قصيدة تعودت جدا

Home » منتدى القصائد » قصيدة تعودت جدا

عدد أبيات القصيدة

٢٤

تَعَوَّدْتُ جِدًّا..

تَعَوَّدْتُ أَنْ أَتَحَسَّسَ دَرْبَ

غَرَامِي،

وَأَخْشَى عَلَيْكِ

 

تَعَوَّدْتُ أَنْ أَتَسَلَّقَ

مُنْذُ انْتِحَارِ النُّجُومِ إِلَيْكِ

 

تَعَوَّدْتُ أَنْ أَتَهَجَّمَ..

مِثْلَ الْعَصَافِيرِ

كُلَّ صَبَاحٍ عَلَى كَتِفَيْكِ

 

وَأَرْسُمُ فَوْقَ خُدُودِكِ

وَرْدًا،

وَأَلْقَى الرَّحِيقَ بِغَمَّازَتَيْكِ

 

تَعَوَّدْتُ..

عِنْدَ رُجُوعِي إِلَى الْبَيْتِ

أَنْ تُدْهِشِينِي بِكُوبٍ مِنَ الشَّايِ..

صُنْعَ يَدَيْكِ

 

*      *      *

 

تَعَوَّدْتُ جِدًّا..

تَعَوَّدْتُ أَنْ أَتَذَوَّقَ طَعْمَ

الْجَمَالِ

وَأُرْسِلَ شَوْقِي إِلَيْكِ..

وَأَفعلُ حتَّى أراكِ الْمُحَالْ

 

وَحِينَ رَأَيْتُكِ..

مَا كُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّكِ فِعْلًا..

بِهَذَا الْجَمَالْ

 

وَعِنْدَ مَجِيئِكِ في الصَّيْفِ

عُدْتُ لِأَسْأَلَ مِنْ أَيْنَ هَبَّتْ

رِيَاحُ الشَّمَالْ

 

وَكُنْتُ أَظُنُّ..

بِأَنَّ تَقَرُّبَ عَيْنَيْكِ مِنِّي انْفِعَالْ

 

وَأَغْرَقُ في شِبْرِ مَاءٍ..

لِأَنِّى بِحُبِّكِ..

رَهْنٌ لِكُلِّ اعْتِقَالْ

 

فَقُولِي لِعَيْنَيْكِ أَنِّي تَعِبْتُ،

وَأَنِّي انْبَهَرْتُ بِنَوْمِ الْبَنَفْسَجِ

في رَاحَتَيْكِ،

وَكَانَتْ تُقَاطِيعُ وَجْهِكِ عِنْدِي

تَفُوقُ الْخَيَالْ

 

وَأَنَّكِ حِينَ تَضِيعِينَ مِنِّي..

يَضِيعُ الرَّحِيقُ مِنَ الْبُرْتُقَالْ

 

وَأَنَّ انْسِحَابَكِ صَعْبٌ عَلَيَّ،

وَأَنَّكِ كَنـزٌ بَعِيدُ الْـمَنَالْ

 

وَحُرَّاسُ قَصْرِكِ..

لَا يَبْلَعُونَ الْقَصَائِدَ

بَلْ يَفْهَمُونَ.. فُنُونَ الْقِتَالْ

 

*      *      *

 

أُرَجِّحُ أَنَّكِ مِثْلِي.. تَفِرِّينَ..

مِنْ وَاجِبَاتِ الدِّرَاسَةْ

 

فَمُنْذُ الْتَقَيْنَا..

وَتِلْكَ الْقَوَانِينُ..

تِلْكَ الْقَضَايَا..

غُبَارُ الْـمَرَاجِعِ فَوْقَ الرُّفُوفِ،

وَتَلُّ الْـمَنَاهِجِ.. تَحْتَ الْحِرَاسَةْ

 

*      *      *

تَحَمَّسْتُ جِدًّا..

لِلَمْسِ يَدَيْكِ،

وَتِلْكَ الْوَدَاعَةِ مِنْ شَفَتَيْكِ،

وَتِلْكَ الْكَيَاسَةْ

 

تَحَمَّسْتُ جِدًّا..  لِصَوْتِ الْحُلِيِّ

عَلَى عَاجِ خَدِّكِ

حِينَ يُصَـبِّحُ مِثْلَ النُّجُومِ

عَلَى كُلِّ (مَاسَةْ)(١)

 

تَحَمَّسْتُ جِدًّا.. لِعَيْنَيْكِ

حَتَّى اكْتَشَفْتُ بِأَنِّي مُصَابٌ

خَطِيرٌ بِدَاءِ الْحَمَاسَةْ

 

وَأَنِّي بِحُبِّكِ مِثْلَ حِصَانِ رِهَانٍ

يَفُوزُ غَدًا

في سِبَاقِ الرِّئَاسَةْ

 

فَكَيْفَ أُحِبُّكِ حُبًّا كَبِيرًا،

وَأَنْتِ تُصِرِّينَ..

يَا لَهْفَةَ الْعَيْنِ

أَنْ تُبْهِرِينِي..

بِتِلْكَ الْقَدَاسَةْ

 

*      *      *

 

تَحَمَّسْتُ جِدًّا..

لِصَوْتِكِ مِثْلَ الْحَمَاسِ

لِوَجْهِ الْقَمَرْ

 

وَمُنْذُ عَرِفْتُكِ يَجْتَاحُنِي

مِثْلُ هَذَا الشُّعُورِ

بِلَمْسِ الْـمَطَرْ

 

فَكَيْفَ أُطَارِدُ عَيْنَيْكِ دَوْمًا،

وَكُلُّ الْكَوَاكِبِ..

كُلُّ الْـمَرَاكِبِ..

كُلُّ الْأَرَانِبِ..

كُلُّ السَّنَاجِبِ..

تَعْشَقُ مِثْلَكِ.. طَعْمَ السَّفَرْ

المعاني:

(١) ماسة: ألماسة: بلّورة قاسِيَة جدًّا من الكربون لا لون لها، تستعمل كحجر كريم وفي الموادّ الكاشطة والأدوات القاطعة وفي أجهزة أخرى.

تحقق أيضا من

قصيدة حكاية قبل النوم

وعدتُ كما قد أتيتُ إليكِ.. وحيدًا.. وحيدًا.. لأحملَ عاري