قصيدة فوكاريه

Home » منتدى القصائد » قصيدة فوكاريه

عدد أبيات القصيدة

٧٣

وَأَنَا أَصْنَعُ رَائِحَةَ الْقَهْوَةِ

في الْـمَطْبَخِ..

يَهْتَزُّ الْهَاتِفُ..

يَضْطَرِبُ الْفِنْجَانْ

 

أَنْتَ عَلَى الْخَطِّ..

فَكَيْفَ الْحَالُ..

غَرِيبٌ صَوْتُكَ..

لَا يُشْعِرُنِي بِاطْمِئْنَانْ

 

تَشْكُو حَبِيبَةَ قَلْبِكَ

أَنْتَ عَلَى حَافَةِ بُرْكَانْ

 

أَسْمَعُ حُزْنَكَ في قَلْبِي

تُخْبِرُنِي قِصَّةَ كُلِّ مَسَاءٍ..

هِيَ لَا تَهْتَمُّ لِشَأْنِكَ..

لَا تَسْمَعُ صَوْتَ تَشَوُّشِ

عَقْلِكَ..

أَفْهَمُ مَوْقِفَكَ التَّعْبَانْ

 

لَا تَفْهَمُ عَالَـمَكَ الْـمُتْعَبَ..

لَا تَفْهَمُكَ الْآنْ

 

أَحْيَانًا تَهْجُرُ طَرْحَتَهَا

رِحْلَاتٌ، وَهُرُوبٌ..

في كُلِّ مَكَانْ(١)

 

أَحْيَانًا تَنْسَى دُبْلَتَهَا

في غُرْفَةِ تَغْيِيرِ الْـمَسْبَحِ،

أَوْ في حَمَّامِ الشَّاطِئِ..

تَنْسَى كَمْ بَلَعَتْ

مِنْ أَقْرَاصِ النسيانْ(٢)

 

تَجْلِسُ بِالْقُرْبِ،

وَلَيْسَتْ حَوْلَكَ

تَكْتُبُ في الْهَاتِفِ..

تَأْخُذُ أُطْرُوحَتَهَا

في عِلْمِ   اللفِّ،

وَأُسْلُوبِ الدَّوَرَانْ

 

تُودِعُ هَمَّكَ عِنْدِي

تَحْكِي.. كُلَّ تَفَاصِيلِ الْحَرْبِ

أُخَمِّنُ أَسْبَابَ الْعُدْوَانْ

 

تَطْلُبُ مِنِّي أَنْ أَتَبَنَّى

خُطَّةَ صُلْحٍ..

أَنْ أَتَخَيَّرَ عَنْكَ سَلَامَ

الشُّجْعَانْ

 

أَنْصَحُ أَنْ تَنْسَى

كُلَّ كَلَامِ الْإِفْكِ،

وَتَبْتَلِعَ الْبُهْتَانْ(٣)

 

أَنْصَحُ أَنْ تَفْهَمَهَا،

وَتُسَلِّمَهَا فُرْصَةَ حُبٍّ

أُخْرَى

أَنْ تَرْضَى بِنَصِيبِكَ

أَنْ تَتَقَبَّلَ في الْعِشْقِ

الْإِذْعَانْ

 

أَنْ تَتَقَرَّبَ مِنْهَا بِهَدَايَا

رَغْمَ   الْبُعْدِ،

وَرَغْمَ   جِرَاحِ الْعِصْيَانْ

 

لَا تُوجَدُ  نَارٌ  في الْحُبِّ

بِلَا دُخَّانْ

 

لَا تَتَحَمَّلُ مِنْكَ كَلَامًا

رَسَمَتْ في عَيْنَيْكَ

الْحُزْنَ، وَآثَارَ الْأَشْجَانْ

 

تَتَعَمَّدُ تَأْنِيبَكَ..

كُلُّ تَصَرُّفِ حُبٍّ

مِنْكَ.. صَدِيقِي

يُوضَعُ في الْـمِيزَانْ

 

تَتَعَمَّدُ تَوْبِيخَكَ..

بَيْنَ الصُّحْبَةِ، وَالْخُلَّانْ

 

في السَّيَّارةِ تَقْفِلُ أُغْنِيَةً

هَلْ تَذْكُرُ..

