عدد أبيات القصيدة
وَقَالَتْ: (شِعْرُكَ اسْتَلْقَى
وَلَمْ يَصْنَعْ بِنَا الْفَرْقَا)
فَقُلْتُ: (اسْتَمْتِعُوا أَسْرًا
فَإِنِّي أَنْشُدُ الْعِتْقَا
طَشَشْتُ الشِّعْرَ أَلْوَانًا
لِكَيْ أَشْقَى وَكَيْ يَشْقَى
فَلَا يَطْمَعُ في تَاجٍ
قَصِيدِي مِنْ يَدٍ خَرْقَا
وَلَا يَرْضَى بِأَنْ يَحْيَا
إِذَا لَا طَبْعُهُ الْأَنْقَى
هُوَ الْـمَهْدِيُّ وَالْجنِّيْـ
ـــــىُ وَالْـمَغْوِيُّ وَالْأَتْقَى
مِزَاجِيٌّ، وَفَنَّانٌ
بَهِيمِيٌّ شَهَا السَّبْقَا
فَإْنْ شِئْتُمْ بِهِ عُمْقًا
يُبِيدُ الْهَامِشُ الْعُمْقَا
وإن تُقْتُمْ لِسَطْحِيٍّ
تَفَرَّى عُمْقُهُ غَدْقَا
وَإِنْ رُمْتُمْمْ إِلَى عَدْلٍ
يُضِيعُ الْبَاطِلُ الْحَقَّا
وَإِنْ شِئْتُمْ بِهِ ظُلْمًا
تَدَاوِي عَدْلُهُ رَتْقَا
وَإِنْ تُقْتُمْ لِـمَأْسَاةٍ
أَتَاكُمْ ضَاحِكًا طَلْقَا
وَإِنْ رُمْتُمْ لِـمَلْهَاةٍ
هَرَاقَتْ عَيْنُهُ بَثْقَا
وَيَغْدُو صِدْقُهُ كِذْبًا
وَيَغْدُو كِذْبُهُ صِدْقَا
وَيَمْشِي الْوَلَقَى هَوْنًا
وَعَدْوًا يَأْمُلُ الرِّفْقَا
وَسِلْمًا كَانَ مَوْتُورًا
وَوَقْتَ الحَرْبِ مُنْشَقَّا
وَشِعْرِي، أَيْنَ هُو شِعْرِي!
تُرَى هَلْ يَسْكُنُ الْأُفْقَا!
فَتُبْدِي حُمْرَةً خَجْلَى
مِيَاهُ الْعَالَمِ الزَّرْقَا
تَجَلِّيهِ عَلَى إِنْسٍ
وَهُمْ لَيْسُوا بِهِ خُلْقَا
هُوَ النَّائِي عَنِ الضَّوْضَى
وَعِلْمٌ نَوَّرَ الْغَسْقَا
وَكَافٍ، حِينَ أُووِيهِ
بِهِ مُحْدَوْدِقًا حَدْقَا
يَصُونُ الْعَهْدَ لَا يَبْغِي
إِذَا اسْتَنْصْرْتُهُ وَقَّى
هو الـْمُزْهِقُ أَرْوَاحًا
عَلَى عِلْمٍ لَهُ اسْتَرْقَى
يَرُمُّ السُّورَ مَجَّانًا
وَيَهْرِي مَرْكَبًا خَرْقَا
هُوَ الصَّادِمُ عَنْ عِلْمٍ
هُوَ (الْخِضْرُ) الَّذِي أَسْقَي
هُوَ الطُّهْرُ الَّذِي يَخْفَى
وَأَوْرَى ثَوْبُهُ الْفِسْقَا
هُوَ الْـمِهْجَارُ مِنْ زُهْدٍ
هُوَ الْأَعْلَى هُوَ الْأَبْقَى
وَأَسْمَى مِنَ عَصَا تَسْعَى
تُنَجِّي بَحْرَكُمْ فَلْقَا
وَأَرْقَى مِنْ عَصَا تَشْهُو
عُيُونًا تَشْتَهِي الشَّقَّا
وَأَتْقَى مِنْ رِبَا يَنْمُو
بِمَدْحٍ حَقَّهُ مَحْقَا
وَأَعْلَى مِنْ كَرَى قَوْمٍ
تَمَنَّى لَيْلُهُمْ بَرْقَا
وَلَا يَعْنِيِ بإِشْغَالٍ
وَلَا يَمْتَهِنُ الرِّقَّا
وَلَا يُغْرِي وَلَا يُغْرَى
بِطَبْلٍ يُتْقِنُ الدَّقَّا
ولا يُتلَى عَلَى صَبٍّ
نَأَى إِنْ لَمْ يَذُقْ عِشْقَا
بِمِيعَادِ الْهَوَى جِلْفٌ
وَلَا يُغْوِيهِ أَنْ يَلْقَى
وَأَقْوَامًا لَهُ يَهْدِي
إِذَا مَا أَفْسَدُوا الْخَلْقَا
(أُسَامِيُّ) مُسَمَّاهُ
كَأَنْقَى شِعْرِهِمْ عِرْقَا
