عدد أبيات القصيدة
ابْعُدْ عَنِّي..
خُذْ بَعْضَكَ..
مِنْ بَرِّ حَيَاتِي
اسْكُتْ.. وَاذْهَبْ..
غَلِّقْ خَلْفَكَ كُلَّ الْأَبْوَابْ
أَمَلِي الْـمَعْقُودُ عَلَيْكَ
حَبِيبِي خَابْ
خُذْ بَعْضَكَ يَا ابْنَ النَّاسِ..
أَبُوسُ يَدَيْكَ..
أَنَا لَا أَتَحَمَّلُ -صَدِّقْنِي-
حَرْبَ الْأَعْصَابْ
لَا تَخْدَعْ قَلْبِي..
وَتُعَشِّمْنِي بِالْأَمَلِ الْكَذَّابْ
وَأَحِلُّكَ مِنْ أَيِّ وُعُودٍ
خُذْ كُلَّ هَدَايَاكَ،
وَخُذْ دُبْلَتَكَ الْـمِسْكِينَةَ،
وَالْأَثْوَابْ
اسْمَعْ مِنِّي..
اعْمَلْ مَعْرُوفًا، وَاحْسُبْهَا
خُذْ بالْأَسْبَابْ
وَسَتَكْسَبُ بَعْدَ الْبُعْدِ
-لِعِلْمِكَ- أَلْفَ ثَوَابْ
وَسَيُكْرِمُكَ الْعَاطِي الْوَهَّابْ
ضَعْ نَفْسَكَ..
في نَفْسِ الْـمَوْقِفِ
مَاذَا تَفْعَلُ
لَوْ كُنْتَ مَكَانِيَ
حِينَ يَزِيدُ الْقَهْرُ
عَنِ الْحَدِّ،
وَحِينَ يَفِيضُ الدَّمْعُ
مِنَ الْأَكْوَابْ
ضَعْ نَفْسِكَ..
في نَفْسِ الْـمَوْقِفِ
قُلْ لِي صَارِحْنِي..
مَنْ عَلَّمَنِي..
أَنْ نَتْرُكَ أَيَّ طَرِيقٍ
لَا يَرْتَاحُ لَهُ الْقَلْبُ..
بِهِ نَرْتَابْ(١)
مَنْ عَلَّمَنِي..
أَنْ نَقْطَعَ عِرْقًا،
ونُسَيِّحَ -عِنْدَ تَرَدُّدِنَا في الْحُبِّ-
دَمًا،
وَإِذَا رِيحٌ جَاءَتْ
عَبْرَ الْبَابِ
لِكَيْ نَرْتَاحَ.. نَسُدُّ الْبَابْ(٢)
دَعْنِي أَشْرَحُهَا، وَأُبَسِّطُهَا
بَعْضَ الشَّيْءِ عَلَيْكَ،
وَأَخْتَصِرُ الْوَقْتَ،
وَكُلَّ مَسَافَاتِ الدَّهْشَةِ
حَتَّى أَقْتُلَ في أَعْمَاقِكَ
أَيَّ اسْتِغْرَابْ
حَتَّى لَا يَبْقَى في قَلْبِكَ
مِنْ نَاحِيَتِي
أَيَّ اسْتِعْجَابْ
طَبْعًا تَعْرِفُ يَا عَمَّ النَّاسِ
بِأَنَّ حِكَايَتَنَا في بَدْءِ التَّكْوِينِ
كَكُلِّ حِكَايَاتِ الْأَطْفَالِ
تَمَامًا..
بَدَأَتْ بِالْإِعْجَابْ
عَدَّتْ مَرْحَلَةُ التَّلْمِيحِ،
وَمَرَّتْ مَرْحَلَةُ اسْتِلْطَافِ
الطَّرَفَيْنِ عَلَى خَيْرٍ،
ثَارَتْ في بَحْرِ عِلَاقَتِنَا
عَاصِفَةُ الْأَحْبَابْ
أَعْلَنْتَ نَوَايَاكَ،
وَمَا كَذَّبْتَ حَبِيبِي خَبَرًا
وَتَقَدَّمْتَ،
وَكانَ الْفَرَحُ -الْغَائِبُ
عَنْ بُسْتَانِ الْقَلْبِ-
عَلَى الْأَعْتَابْ
نَتَشَارَكُ أَسْرَارًا..