كَانَتْ أُغْنِيَتِي الْأَحْلَى

ضَاعَتْ مِنْهَا

في خَبَرٍ كَانْ

 

أُشْفِقُ في السِّرِّ عَلَيْكَ..

فَقَلْبُكَ في حَالَةِ إِدْمَانْ

 

صَعْبٌ..

أَنْ يَحْفَظَ أَحَدٌ رُوحَكَ

أَكْثَرَ مِنِّي

صَعْبٌ..

أَنْ يَعْرِفَ أَحَدٌ مِثْلِي

أَنَّكَ طِفْلٌ

في صُورَةِ إِنْسَانْ

 

وَأَخَافُ كَثِيرًا أَنْ أَتَوَرَّطَ

في كَشْفِ خَبَايَا قَلْبِي

الْوَلْهَانْ

 

أَحْفَظُ كُلَّ تَفَاصِيلِكَ..

مَا يُغْضِبُ قَلْبَكَ..

مَا يَجْعَلُ يَوْمَكَ مُمْتَدًّا

كَالْبُسْتَانْ

 

مَا يَجْعَلُ وَجْهَكَ مَهْضُومًا..

كَالطِّفْلِ الْفَرْحَانْ(٤)

 

أَعْرِفُ كُلَّ حِوَارَاتِكَ..

كُلَّ مَوَاعِيدِكَ..

كُلَّ مَفَاتِيحِ اللُّغْزِ

عَلَى قَدْرِ الْإِمْكَانْ

 

أُشْفِقُ في السِّرِّ عَلَيْكَ..

وَيُؤْلِـمُنِي أَنْ يَشْعُرَ قَلْبُكَ

بِالْخِذْلَانْ

 

وَأَخَافُ عَلَيْكَ.. صَدِيقِي

أَنْتَ وَهَبْتَ إِلَيْهَا نَفْسَكَ

بِالْـمَجَّانْ

 

قَلْبُكَ كَاللَّبَنِ الصَّافِي

قَلْبُ فَتَاتِكَ..

كَالْحَجَرِ الصَّوَّانْ

 

 فَرْقٌ مَا بَيْنَ الْجُرْأَةِ في عَيْنَيْهَا،

بَيْنَ هُدُوءِ بُحَيْرَاتِ عُيُونِكَ،

وَالْخُلْجَانْ

 

بَيْنَ الطِّيبَةِ في قَلْبِكَ..

فَرْقٌ.. ضَخْمٌ.. شَتَّانْ

 

انْظُرْ مَاذَا تَنْطِقُ..

كَلِمَاتٌ تَحْتَاجُ لِحَذْفٍ

في ( الْـمُونْتَاﭺِ)

خِلَالَ حَدِيثِكِمَا

تَحْتَاجُ إِلَى..

صَفَّارَاتِ اسْتِهْجَانْ(٥)

 

فَرْقٌ.. ضَخْمٌ.. شَتَّانْ

 

مَا بَيْنَ الشَّوْكِ عَلَى الصَّبَّارِ،

وَبَيْنَ تَوَرُّدِ حَبَّاتِ الرُّمَّانْ

 

هَلْ أَغْوَتْكَ غَرِيبَةُ أَطْوَارٍ؟

أَحْتَاجُ إِلَى اسْتِبْيَانْ(٦)

 

تَطْلُبُنِي.. في الْهَاتِفِ

يَوْمًا

أَسْأَلُ عَنْهَا.. تَتَهَرَّبُ مِنِّي

تَرْكُضُ مِنْ غَابَةِ أَسْئِلَتِي

كَالْغِزْلَانْ

 

تَحْكِي عَنَّا..

قَلَّ كَلَامُكَ عَنْهَا،

وَفُضُولِي..

يَقْتُلُ قَلْبِي الْحَيْرَانْ

 

رَدَّتْ دُبْلَتَهَا،

وَتَمَرَّدْتَ عَلَى سَطْوَتِهَا،

وَكَسَرْتَ الْأَوْثَانْ

 

تَطْلُبُ مِنِّي أَنْ أَلْقَاكَ

بَعِيدًا عَنْ جَوِّ الشُّغْلِ،

وَرَسْمِيَّاتِ عَشَاءِ الْأَعْمَالِ،

أَنَا أَتَعَجَّبُ..

