عدد أبيات القصيدة
تَقُولِينَ فِي جُرْأَةٍ، وَانْفِعَالْ
: (دُخُولِيَ عَصْرَ الْغَرَامِ خَيَالْ)
وَأَنَّ الْحَنِينَ لَدَيْكِ مُحَالْ
وَأَنَّ شُعُورَ الْهُيَامِ ضَلَالْ
(وَهَذَا ضمانةُ رَاحَةِ بَالْ)
* * *
أَحُسُّ أَنَا عِنْدَمَا تَكْذِبِينْ
فَقَلْبُكِ يَشْتَاقُ بَعْضَ الْحَنِينْ
وَتُخْفِين خَلْفَ الْكَلَامِ الْأَنِينْ
وَأَسْمَعُ صَوْتَ الْعَذَابِ الدَّفِينْ(١)
حِصَارٌ يَطُولُ، وَكَهْفُ انْعِزَالْ
* * *
فَرَفْضُكِ تَحْرِيضُ فِعْلٍ، وَحَضّْ
وَبَعْضُ الْقُبُولِ عَلَى شَكْلِ رَفْضْ(٢)
يُخَفِّفُ أَوْجَاعَنَا، وَالْمَضَضْ
وَنَحْنُ أَخَذْنا عَلَى فَهْمِ بَعْضْ(٣)
كَإِخْوَةِ شِعْرٍ بِنَفْسِ الْمَجَالْ
* * *
يَلِيقُ بِقَلْبِكِ هَذَا الْحِيَادْ
عَوَاصِفُ بُعْدٍ تَجُوبُ الْبِلَادْ
تَهِدُّ حَيَاتَكِ ذَاتَ الْعِمَادْ
كَسَادٌ بِسُوقِ الْغَرَامِ كَسَادْ(٤)
وَعِنْدَكِ حَالِي أَمَرُّ مِثَالْ
* * *
تَعِيشِينَ وَحْدَكِ دُونَ حَبِيبْ
سُكُوتٌ، وَصَمْتٌ، فَرَاغٌ رَهِيبْ
تَذُوبُ الدُّمُوعُ، تَئِنُّ الْقُلُوبْ
وَإِحْسَاسُ تِيهٍ، ضَيَاعٌ، نَحِيبْ(٥)
وَعِيدُ الْأَحِبِّةِ دُونَ احْتِفَالْ
* * *
غَرِيبٌ أَلِيمٌ حَزِينٌ شُبَاطْ
مَوَاسِمُ حُزْنٍ، يَفِيضُ الْعِيَاطْ(٦)
وَمَوْتٌ لِفِكْرَةِ أَيِّ ارْتِبَاطْ
وَتَسْرِيحُ قُوَّاتِ جَيْشِ احْتِيَاطْ
وَيَكْفِيكِ رَبُّكِ شَرَّ الْقِتَالْ
* * *
وَهَدَّكِ مِنْ رَجُلٍ لَا يَرُوغْ
بَعِيدٌ مَنَالُكِ، صَعْبُ الْبُلُوغْ
وَتَذْرِيهِ رِيحٌ كَقِطٍّ يَزِيغْ
يَضِيعُ بِهَا مِثْلَ ذَرَّاتِ رِيغْ
وَتِلْكَ الْحُرُوبُ عَلَيْنَا سِجَالْ
* * *
حَيَاةٌ تَضِيعُ، وَعَدْوَى اكْتِئَابْ
وَطُولُ انْتِظَارٍ، يَدُومُ الْغِيَابْ
وَأَحْلَامُ عُمْرٍ، وَوَهْمُ السَّرَابْ
وَبَيْنَ الدُّمُوعِ وَبَيْنَ الْعَذَابْ
وَمَا بَيْنَ شَكٍّ، وَبَيْنَ انْشِغَالْ
* * *
سَلَامَةَ قَلْبِكِ مِنْ كُلِّ ذُلّْ
غَرَامٌ يَمُوتُ قُلُوبٌ تُفَلّْ(٧)
وَفَيْضُ الْمَآسِي عَلَيْنَا يُطِلّْ
وَيُلْهِمُكِ اللَّهُ أَسْلَمَ حَلّْ
وَيَكْفِيكِ في الْحُبّ ذُلَّ السُّؤَالْ
* * *
حَذَارِ مِنَ الْحُبِّ كُلَّ مَسَاءْ
أَسَاءَ الْغَرَامُ لَنَا، قَدْ أَسَاءْ
وَحَالُ الْأَحِبَّةِ فِي الْحُبِّ سَاءْ
كَفَاكِ الرَّحِيمُ انْكِسَارَ النِّسَاءْ
وَإِحْسَاسَ قَهْرِ دُمُوعِ الرِّجَالْ
* * *
مُحَاوَلَةُ الْعِشْقِ جَهْدٌ يَضِيعْ
تَمُوتُ الْعَوَاطِفُ مِنْ شَرِّ جُوعْ
جَرِيمَةُ قَتْلٍ، كِتَابُ دُمُوعْ
وتهمةُ تحريضِ قلبٍ، شروعْ
لِقَلْبِ نِظَامِ الْبُكَاءِ، اغْتِيَالْ
* * *
وَنَبْحَثُ عَبْرَ الْهَوَى عَنْ حُلُولْ
نَتُوقُ لِتَوْأَمِ رُوحٍ جَمِيلْ
وَضَغْطٌ يُحرِّضُنَا لِلْقَبُولْ
بَصِيصٌ مِنَ الْعِشْقِ يُغْرِي الْعُقُولْ(٨)
لِبِنْتِ الْحَلَالِ، وَلِابْنِ الْحَلَالْ
* * *
وَيَا حَبَّذَا بِاخْتِيَارٍ تَعِيسْ
وَيَصْعُبُ تَعْوِيضُ جُرْحِ النُّفُوسْ
جَنَازَةُ عِشْقٍ، وَدَمْعٌ حَبِيسْ
وَيَبْقَى انْعِزَالُكِ خَيْرَ جَلِيسْ(٩)
تَخَصُّصُ أَهْلِ الْهَوَى في الزَّوَالْ
* * *
المعاني
(١) الدفين: المدفون/ المخفي
(٢) حضّ: تحريض، حثّ.
(٣) المضض: التألّم.
(٤) ذات العماد: ذات الأبنية المرفوعة على العُمد.
(٥) نحيب: تشنّج أثناء البكاء الشديد.
(٦) شباط: شهر فبراير، ويأتي في منتصفه عيد الحب.
(٦) العياط: البكاء الشديد.
(٧) تُفَل: تنكسر.
(٨) بصيص: بريق.
(٩) حبيس: محبوس.