نَسْتَكْشِفُ أَنْفُسَنَا..
نَتَعَارَفُ..
نَخْلِقُ عَالَـمَنَا،
وَالطَّبْعُ بِرَغْمِ مُحَاوَلَةِ
الْإِخْفَاءِ لِبَعْضِ مَسَاوِئِنَا..
هُوَ طَبْعٌ غَلَّابْ(٣)
في نِصْفِ اللَّيْلِ مُكَالَـمَةٌ
تَمْتَدُّ بِحُبٍّ يَوْمِيًّا
في شَغَفٍ خَلَّابْ
نَعْتَزِلُ الدُّنْيَا
نَأْخُذُ رَاحَتَنَا في الْبَوْحِ..
وَفَضْفَضَةٌ في الشَّرْحِ،
وَنَحْتَرِفُ الْإِسْهَابْ(٤)
نَحْتَرِفُ الْإِطْنَابْ(٥)
وَتَقُولُ: (أُحِبُّكِ جِدًّا)..
تَرْوِي الْأَعْشَابْ
وَتُكَرِّرُهَا في فَتَرَاتِ الصَّمْتِ
عَلَيَّ،
وَيَغْمُرُنِي خَجَلٌ..
لَا يَتَوَقَّفُ..
لَا يَفْنَى أَبَدًا
في كُلِّ شُعُورِي يَنْسَابْ
تَغْضَبُ كَالطِّفْلِ
إِذَا خَبَّأْتُ غَرَامِيَ
في قَلْبِي..
لَمْ أَقْصِدْ أَنْ أَجْرَحَ إِحْسَاسَكَ..
لَا أَتَفَنَّنُ في تَعْذِيبِكَ
سَامِحْنِي.. لَا أَمْلُكُ مَوْهِبَةً
في طُرِقِ الْإِغْضَابْ(٦)
كَيْفَ أَقُولُ: (أُحِبُّكَ)..
وَجْهِي يَحْمَرُّ كَثِيرًا..
خَجَلِي أَدْنَى مِنْ قَوْسَيْنِ،
وَقَابْ(٧)
تَسْأَلُنِي هَلْ أَحْبَبْتُكَ..
خَجَلٌ يَتَسَرَّبُ في الْخَدَّيْنِ،
وَتَسْتَرْخِي الْأَهْدَابْ
لَا تُحْرِجْ قَلْبِيَ..
لَا أَمْلُكُ أَيَّ جَوَابْ!
لَوْ تُعْفِي قَلْبِي..
مِنْ قَوْلِ (أُحِبُّكَ)
في أَيِّ حَدِيثٍ، وَخِطَابْ(٨)
حَاوِلْ أَنْ تَشْعُرَ
بِالْحُبِّ مِنَ الْأَفْعَالِ..
مِنَ النَّظَرَاتِ..
فِإِنَّ مَشَاعِرَ أَيِّ فَتَاةٍ
لَا تُسْمَعُ..
بَلْ تَحْتَاجُ إِلَى اسْتِيعَابْ
تَضْغَطُ في كُلِّ مُكَالَـمَةٍ،
وَمَشَاعِرُنَا تَحْتَاجُ إِلَى اسْتِقْرَارٍ،
وَاسْتِتْبَابْ(٩)
تَضْغَطُ في كُلِّ مُكَالَـمَةٍ..
تُلْقِينِي في هَمٍّ، وَعَذَابْ
وَمُقَاطَعَةٍ، وَمُخَاصَمَةٍ،
تَرْمِينِي في مَشْرُوعِ غِيَابْ
وَأَتُوهُ أَنَا..
لَا أَعْرِفُ أَيْنَ مَحَلُّ الْحُبِّ
مِنَ الْإِعْرَابْ(١٠)
تَضْغَطُ في كُلِّ مُكَالَـمَةٍ..
