  الْأَسْوَاقْ

 

وَإِذَا مَا مِلْتُ إِلَيْكَ

تَمِيلُ لِتَرْشِيدِ الْإِنْفَاقْ

 

يَنْقَلِبُ الْإِحْسَاسُ فَقِيرًا

يُصْبِحُ وَضْعُ الْحُبِّ خَطِيرًا

وَتَرُوجُ بِضَاعَةُ حُبِّي

تَهْرِيبًا عَبْرَ الْأَنْفَاقْ(٢)

 

– (اذْكُرْ مَاضِيَكَ  الْوَرْدِيّْ

وَمُؤَهِّلَكَ الرُّومَانْسِيّْ

أَنْتَ مِنَ الْجِيلِ الذَّهَبِيّْ

مَا خِبْرَاتُكَ في الْأَشْوَاقْ؟

 

سَابِقَةُ الْأَعْمَالِ تَدُلُّ

بِأَنَّكَ دَوْمًا تَتَسَلَّى

لَا تَحْتَاجُ التُّهْمَةُ قَوْلَا

لَا تَحْتَاجُ إِلَى إِلْصَاقْ

 

تُغْرِقُ قَلْبَ فَتاةٍ سِحْرَا،

وَتُصَاحِبُ سَيِّدَةً أُخْرَى

صِدْقُكَ قَدْ نَالَ التَّكْرِيمَ،

وَنَالَ..  وِسَامَ الْغَدْرِ 

عَنِ اسْتِحْقَاقْ

 

سِيرَتُكَ الذَّاتِيَّةُ ضَمَّتْ

أَحْلَامًا..  لِعُصُورٍ وَلَّتْ

وَالْـمِهْنَةُ قَطْعًا  لَـمَّتْ

 غَدْرًا، وَلِحَدِّ الْإِشْفَاقْ)

 

مَا شَأْنُ كَلَامِكَ في شَكْلِي

وَجَمَالِي، وَطَرِيقَةُ لُبْسِي؟

تُوشِكُ أَنْ تَنْحَتَنِي كُلِّي

وَاخْتَلَطَتْ كُلُّ الْأَوْرَاقْ

 

مَشْرَحَتِي عَجَّتْ بِالْقَتْلَى،

وَبِحَارِ الدَّمِعِ الرَّقْرَاقْ(٣)

 

حَاسِبْ.. تَكْوِينِي الْكَلِمَاتُ

تَصُبُّ الدَّمْعَةَ في الْأَحْدَاقْ(٤)

 

مَا قَصْدُكَ مِنْ ضِحْكَةِ عَيْنِي

عَفْوًا هَلْ أَنْتَ.. تُغَازِلُنِي!

عَبَثًا..  وَتُدَوِّخُ عَقْلِي

بِكَلَامٍ عَذْبٍ بَرَّاقْ!

 

وَعُيُونِي، وَاللوْنِ الْعَسَلِي

جُبِرَتْ، وَاللَّهُ يُسَهِّلُ لِي

.. شُكْرًا.. شُكْرًا يَا طِفْلِي!

جُبِرَتْ مِنْ عِنْدِ الرَّزَّاقْ(٥)

 

عِشْ في الْوَاقِعِ لَا تُزْعِجْنِي

قَلْبِي مِنْ إِلْحَاحِكَ ضَاقْ

 

سِنَّارَةُ أَحْلَامي غَمَزَتْ؟!

هَيْهَاتَ عَلَى قَلْبٍ عَاقّْ(٦)

 

تِكْتِيكِي في الْحُبِّ فَرِيدٌ

أُشْعِلُ حَرْبًا دُونَ مَشَاقّْ(٧)

 

خَطُّ دِفَاعِي صَلْبٌ جِدًّا

يَبْدُو  عَلَى هَيْئَةِ أَنْسَاقْ

 

وَجُنُودِي بِالْحَرْبِ احْتَفَلَتْ

حَنَّتْ لِنِدَاءِ الْأَبْوَاقْ

 

أَسْتَذْئِبُ في مَعْرَكَتِي

أَسْلِحَتِي مَخْزُونُ فِرَاقْ(٨)

 

وَالْأَرْضُ الْـمَحْرُوقَةُ خَلْفِي

لَكَ أَنْ تَتَخَيَّلَ مَا أُخْفِي

وَغَرَامِي يُلْهِمُ عُنْفِي

لَا أَتَحَمَّلُ أَيَّ وِفَاقْ

 

هَلْ تَتَخَيَّلُ أَنْ تَخْدَعَنِي

بِخِدَاعِ الْحُبِّ الْأَفَّاقْ؟

 

وَعَلَى حِينِ الْغِرَّةِ أُورَطُ..

