عدد أبيات القصيدة
ضَعْنِي بِفُوَّهَةِ السِّلَاحِ، وَطُخَّنِي
وَأَرِحْ دِمَاغَكَ كُنْ بِوَصْلِي كَافِرَا
* * *
لَا شَيْءَ يُنْقِصُنِي، وَلَا أَسْمُو هُنَا
أَبَدًا إِذَا قَرَّرْتَ أَنْ تَسْتَخْسِرَا
* * *
أَنْتَ الذِي تَخْتَارُ مَجْدَكَ، لَا أَنَا
مِنْ أَنْ تَكُونَ مُعَمِّرًا، أَوْ عَابِرَا
* * *
فِي الْحَالَتَيْنِ أَنَا: أَنَا، لَا الْأَرْضُ تَزَ
دَادُ اتِّسَاعًا، أَوْ تُزَادُ تَكَوُّرَا
* * *
جَاوِرْ، وَغَادِرْ مَنْ تَشَاءُ؛ فَقَدْ عَلَا
مَنْ كَانَ يَوْمًا لِلسَّعِيدِ مُجَاوِرَا
إِنَّ الْأَمَاكنَ لَا تُخلِّدُ صَحْبَهَا
إِنْ أَقْفَرَتْ صَارَتْ بَرَاحًا شَاغِرَا(١)
* * *
وَإِذَا الْأَمَاكنُ بِالْخَلَائِقِ عُمِّرَتْ
صَارَتْ لِأَجْلِهِمُ مَكَانًا مُزْهِرَا
فَاعْلَمْ تَمَامًا مَا تُريدُ مِنَ الْهَوَى
حَدِّدْ طَرِيقًا قَبْلَ أَنْ تَتَحَسَّرَا
* * *
لَسْتُ الذِي يُبْقَي عَلَى أَحَدٍ هُنَا
أَوْ أَنْ أَكُونَ بِكُلِّ وَقْتٍ حَاضِرَا
أَنْوِي الْإِقَامَةَ فِي الْعُيونِ، وَفَجْأَةً
يَطْغَى الرَّحِيلُ، وَأَسْتَقِيلُ مُغَادِرَا(٢)
* * *
لَسْتُ الذي يَمْشِي، وَيَخْطُو لَاهِثًا
وَيُضِيعُ عُمْرًا فِي الْفَرَاغِ مُبَعْثِرَا
مَنْ كَانَ يَرْغَبُ فِي الْبَقَاءِ بِضَيْعَتِي
فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْعَى وَرَائِي مُجْبَرَا
* * *
صَيْدُ الْفَرَائِسُ فِي الْبَرَارِي صَنْعةٌ
تَحْتَاجُ مَوْهِبَةً، وَفَرْدًا مَاهِرَا(٣)
* * *
تَبْقَى الْكُنُوزُ عَزِيزَةً يَشْتَاقُهَا
مَنْ كَانَ مُهْتَمًّا بِهَا، وَمُقدِّرَا
* * *
بَعْضُ النَّفَائِسِ لِلْجَهُولِ رَخِيصَةٌ
وَالْبَعْضُ يَعْتَقِدُ الزُّجَاجَ جَوَاهِرَا(٤)
* * *
إِنَّ الْلَآلِئَ دَائِمًا مَجْهُولَةٌ
إِلَّا لِمَنْ خَاضَ الْمَخَاطِرَ مُبْحِرَا
فَإِذَا جَنَحْتَ لِصُحْبَتِي، وَمَحَبَّتِي
كُنْ فِي الطَّرِيقِ مُجَازِفًا مُتَهَوِّرِا
بَعْضُ التَّرَاجُعِ فِي الْمَزَادِ هَزِيمَةٌ
وَيَفُوزُ بِالْحَظِّ الْوَفِيرِ مَنِ اشْتَرَى
* * *
(وَيَفُوزُ بِاللذَّاتِ كُلُّ مُغَامِرٍ)
فَمَتَى سَتَغْدُو فِي الْغَرَامِ مُغَامِرَا
رَاجِعْ حِسَابَاتِ اخْتِيارِكَ جَيِّدًا
وَمَنِ اسْتَشَارَ مَتَى سَيُصْبِحُ خَاسِرَا
* * *
مَنْ كَانَ أَهْلًا لِاجْتِيَازِ الصَّعْبِ لَمْ
يَأْبَهْ لَهُ، وَلَهُ تَصَدَّى، وَانْبَرَى(٥)
هَوِّنْ عَلَيْكَ، وَدَعْ خِصَامِيِ إِنَّهُ
صَعْبٌ بِطُولِ الْبُعْدِ أَنْ أَتَكَدَّرَا(٦)
* * *
وَاعْلَمْ تَمَامَ الْعِلْمِ أَنِّيَ رَاغِبٌ
عَنْ دَفْعِ لَوْمِكَ لَا تُشَاكِسْ صَابِرَا
قَدْ خَابَ مَنْ حَسِبَ السُّكُوتَ مَذَلَةً
أَوْ كَانَ يَحْسَبُنِي ضَعِيفًا خَاسِرَا
* * *
هِيَ عَادَتِي لَا أَشْتَرِيهَا فِي الْهَوَى
أُسْلُوبُ قَانُونِ التَّعَامُلِ قَدْ سَرَى(٧)
* * *
هَذَا أَنَا، وَغَنِيمَتِي في الْبُعْدِ أَنْ
أَبْقَى وَحِيدًا لَا أُصَاحِبُ مَاكِرَا
* * *
وَالْأَرْضُ أَتْرُكُهَا لِمَنْ يَرْعَى بِهَا
وَتَطَلُّعِي فِي الْأَصْلِ نَحْوَ (الْمُشْتَرَى)(٨)
* * *
أَنْ أَجْعَلَ الْصَّمْتَ الْجَمِيلَ طَرِيقَتِي
أَعْمَى غُرُورَكَ كَيْ يَرَانِي صَاغِرَا
وَبِأَنّنِي مُسْتَسْلِمٌ، وَأَصَابَنِي
مِنْ طُولِ لَيْلِ الظُّلْمِ جُرْحًا غَائِرَا
* * *
إِنَّ التَّمَادِيَ فِي الْخَيَالِ حَمَاقَةٌ
فَارْجِعْ لِرُشْدِكَ كَيْ تُعَاوِدَ مُبْصِرَا
المعاني
(٢) يطغى: يغلب أو يسود.
(٣) البراري: الصحارى.
(٤) الجهول: الجاهل.
(٥) انبرى: تعرّض له.
(٦) أتكدّر: أغضب أو يُعكّر صفوي.
(٧) سرى: انتشر ونفذ.
(٨) المشترى: كوكب المشتري