وَتلُفُّ عَليَّ.. تَدُورُ عَليَّ..
تُرَاوِغُ كَالسِّنْجَابْ(١١)
وَالْخُطَّةُ نَفْسُ الْخُطَّةِ
في الْـمَلْعَبِ
هَلَّا غَيَّرْتَ الْخُطَّةَ
هَلْ جَرَّبْتَ حَبِيبِي
اللِّعْبَ عَلَى الْأَجْنَابْ
يَتَمَحْوَرُ تَرْكِيزُكَ..
تَنْصَبُّ جُهُودُكَ..
حَوْلَ سَرَابْ
أَرْضَخُ بَعْدَ التَّضْيِيقِ عَلَيَّ..
أَقُولُ: (أُحِبُّكَ أَيْضًا)،
وَتُقَابِلُ حَلَّ الْعُقْدَةِ
مِنْ فَوْقِ لِسَانِي بِالتَّرْحَابْ(١٢)
تَتَسَحَّبُ عِنْدَ تَلَاقِينَا
تَلْمَسُ في السَّرَحَانِ
يَدِي..
أَتَكَهْرَبُ..
مَا تِلْكَ الْوَرْطَةُ يَا رَبِّي..
تَتَلَامَسُ فَوْقَ الطَّاوِلَةِ
الْأَقْطَابْ(١٣)
وَهِزَارٌ بِالْأَيْدِي،
كَهِزَارِكِ بَيْنَ الرُّفْقَةِ،
وَالْأَصْحَابْ(١٤)
هَلْ هَذَا هُوَ عَيْنُ الْعَقْلِ
أَجِبْنِي..
مَنْ أَوْصَلَنَا..
مِنْ خِفَّةِ دَمٍّ في التَّهْرِيجِ..
لِتَهْرِيجِ الْبَوَّابْ(١٥)
بِلِسَانِكَ..
قُلْتَ بِأَنَّ هِزَارَ اْلأَيْدِي
أُسْلُوبٌ هَمَجِيٌّ
مُنْتَشِرٌ بَيْنَ الْأَعْرَابْ(١٦)
وَسَخِيفٌ جِدًّا، وَمَقِيتٌ
بَيْنَ الصُّحْبَةِ، وَالْأَغْرَابْ(١٧)
مَنْ أَعْطَاكَ الْحَقَّ
لِكَسْرِ تَحَفُّظِنَا..
هَلْ هَذَا هُوَ عَيْنُ الْعَقْلِ
أَجِبْنِي..
مَنْ أَعْطَاكَ الْحَقَّ
لِتَفْتَرِسَ الْبِنْزِينَ
بِعُودِ ثِقَابْ(١٨)
أَتَعَامَى.. أَتَغَابَى..
أَتَغَاضَى عَمَّا تَفْعَلُهُ..
وَأُبَرِّرُ أَنَّ جُنُوحَكَ
نَحْوَ الْحُبِّ الْحِسِّيِّ
حَبِيبِي.. طَيْشُ شَبَابْ(١٩)
في نِصْفِ اللَّيْلِ مُكَالَـمَةٌ
تَمْتَدُّ بِحُبٍّ يَوْمِيًّا
في شَغَفٍ خَلَّابْ(٢٠)
تَتَفَنَّنُ في التَّحْوِيرِ..
تُغَنِّي في كُلِّ الْأَوْقَاتِ
عَلَيَّ،
وَتُتْحِفُنِي..
مِنْ طَرَبِ الْغَزَلِ الْأَنْدَلُسِيِّ،
وَمُوسِيقَى (زِرْيَابْ)(٢١)
وَبُحُورِ الْـمُوسِيقَى
في شِعْرِ (الْأَعْشَى)، (وَالسَّيَّابْ)(٢٢)
تَسْأَلُنِي في رِفِقٍ:
(هَلْ تَدْرِينَ -حَيَاتِي-
مَاذَا أَتَمَنَّى؟)
وَأُخَمِّنُ مَاذَا تَتَمَنَّى..
أَنْ تَحْضُنَنِي في الْهَاتِفِ..