في أَلْفِ سَلَامٍ؛ فَعِنَاقْ(٩)

 

أَيُّ حَبِيبٍ قَدْ أَخْدَعُهُ

لَحْمِي مُرٌّ، أَوْ حَرَّاقْ

 

أَخْلَعُهُ.. أَرْمِي  بِيَدَيَّ

(كَتُوكَةِ) شَعْرِي، وَالْأَطْوَاقْ(١٠)

 

لَسْتُ فَتَاةً مِنْ رَبْكَتِهَا

تُسْقِطُ في حَفْلِ خُطُوبَتِهَا

كُوبَ الشَّرْبَاتِ، وَتَخْجَلُ

ثُمَّ تَقُولُ:( تَعَثُّرُ سَاقْ)(١١)

 

لَسْتُ فَتَاةً لِعُذُوبَتِهَا

تَخْجَلُ..  مِنْ فرْطِ طُفُولَتِهَا

وَتُسَاقِطُ مِنْ غَفْلَتِهَا

 صِينِيَّةَ تَقْدِيمِ الْأَطْبَاقْ(١٢)

 

هَلْ تَتَخَيَّلُ أَنْ تُوقِعَنِي

في أَسْرِكَ.. في شَدِّ وِثَاقْ؟

 

هَلْ تَتَخَيَّلُ أَنِّي.. امْرَأَةٌ

تَتَمَلَّكُهَا  بِاسْتِرْقَاقْ؟(١٣)

 

أَوْ جَارِيَةٌ مِلْكُ يَمِينِكَ

تَفْرَحُ في لَحْظَةِ إِعْتَاقْ؟

 

أَوْ غَانِيَةٌ تَتَمَلَّكُهَا

تُرْضِي مُخْتَلَفَ الْأَذْوَاقْ؟

 

فِكْرُكَ مَوْرُوثٌ شَعْبِيٌّ

يَسْكُنُ في شَتَّى الْأَعْرَاقْ

 

مَوْهُومٌ حِينَ تُصَدِّقُ

أَنَّكَ مُنْفَتِحُ الْآفَاقْ

 

تَهْتِفُ.. تَهْتِفُ بِالْحُرِّيَّةِ

تَهْتِفُ.. تَهْتِفُ دُونَ لِحَاقْ

 

وَالرَّغْبَةُ في  التَّغْيِيرِ

تَتُوقُ إِلَى ثَوْرَةِ أَخْلَاقْ

 

تَجْلِسُ.. تَغْرِزُ  بَيْنَ رِفَاقِكَ

تَحْكُمُ فِيهِمْ يَا ذَوَّاقْ

 

تَسْمَعُ أَلْفَ حِكَايَةِ حُبٍّ

عِنْدَ صَدِيقٍ..  عِنْدَ رِفَاقْ 

 

وَاحِدَةٌ رَاحَتْ، أَوْ جَاءَتْ

وَابْنَةُ قَلْبِي تَرَكَتْنِي

أَيُّ حَدِيثٍ.. أَيُّ كَلَامٍ..

ثَرْثَرَةٌ عِنْدَ الْحَلَّاقْ

 

وَبُطُولَاتٌ مِنْ أَصْحَابِكَ

كَانَ لَهَا قَلْبُكَ كَالتَّوَّاقْ

 

لَا أَعْرِفُ مَنْ غَادَرَ مَنْ

في الدُّنْيَا،

وَمَنِ السَّرَّاقْ؟

 

وَتُغَازِلُنِي.. وَتُفَاتِحُنِي

كَيْ تُصْبِحَ أَنْتَ السَّبَّاقْ!

 

عَيْبٌ.. وَاخْجَلْ مِنْ نَفْسِكَ

لَسْنَا في حَلْبَاتِ سِبَاقْ

 

هَلْ أَطْلُبُ مِنْ قَلْبِكَ شَيْئًا؟..

فَكِّرْ  فِينَا بِاسْتِغْرَاقْ

 

أَكْرِمْنِي بِشَهَادَةِ صِدْقٍ

في أَفْعَالِكَ..  لِلْإِحْقَاقْ

 

كُلُّ ضُغُوطِكَ تَخْنُقُ قَلْبِي..

تَدْفَعُ رُوحي لِلْإِزْهَاقْ

 

تَحْرِقُ مَرْحَلَةً مِنْ عُمْرِي

تُتْقِنُ مَوْهِبَةَ الْإِحْرَاقْ

 

الْحُبُّ صَدِيقِي أَنْ تَلْقَى

في لَيْلِي وَمْضَ الْإِشْرَاقْ

 

أَنْ يَسْكُنَ في سَمْعِكَ نَبْضٌ

سَافَرَ مِنْ قَلْبِي الْخَفَّاقْ

 

أَنْ يَشْهَقَ عُمْقُكَ في حُزْنٍ

حِينَ تَرَانِي دُونَ شُهَاقْ

 

أَنْ يَعْبَقَ في إِحْسَاسِكَ

عِطْرُ الْوَرْدِ بِلَا اسْتِنْشَاقْ

المعاني

(١) الكيرلي: متموّج: curly.

(٢) تروج: تنتعش.

(٣) دمع رقراق: يغمر العين، ولا يسيل.

(٤) حاسب: احترس

(٥) جُبِرَتْ: أُصلحت الأحوال، فُرِجَتْ.

(٦) سنّارة: عصا صيد الأسماك.

(٧) تكتيك: فن وضع الخطط الحربيّة للجيش في الميدان.

(٨) أستذئب:أصير كالذئب في خبثي، ودهائي.

(٩) الغِرة: الغفلة.

(١٠) توكة: ربطة الشعر

(11) ربْكة:ارتباك (اختلاط الأشياء).

(١٢) صينيّة:ماعون تقدّم عليه أواني الطعام.

(١٣) باسترقاق:باتخاذها جارية لك. 

تحقق أيضا من

قصيدة ضار جدا بالصحة

حُبُّكَ في بَرِّ حَيَاتِي شَبَحٌ وَهْمِيٌّ في لَقْطَةِ (سُونَارْ).. عَمَلٌ سُفْلِيٌّ يَتَخَفَّى في حَفْلَات الزَّارْ يَغْرَقُ في الْـمَاءِ يَذُوبُ كَقُرْصٍ فَوَّارْ