وَلَا يَرْضَى بِأَنْ يَبْقَى
عَلَى أَلْسُنِهِمْ مُلْقَى
بِهِ قَدْ نَاءَ ذَوَّاقٌ
بِهِ الْأَنْقَى هُوَ الْأَشْقَى
إِذَا أَلْفَاهُ تَسْتَشْرِي
أَهَاوِيلُ لَهُ شَرْقَى
يَدَ الدَّهْرِ لَهُ نارٌ
وَنَفْسِيهِ بِهِا أَلْقَى
وَبيتًا مِنْهُ لَمْ يَهْضِمْ
إِذَا مَا اسْتَكْمَلَ الْحَرْقَا
وَلَنْ يَحْفَظَ مِنْ شِعْرِي
إِذَا لَمْ يَنْتَحِرْ شَنْقَا
وَشِعْرِي لَيْسَ شَحَّاذًا
يُؤَاذِي بَابَكُمْ طَرْقَا
وَلَا في السِّيرْكِ مِهرَاجًا
يُنَاغِي مُتْعَةَ الْحَمْقَى
وَلَا مُنْقِذَ أَرْوَاحٍ
بِهِ يُنْتَشَلُ الْغَرْقَى
وَلَا قِطًّا لِيَصْبَى إِنْ
نَوَى خَنَّاقُهُ الْخَنْقَا
وَلَا مَلْجَأَ أَذْوَاقٍ
هَذَى مَهْوُوسُهُ شَهْقَا
لِأَهْلِ الْجَهْلِ وَالْحَمْقَى
يَصُبُّ النُّورَ وَالْحِذْقَا
لِأهْلِ الذَّوْقِ والـْمَعْنَى
يَقِيءُ الطَّفْحَ وَالْحُمْقَا
وَأضْحى خَاتَمًا أَعْيَا
(سُلَيْمَانَ)، انْتَوَى مَلْقَا
وَسَيْفًا طَارَ مِنْ غِمْدٍ
وَلُغْمًا صَارَ أَوْ طَلْقَا
إِذَا قِيلَ لَهُ: (غربًا)
يُوَّلِّي وجْهَتِي الشَّرْقَا
يُنَحِّي لَفْظَةً عُظْمَى
وَيَهْوَى لَفْظَةً حَمْقَا
يُعَرِّي الْوَرْقَ عَنْ سَهْلٍ
لِصَعْبٍ مُعْجِزٍ أَرْقَى
لَوِ اسْتَسْهَلْتُهُ غَمَّى
وَلَوْ أَصْعَبْتُهُ رَقَّا
يُمِيتُ الْجَزْلَ، وَالْأَبْهَى
وَيُحْيِي اللَّفْظَ كَيْ يَبْقَى
لَذَاكَ الْفَضْلُ، لَا يَحْسُو
مِنَ الْأَفْضَالِ مَا رَقَّى
هُوَ الْجَذْرُ الَّذي يَشْعُو
وَأَصْلٌ لَيْسَ مُشْتَقَّا
إِذَا حَلَّ غَدَا ضَيْفًا
رَجَاهُ الكَزُّ وَاسْتَبْقَى
أَتَاهُ الصَبُّ لَهْبَانًا
فَلَابَ الْوِرْدَ مَا اسْتَسْقَى
يَرَاهُ الْـمُشْتَهِي آلًا
وَيَجْرِي مَاؤُه دَفْقًا
مَتَهْتُ الدَّلْوَ مِنْ سِحْرِي
وَأَسْقِي مَنْ أَبَى يُسْقَى
نَدًى، للهِ، قَدْ أَسْقَى
رَجَا ظَمْآنُهُ غَفْقَا
فَمَ الْـمَرْوِيِّ قَدْ رَوَّى
فَمَ اللَّهْفَانِ قَدْ سَقَّى
أَبِيعُ الْـمَاءَ مَسْحُورًا
هُنَا.. في حَارَةِ السُّقَّى
فَبَعْضٌ نَالَهُ شُعًّا
وَبَعْضٌ نَالَهُ نَشْقَا
وَأَرْويهُمْ بِأَمْوَاهٍ
وَلَكِنْ لَمْ يَرَوْا دَلْقَا
فَيُغْوَى في الْهَوَى سِرًّا
بِهِ الْـمَسْقِيُّ وَالسَّقَّا
فَيَا ذَاتَ رِسَالَاتٍ
أَطَعْنًا كَانَ أَمْ صَعْقَا
قَتَلْتِ الْوَصْلَ في مَهْدٍ
بُرُمْحٍ فَاتِكٍ مَرْقَا
أَرِيقِي الْحُزْنَ في كَأْسِي
إِذَا تَبْغِينَهُ هَرْقَا
وَآذِينِي فَلَا ضَيْرٌ
وَعَنْ شِعْرِي؛ امْنَعِي النُّطْقَا
حَبَاكِ اللهُ من فَضْلٍ
لِسَانًا شَامِخًا لَقًّا
فَلُمِّي الْفَضْلَ مِنْ أَعْتَا
بِ شِعْرِي أُحْكِمِ الْغَلْقَا)