طَبْعًا
مَا خَمَّنْتُ بِسِرِّي
بَعْدَ التَّفْكِيرِ.. صَوَابْ
قُبُلَاتٌ أَنْتَ تُوَزِّعُهَا
في الْهَاتِفِ
هَلْ تَتَصَوَّرُ..
أَنِّيَ مِنْ وَخْزِ الْقُبُلَاتِ..
انْهَرْتُ، وَجِسْمِي سَابْ(٢٣)
أَنِّيَ في عِزِّ الْبَرْدِ أَذُوقُ
حَرَارَةَ آبْ(٢٤)
يَتَمَحْوَرُ تَرْكِيزُكَ..
تَنْصَبُّ جُهُودُكَ..
حَوْلَ الْأَفْكَارِ الْحِسِّيَّةِ..
هَلْ هِيَ مِنْ سِمَةِ الْعُزَّابْ(٢٥)
وَخُلَاصَةُ هَمِّكَ
أَنْ تَسْحَبَنِي نَحْوَ الْحُفْرَةِ،
وَالسِّرْدَابْ(٢٦)
تَسْتَعْجِلُ أَنْ تَتَذَوَّقَ
في وَهْمٍ مِنْ جَسَدِي
مَا لَذَّ، وَطَابْ
هَلْ تَرْضَى أَنْ أَهْوَيَ
نَحْوَ الْأَعْمَاقِ،
وَهَلْ تَرْضَى دَحْدَرَتِي
في شَبَكِ (اللِّبْلَابْ)(٢٧)
كَيْفَ تُفَكِّرُ في الْـمَوْضُوعِ
بِهَذَا الشَّكْلِ حَبِيبِي،
وَيَسِيلُ عَلَى الْفَتَيَاتِ الْأَبْكَارِ
لُعَابْ(٢٨)
وَأَنَا بِنْتُ أُصُولٍ،
وَكَرِيمَةُ أَنْسَابْ(٢٩)
مَنْ أَحْسَنَ تَرْبِيَتِي
عَبْدٌ أَوَّابْ
أَتَغَاضَى عَمَّا تَفْعَلُهُ..
أَتَغَاضَى عَنْ تَفْكِيرِ
ذِئَابْ
فِكْرُكَ غَرْبيٌّ..
طَبْعِي رِيفِيٌّ..
وَفَتَاتُكَ تَخْتٌ شَرْقيٌّ،
وَحَبِيبِي..
يَعْزِفُ مُوسِيقَى (الرَّابْ)(٣٠)
كَيْفَ تُفَكِّرُ في الْـمَوْضُوعِ
بِهَذَا الشَّكْلِ،
وَمَنْ أَفْهَمَ عَقْلَكَ أَنَّ الْـمَرْأَةَ
في شَرْعِ الْغَابِ
وِعَاءٌ لْلْإِخْصَابْ(٣١)
تَسْتَسْهِلُ حَرْقَ الْخُطَوَاتِ
كَأَنَّكَ تَمْضُغُ أَقْرَاصَ
اسْتِحْلَابْ(٣٢)
أَوْقَفْتُكَ بَعْدَ عَنَاءٍ
أَجْهَضْتُ بِلُطْفٍ مَشْرُوعَكَ
في تَرْويضِ وُحُوشِ الْغَابِ..
بَدَأْتَ تُكَشِّرُ عَنْ أَنْيَابْ(٣٣)
أَجْنَحُ لِلسِّلْمِ..
تُعَنِّفُنِي..
يَرْكَبُنِي ذُعْرٌ..
طَارَدَنِي.. خَوْفٌ، وَعَذَابٌ،
وَرُهَابْ(٣٤)
هَلْ يُعْقَلُ أَنْ نَبْدَأَ
أَحْلَى فَتَرَاتِ الْعُمْرِ
بِمُشْكِلَةٍ، وَخِلَافٍ،
وَاسْتِقْطَابْ(٣٥)
يَنْفَرِطُ الْعِقْدُ..
نَشِيلُ كَثِيرًا مِنْ بَعْضٍ..