هَلْ وَقْتُ التَّغْيِيرِ أَخِيرًا حَانْ؟!

 

تَطْلُبُ مِنِّي أَنْ أَلْقَاكَ

لِشَيْءٍ مَا،

وَتَقُولُ مُلِحًّا:

– (أَسْمَعُ رَدَّكِ يَا مَوْلَاتي في الْحَالِ..

عَلَى السَّخَّانْ)(٧)

 

– (أَمْهِلْنِي وَقْتًا لِلتَّفْكِيرِ..)

– (أَنَا سَأَكُونُ هُنَاكَ تَمَامًا في الْـمِيعَادِ،

سَأُخْبِرُكِ الْعُنْوَانْ)

 

وَأُشَغِّلُ مُوسِيقَا..

في غُرْفَةِ نَوْمِي

أَقْفِزُ فَوْقَ سَرِيرِي،

وَأَقِيسُ جَمَالي

مِنْ تَحْتِ النَّظَّارَةِ

في الْـمِرْآةِ،

وَمِنْ خَلْفِ الْفُسْتَانْ

 

أَفْرَحُ..

أَرْقُصُ كَالْـمِغْزَلِ..

 أَرْجِعُ خَوْفًا..

أَنْحَازُ إِلَى الْأَحْزَانْ

 

كَيْفَ أَرَاكَ!

وَأَنْتَ كَمَا تَعْرِفُنِي..

أَتَعَثَّرُ في طُوبِ الْأَرْضِ

مِنَ الْكَعْبِ الْعَالِي

أَغْرَقُ في وَضْعِي الْحَالِي

يُحْرِجُنِي طَبْعِي الْخَجْلَانْ

 

لَا تُوجَدُ عِنْدِي قِطَعُ (الْـﭽِينْزِ)،

وَلَا تَعْرِفُنِي الْقُمْصَانْ

 

نَمَشٌ في وَجْهِي

مُنْتَشِرٌ فَوْقَ الْأَنْفِ،

وَيَسْكُنُ في بَعْضِ الْأَرْكَانْ

 

لَوْنِي في حَمَّامِ الشَّمْسِ

مَزِيجٌ مِنْ لَهَبِ الْأَلْوَانْ

 

حِينَ أُجَرِّبُ أَنْ أَعْمَلَ

مِثْلَ فَتَاتِكَ (تَانْ)(٨)

 

طَوْقُ التَّقْوِيمِ خَجُولٌ

يَسْخَرُ..

يَضْحَكُ في الْأَسْنَانْ(٩)

 

شَعْرِي الْأَحْمَرُ لَيْسَ طَوِيلًا

شَعْرِي الْأَحْمَرُ..

لَيْسَ جَمِيلًا

مِثْلَ فَتَاتِكَ..

لَا أَعْرِفُ ذَوْقَكَ تَحْدِيدًا

في تِلْكَ الْفَقْرَةِ يَا فَنَّانْ

 

هِيَ نَجْمَةُ مُجْتَمَعٍ،

وَأَنَا..

مِنْ عَامِّةِ أَفْرَادِ الشَّعْبِ،

وَمِنْ أَدْنَى السُّكَّانْ

 

وَحَبِيبُ حَيَاتي (ﭼانْ)(١٠)

 

يَشْرَبُ مِنْ ثِقَتِي

الشَّيْطَانْ

 

هَلْ أَذْهَبُ؟!..

لَنْ أَذْهَبَ..

قَلْبِي عَطْشَانْ

 

كَيْفَ أَسِيبُكَ..

تَغْرَقُ في بَحْرِ رِمَالٍ؟!..

تَأْكُلُكَ الْكُثْبَانْ(١١)

 

حُزْنُكَ.. حُزْنِي

هَمُّكَ.. هَمِّي

نَارُ الْحِيرَةِ بَيْنَ الْقَلْبِ

تُعَشِّشُ في الْوِجْدَانْ

 

وَأُلَاقِيكَ بِبَاقَةِ وَرْدٍ

قَلْبُكَ.. في عَيْنِي

سَرْحَانْ

 

تِلْكَ النَّظْرَةُ

لَا تَحْتَاجُ إِلَى بُرْهَانْ

 

أَحْصُدُ مِنْ قَلْبِكَ شَلَّالَاتْ

 

يَرْقُصُ شَمْعٌ..

