قصيدة حب تحت مرمى النيران

Home » منتدى القصائد » قصيدة حب تحت مرمى النيران

عدد أبيات القصيدة

٣٠

ضَعْنِي بِفُوَّهَةِ  السِّلَاحِ، وَطُخَّنِي

وَأَرِحْ دِمَاغَكَ كُنْ بِوَصْلِي كَافِرَا

 

*    *    *

 

لَا شَيْءَ يُنْقِصُنِي، وَلَا أَسْمُو هُنَا

أَبَدًا   إِذَا   قَرَّرْتَ  أَنْ تَسْتَخْسِرَا

 

*    *    *

 

أَنْتَ الذِي تَخْتَارُ   مَجْدَكَ، لَا أَنَا

مِنْ أَنْ تَكُونَ مُعَمِّرًا،  أَوْ  عَابِرَا

 

*    *    *

 

فِي الْحَالَتَيْنِ أَنَا: أَنَا، لَا الْأَرْضُ تَزَ

دَادُ  اتِّسَاعًا،   أَوْ     تُزَادُ   تَكَوُّرَا

 

*    *    *

 

جَاوِرْ، وَغَادِرْ مَنْ تَشَاءُ؛ فَقَدْ عَلَا

مَنْ كَانَ يَوْمًا    لِلسَّعِيدِ   مُجَاوِرَا

إِنَّ    الْأَمَاكنَ   لَا  تُخلِّدُ  صَحْبَهَا

إِنْ أَقْفَرَتْ صَارَتْ بَرَاحًا شَاغِرَا(١)

 

*    *    *

 

وَإِذَا الْأَمَاكنُ بِالْخَلَائِقِ  عُمِّرَتْ

صَارَتْ  لِأَجْلِهِمُ  مَكَانًا  مُزْهِرَا

فَاعْلَمْ  تَمَامًا مَا تُريدُ مِنَ الْهَوَى

حَدِّدْ طَرِيقًا    قَبْلَ   أَنْ تَتَحَسَّرَا

 

*    *    *

 

لَسْتُ الذِي يُبْقَي عَلَى  أَحَدٍ  هُنَا

أَوْ أَنْ أَكُونَ بِكُلِّ  وَقْتٍ حَاضِرَا

أَنْوِي الْإِقَامَةَ فِي الْعُيونِ، وَفَجْأَةً

يَطْغَى الرَّحِيلُ، وَأَسْتَقِيلُ مُغَادِرَا(٢)

 

*    *    *

 

لَسْتُ الذي يَمْشِي،  وَيَخْطُو  لَاهِثًا

وَيُضِيعُ   عُمْرًا  فِي الْفَرَاغِ مُبَعْثِرَا

مَنْ كَانَ يَرْغَبُ فِي الْبَقَاءِ بِضَيْعَتِي

فَعَلَيْهِ   أَنْ  يَسْعَى  وَرَائِي   مُجْبَرَا

 

*    *    *

 

صَيْدُ   الْفَرَائِسُ فِي الْبَرَارِي صَنْعةٌ

تَحْتَاجُ    مَوْهِبَةً،    وَفَرْدًا  مَاهِرَا(٣)

 

*    *    *

 

تَبْقَى  الْكُنُوزُ  عَزِيزَةً    يَشْتَاقُهَا

مَنْ كَانَ   مُهْتَمًّا  بِهَا،   وَمُقدِّرَا

 

*    *    *

 

بَعْضُ النَّفَائِسِ  لِلْجَهُولِ    رَخِيصَةٌ

وَالْبَعْضُ   يَعْتَقِدُ  الزُّجَاجَ  جَوَاهِرَا(٤)

 

*    *    *

 

إِنَّ     الْلَآلِئَ      دَائِمًا    مَجْهُولَةٌ

إِلَّا لِمَنْ خَاضَ  الْمَخَاطِرَ   مُبْحِرَا

فَإِذَا   جَنَحْتَ  لِصُحْبَتِي، وَمَحَبَّتِي

كُنْ  فِي الطَّرِيقِ  مُجَازِفًا مُتَهَوِّرِا

بَعْضُ التَّرَاجُعِ  فِي الْمَزَادِ هَزِيمَةٌ

وَيَفُوزُ  بِالْحَظِّ  الْوَفِيرِ مَنِ اشْتَرَى

 

*    *    *

 

(وَيَفُوزُ   بِاللذَّاتِ     كُلُّ     مُغَامِرٍ)

فَمَتَى  سَتَغْدُو  فِي  الْغَرَامِ   مُغَامِرَا

رَاجِعْ   حِسَابَاتِ   اخْتِيارِكَ    جَيِّدًا

وَمَنِ اسْتَشَارَ مَتَى سَيُصْبِحُ  خَاسِرَا

 

*    *    *

 

مَنْ كَانَ أَهْلًا لِاجْتِيَازِ الصَّعْبِ لَمْ

يَأْبَهْ لَهُ،   وَلَهُ تَصَدَّى، وَانْبَرَى(٥)

هَوِّنْ عَلَيْكَ،   وَدَعْ خِصَامِيِ  إِنَّهُ

صَعْبٌ بِطُولِ الْبُعْدِ  أَنْ أَتَكَدَّرَا(٦)

 

*    *    *

 

وَاعْلَمْ    تَمَامَ    الْعِلْمِ  أَنِّيَ رَاغِبٌ

عَنْ دَفْعِ لَوْمِكَ لَا  تُشَاكِسْ  صَابِرَا

قَدْ خَابَ مَنْ حَسِبَ السُّكُوتَ مَذَلَةً

أَوْ كَانَ يَحْسَبُنِي  ضَعِيفًا   خَاسِرَا

 

*    *    *

 

هِيَ عَادَتِي لَا أَشْتَرِيهَا  فِي  الْهَوَى

أُسْلُوبُ قَانُونِ التَّعَامُلِ  قَدْ  سَرَى(٧)

 

*    *    *

 

هَذَا أَنَا، وَغَنِيمَتِي  في الْبُعْدِ أَنْ

أَبْقَى وَحِيدًا لَا أُصَاحِبُ  مَاكِرَا

 

*    *    *

 

وَالْأَرْضُ أَتْرُكُهَا   لِمَنْ    يَرْعَى   بِهَا

وَتَطَلُّعِي فِي الْأَصْلِ نَحْوَ (الْمُشْتَرَى)(٨)

 

*    *    *

 

أَنْ أَجْعَلَ الْصَّمْتَ الْجَمِيلَ  طَرِيقَتِي

أَعْمَى غُرُورَكَ كَيْ يَرَانِي  صَاغِرَا

وَبِأَنّنِي       مُسْتَسْلِمٌ،     وَأَصَابَنِي

مِنْ طُولِ لَيْلِ  الظُّلْمِ  جُرْحًا غَائِرَا

 

*    *    *

 

إِنَّ  التَّمَادِيَ   فِي  الْخَيَالِ  حَمَاقَةٌ

فَارْجِعْ لِرُشْدِكَ كَيْ تُعَاوِدَ مُبْصِرَا

المعاني

(١) براحا: مكانا شاسعا.

(٢) يطغى: يغلب أو يسود. 

(٣) البراري: الصحارى.

(٤) الجهول: الجاهل.

(٥) انبرى: تعرّض له.

(٦) أتكدّر: أغضب أو يُعكّر صفوي.

(٧) سرى: انتشر ونفذ.

(٨) المشترى: كوكب المشتري

تحقق أيضا من

قصيدة امرأة تفصيل

كثيرٌ من ملابسنا يداري ما بنا من عيْبْ