يَتَشَتَّتُ خَطُّ دِفَاعَ الْحُبِّ،
وَصَفُّ الْحُبِّ تَفَرَّقَ..
إِنَّ حِكَايَتَنَا تَذْكِرَةٌ
لِأُولي الْأَلْبَابْ(٣٦)
يَتَهَدَّمُ بُنْيَانِي الْـمَرْصُوصُ،
وَنَنْقَسِمُ الْيَوْمَ إِلَى أَحْزَابْ(٣٧)
وَخُطُوبَتُنَا يَا حَسْرَةَ قَلْبِي
تَبْدَأُ بِالْإِرْهَابْ
تَفْشَلُ في مَعْرَكَةٍ
تَبْدَأُ في أُخْرَى
تَتَفنَّنُ في تَحْدِيدِ طَرِيقِ
مَآسِينَا الْيَوْميَّةِ بِالْأَسْطُرْلَابْ(٣٨)
تَنْهَشُ في سِيرَةِ أَخْلَاقِي،
وَتُسَفِّهُ مَا أَلْبَسُهُ
مِنْ بَهْرَجَةٍ، وَثِيَابْ(٣٩)
تَطْعَنُنِي..
بلِسَانٍ سُوقِيٍّ هَلَّابْ(٤٠)
وَكَلَامٍ نَابْ(٤١)
وَتُجَمِّلُ رَأْيَكَ بِالْأَمْثَالِ الْحَيِّةِ..
وَالْهَدَفِ الْجَذَّابْ
بِالْـمَثَلِ الشَّائِعِ تُخْبِرُنِي:
“تَتَكَاثَرُ فَوْقَ الْحَلْوَى
أَكْوَامُ ذُبَابْ”
وَتَقِيسُ الطَّرْحَةَ بِالشِّبْرِ..
وَحَضَّرْتَ دِرَاسَاتٍ عُلْيَا
في شَرْطِ الْعِفَّةِ لِلْجِلْبَابْ
تَصْرُخُ..
“لَا يُمْكِنُ إِطْلَاقًا..
إِنَّ الطَّرْحَةَ لَا يُعْتَدُّ
بِهَا كَحِجَابْ”
تَزْأَرُ في وَجْهِي..
مِنْ وَقْعِ الْخَضَّةِ، وَالتَّهْوِيشِ..
قَطَعْتُ الْخِلْفَةَ، وَالْإْنْجَابْ(٤٢)
قَصْقَصْتَ جَمِيعَ عِلَاقَاتِي
قَطَّعْتَ الصُّحْبَةَ
لَمْ تَسْلَمْ مِنْكَ فَتَاةٌ أَعْرِفُهَا
مِنْ نَهْرٍ، وَسِبَابْ(٤٣)
وَعِيَارُكَ صَابْ(٤٤)
وَصَدِيقَةُ عُمْرِي..
في رَأْيِكَ حَمَّالَةُ أَحْطَابْ(٤٥)
وَتَسَلَّطَ شَكُّكَ نَحْوِي..
تَفْشَلُ أَنْ تُشْعِرَنِي
بِأَمَانٍ عِنْدَكَ..
في كُلِّ شَهِيقٍ
لَكَ شَكٌ يَنْتَابْ(٤٦)
وَتُسَيِّرُ حَافِلَتِي،
وَنَسِيتَ بِظُلْمِكَ..
تَوْفِيرَ الرَّاحَةِ لِلرُّكَّابْ
وَشُعُورُ الثِّقَةِ الْـمَطْلُوبَةِ
في دَرْبِ حَيَاتِي غَابْ
وَتُجَهِّزُ لي.. أَلْفَ اسْتِجْوَابْ
يَا وَيْلِي..