مُوسِيقَى.. وَرْدٌ.. (شِيكُولَاتْ)

 

وَأَذُوبُ بِهَذَا الطُّوفَانْ

 

اهْدَأْ..

لَا تَتَسَرَّعْ في حُبِّكَ

لَا أَتَحَمَّلُ هَذَا الْكَمَّ

مِنَ الْأَفْرَاحِ..

تَفِيضُ مَشَاعِرُ قَلْبِي

يَنْفَجِرُ الْخَزَّانْ

 

تَتَلَوَّنُ في قَلْبِي

الْأَكْوَانْ

 

أَنْتَ سَرَقْتَ سَفِينَةَ

قَلْبِي يَا قُرْصَانْ

 

نَتَطَرَّقُ نَحْوَ الْـمَاضِي..

عَنْ أَوَّلِ قِصَّةِ حُبٍّ

عَنْ بِنْتِ الْجِيرَانْ

 

عَنْ جَوِّ مُرَاهَقَةِ الصِّبْيَانْ

 

عَنْ هَذَا الْعَالَمِ

عَنْ مَلِكَاتِ الْقَصْرِ،

وَأَحْصِنَةِ الْفُرْسَانْ

 

عَنْ خُضْرَةِ أَيَّامِ طُفُولَتِنَا،

وَعَصَافِيرِ الْغِيطَانْ

 

مَا قَبْلَ الضَّوْضَاءِ، وَزَحْفِ

الْعُمْرَانْ

 

عَيْنِي تَتَكَلَّمُ.. قَلْبُكَ هَيْمَانْ

 

مِنْ غَيْرِ حَدِيثٍ، أَوْ إِعْلَانْ

 

نَتَطَرَّقُ نَحْوَ الْحَاضِرِ

أَيَّ التَّسْرِيحَاتِ تُفَضِّلُهَا

بِحَبِيبَةِ أَحْلَامِكَ؟

قَصَّةُ شَعْرٍ تَتَمَوَّجُ..

لَا تَلْمُسُ حَدَّ الشُّطْآنْ!

 

زِدْنِي.. إِيهْ(١٢)

 

أَنْتَ تُحِبُّ (الْفُوكَارِيهْ)؟!(١٣)

 

حُبَّ حَيَاتِي.. بِالْأَحْضَانْ

المعاني

(١) طرحة: غطاء تلبسه المرأة يغطّي رأسها وكتفيها.

(٢) مسبح: المكان الخاص بالسباحة.

(٣) الإفك:الافتراء.

(٤) مهضومًا: مقبولًا (مستساغًا).

(٥) مونتاج: تصنيع الصور المركّبة عن طريق ضمّ عدد من الصور المستقلّة إلى بعضها البعض (تعديل وتقويم وتهيئة المنتج المرئي)، استهجان: استنكار.

(٦) استبيان: استطلاع إحصائي.

(7) على السخّان: بأسرع وقت.

(٨) تان: التسمير (التسفّع وهو حمام الشمس لإكساب البشرة اللون البرونزي أو  الحنطيّ أو الأسمر المائل للحمرة.

(9) طوق التقويم: روابط من المعدن تستخدم لتقويم الأسنان وتحسين مظهرها.

(10) جان: يُقصد بها جذّاب.

(11) أسيبك: أهملك أو أتركك.

(12) إيه: زِدْني (امضِ في الحديث).

(13) فوكاريه: نوع من تسريحات الشعر القصير.

تحقق أيضا من

قصيدة ضار جدا بالصحة

حُبُّكَ في بَرِّ حَيَاتِي شَبَحٌ وَهْمِيٌّ في لَقْطَةِ (سُونَارْ).. عَمَلٌ سُفْلِيٌّ يَتَخَفَّى في حَفْلَات الزَّارْ يَغْرَقُ في الْـمَاءِ يَذُوبُ كَقُرْصٍ فَوَّارْ