لَوْ أَنْسَى تَقْدِيمَ عَرِيضَةِ
كَشْفِ حِسَابْ(٤٧)
أَشْعَلْتَ النَّارَ،
وَبَيْتُكَ مَصْنُوعٌ مِنْ كُوْمِ
الْأَخْشَابْ
أَلْعَابُ صِغَارٍ
كَمْ تَهْوَى تِلْكَ الْأَلْعَابْ
نَفْخٌ في الْقِرَبِ الْـمَقْطُوعَةِ،
وَالْقِدْرُ الْـمَشْقُوقُ
يَخُرُّ عَلَى صَاحِبِهِ
كَالْـمِزْرَابْ(٤٨)
أَتَقَوْقَعُ بِالسَّاعَاتِ،
أُسَكِّرُ بَابَ الْغُرْفَةِ
أَعْتَزِلُ الْعَالَمَ..
أَسْكُنُ في غَيْمَاتِ ضَبَابْ
أَتَخَفَّى دَاخِلَ مِحْرَابْ
يُؤْنِسُنِي مَطَرٌ، وَظَلَامٌ،
وَسَحَابْ
لَا أَمْلُكُ مِنْ جَوِّ الْخِطْبَةِ،
وَالْفَرْحَةِ إِلَّا الْأَلْقَابْ
يَشْحَبُ قَلْبِي..
وَتُلَاحِظُ أُمِّي عُنْفَ الْإِضْرَابْ
مِنْ زُهْدٍ لِلْمَأْوَى..
مِنْ هَالَةِ عَيْنٍ دَاكِنَةٍ
مِنْ تَقْتِيرٍ لِطَعَامٍ، وَشَرَابْ(٤٩)
تَسْأَلُكَ الْحَاجَّةُ في لُطْفٍ
عَنْ حَالِ خُطُوبَتِنَا؛
فَتُهَاتِفُنِي أَنْتَ..
تَصُبُّ جَحِيمَكَ في الْأَعْقَابْ(٥٠)
وَأُبَرِّئُ نَفْسِي..
وَأُدَافِعُ عَنْهَا..
وَالْجُرْحُ بِقَلْبِي مَحْفُورٌ..
مَا خَفَّ، وَمَا طَابْ
قَلْبِي مُنْعَزِلٌ، وَكَتُومٌ،
وَأَنَا أَرْفُضُ..
أَنْ أَتَحَدَّثَ عَنْكَ بِأَيِّ حَدِيثٍ
أَرْفُضُ..
أَنْ أَتَحَدَّثَ عَنْ تَجْرِبَتِي
بِالسَّلْبِ، أَوِ الْإِيجَابْ
اذْهَبْ يَا مَنْ تَلْقَى
في فَنِّ التَّعْذِيبِ لِقَلْبِي
أَجْوَاءَ اسْتِعْذَابْ(٥١)
لَا يَرْحَلُ يَوْمٌ
إِلَّا وَيَمُرُّ عَلَى قَلْبِي
بِبُنودِ عِقَابْ
حَاوَلْتُ كَثِيرًا..
أَنْ أَقْبَلَ طَبْعَكَ
أَنْ آخُذُكَ..
-اسْتِسْهَالًا في الْعِشْقِ-
عَلَى عَيْبِكَ..
أَنْ أُصْلِحَ مَا أَفْسَدَهُ قَلْبُكَ
في قَلْبِي
مِنْ نَهْبٍ، وَخَرَابْ(٥٢)
عَانَيْتُ أَنَا مِنْ مِحَنٍ،
وَصِعَابْ(٥٣)
تَاهَتْ أَيَّامِي..
في فَجٍّ، وَشِعَابْ(٥٤)
وَفَقَدْتُ نَقَائِي، وَبَرَاءَةَ قَلْبِي،
وَطُرِدْتُ أَنَا مِنْ جَنَّاتٍ
مَشْهِيَّاتِ الْأَعْنَابْ(٥٥)
وَتَبَخَّرَ حُلْمِي في التَّغْيِيرِ،
وَذَابْ
وَتَعَثَّرَ قَلْبِي..
بِبَقَايَا غَدْرٍ مِنْكَ..
بَقَايَا ظُلْمٍ،
وَفُلُولِ خِدَاعٍ، أَوْ أَذْنَابْ(٥٦)
مَنْ شَبَّ عَلَى شَيْءٍ أَدْمَنَهُ،
وَتَعَوَّدَ -بَعْدَ مُرُورِ الْوَقْتِ-
عَلَيْهِ، وَشَابْ(٥٧)
اذْهَبْ..
لَا يُنْقِصُ مِنْ قَدْرِكَ
أَيُّ ذِهَابْ
اذْهَبْ..
فَأَنَا أَمْسِكُ في قَلْبِي
قَبَسًا مِنْ جَمْرٍ،
وَشِهَابْ(٥٨)
خُذْ بَعْضَكَ يَا ابْنَ النَّاسِ..
أَبُوسُ يَدَيْكَ..
أَنَا لَا أَتَحَمَّلُ -صَدِّقْنِي-
حَرْبَ الْأَعْصَابْ
اذْهَبْ،
وَاسْتَغْفِرْ خَالِقَكَ الْحَقَّ
التَّوَّابْ
في كُلِّ ذِهَابٍ، وَإِيَابْ
قَدْ غَفَرَ اللهُ لِـمَنْ تَابْ
عَوِّضْ فَقْدِي بِفَتَاةٍ أُخْرَى،
وَاسْتَخْدِمْ أَلْفَ حِجَابٍ
مَضْمُونٍ
لِعَرُوسِ الْغَفْلَةِ جَلَّابْ(٥٩)
وَاعْقِدْ صَفْقَةَ فَسْخٍ لِلْخِطْبَةِ..
فَسْخٍ لِلْوَرْطَةِ..
كُنْ لِلصَّفْقَةِ كَالْعَرَّابْ
أَخْشَى أَنْ نُورَطَ في زِيجَةِ
بُؤْسٍ،
أَوْ كَتْبِ كِتَابْ(٦٠)
وَنُوَرِّثَ بُؤْسَ عِلَاقَتِنَا
عَبْرَ الْأَصْلَابْ(٦١)
اذْهَبْ مَا دُمْتَ عَلَى الْبَرِّ..
فَإِنَّ عِلَاقَتَنَا..
في نَفَقٍ مَسْدُودٍ يَنْهَارُ،
وَأَخْشَى.. أَنْ تَنْهَالَ عَلَيْنَا
أَكْوَامُ تُرَابْ
المعاني:
(٢) عِرْقًا: وريدًا، نسيّح: نسيل ونسفك الدماء.
(٣) غلّاب: كثير الغلبة.
(٤) الإسهاب:التوسّع، والتطويل في الحديث.
(٥) الإطناب: المبالغة، والإكثار في الحديث.
(٦) أتفنّن: أتّبع أساليب جديدة متنوّعة.
(٧) أدنى: أقرب، قاب: مابين نصف الوتر، وقوسه.
(٨) تحرج قلبي: تضع قلبي في وضع لايحسد عليه، تُعفي قلبي: تكف عن مطالبته.
(٩) استتباب: استقرار.
(١٠) محلّ: موضع/ مكان، ومحل الإعراب: ما يستحقّه اللفظ الواقع فيه من الإعراب لو كان معربًا.
(١١) تراوغ: تخادع.
(١٢) أرضخ: أذعن لك، وأخضع.
(١٣) أتكهرب: أشعر بسريان الرعدة، الأقطاب: طرفا الدائرة الكهربائيّة السالب، والموجب.
(١٤) هزارك: مزاحك، الرفقة: الصحبة.
(١٥) تهريج: المزاح وإحداث التشويش والفوضى، البوّاب: حارس باب البيت أو البناية.
(١٦) الأعراب: البدو من العرب.
(١٧) مقيت: بغيض، ومكروه.
(١٨) البنزين: وقود محرّك السيّارة.
(١٩) أتعامى: أتجاهل وأتظاهر بعدم رؤية الشيء، أتغابى: أتظاهر بالجهل وعدم الفطنة، جنوحك: ميلك، واتجاهكَ نحوه، طيش: انحراف ونزق وخفّة عقل.
(٢٠) خلّاب: شديد الروعة.
(٢١) التحوير: التعديل والتغيير، زرياب: موسيقي ومطرب عاش بالعصر الأندلسي.
(٢٢) الأعشى: أعشى قيس: من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية كان شعره من أجود الشعر تتغنى به المغنيات فسُمي صنّاجة العرب، السيّاب: بدر شاكر السيّاب: شاعر عراقي رائد راحل يتميّز شعره بالموسيقى والغنائيّة.
(٢٣) وخْز: تنميل أو وجع، ساب: تفكّكت أوصاله أو فقد السيطرة عليه.
(٢٤) عزّ: أوج وأقصى شدّته، آب: شهر أغسطس.
(٢٥) سمة : علامة، العزّاب: جمع عازب: غير متزوّج.
(٢٦) نفق تحت الأرض(ضيّق، وسرّيّ في الغالب).
(٢٧) دحدرتي: تدحرجي من أعلى أو سقوطي، شبك: جمع شبكة، اللبلاب: العلّيق (نبات عشبي يزرع في الحدائق لتغطية العروش).
(٢٨) الأبكار: العفيفات.
(٢٩) بنت أصول: كريمة ذات نسب عريق، كريمة أنساب: عريقة الأصل.
(٣٠) تخت: جوقة الموسيقيّين، والمغنيّين، موسيقى الراب: نوع من موسيقى غربيّة وإيقاع الأغاني.
(٣١) الإخصاب: التلقيح.
(٣٢) أقراص استحلاب: أقراص المضغ الدوائيّة.
(٣٣) تكشّر عن أنياب: تستعدّ للقتال.
(٣٤) تُعنّفني: تعاملني بعنف وشدة(توبّخني بعنف)، رهاب: مخاوف بهوس من شيء على غير أساس من الخطر.
(٣٥) استقطاب: اجتذاب شديد نحو رأي بعينه.
(٣٦) ينفرط العقد: نتشتّت ونتفرق، أولي الألباب: أصحاب العقول.
(٣٧) بنياني المرصوص: صفّي المرصوص المُحكَم.
(٣٨) الأسطرلاب: آلة قديمة كانت تستخدم في تعيين ارتفاعات الأجرام السماويّة، ومعرفة الوقت، والجهات الأصليّة.
(٣٩) بهْرجة: زينة مبالغ فيها.
(٤٠) الهلاب: من ينال النَّاسَ نيلاً شديدًا.
(٤١) كلام ناب: كلام بذيء.
(٤٢) الخضّة: الرجّة والنوبة من الفزع والذعر، التهويش: زرع الفتنة والاضطراب، الخلفة: الذريّة.
(٤٣) قصقصتُ: كسرت وقطعت.
(٤٤) صاب: أصاب الهدف.
(٤٥) حمّالة أحطاب: مهنتها حمل الحطب.
(٤٦) ينتاب: يستولي عليك.
(٤٧) عريضة: صحيفة عرض.
(٤٨) القربة: وعاء من الجلد يوضع به الماء، المزراب: أنبوبة من الحديد تركب في جانب البيت من أعلاه لينصرف منها ماء المطر المتجمّع.
(٤٩) هالة عين: دائرة محيطة بالعين، تقتير: بخل، وشحّ.
(٥٠) الأعقاب: آخر الأمر.
(٥١) استعذاب: استحسان.
(٥٢) نهب: سلب.
(٥٣) محن: أزمات، وابتلاءات.
(٥٤) فجّ: الطريق الواسع البعيد، شعاب: مفردها شِعْب: الانفراج بين الجبلين.
(٥٥) مشهيّات: مرغوب بها.
(٥٦) أذناب: ذيول.
(٥٧) شاب عليه: لازمه هذا الشيء منذ الصغر حتى الكبَر.
(٥٨) قبس: شعلة من نار، شِهاب: الشعلة الساطعة من النار.
(٥٩) عروس: المرأة عند زواجها، الغفلة: الفجأة، البغتة، جلّاب: سوّاق أو كثير الإتيان بالشيء.
(٦٠) زيجة: زواج، كتب كتاب: عقد قران.
(٦١) نورث: نترك لهم ميراثًا، الأصلاب: أبناء صلبتنا أو أبناء ظهورنا.