قصيدة في المقهى

Home » منتدى القصائد » قصيدة في المقهى

عدد أبيات القصيدة

١٢

إِنِّي حَزِينٌ مِنْ سُكُوتِكِ

في اللقَاءِ.. حَبِيبَتِي،

وَأَنَا تَعِبْتُ مِنَ الْكَلَامْ

 

كُلُّ الْقَصَائِدِ،

وَالْحِكَايَاتِ الْجَمِيلَةِ..

رُبَّمَا كَرَّرتُهَا..

حَتَّى أَحَادِيثَ الْغَرَامْ

 

مَا عُدْتُ أَعْرِفُ

كَيْفَ أَبْدَأُ جُمْلَتِي..

مَا عُدْتُ أَعْرِفُ..

أَيْنَ أَنْطِقُ بِالتَّحِيَّةِ، وَالسَّلَامْ

 

الصَّمْتُ يَحْتَلُّ الرَّسَائِلَ،

وَالتَّوَاصُلَ، وَالتَّفَاهُمَ بَيْنَنَا

حَتَّى رَنِينُ الْهَاتِفِ الْـمَحْمُولِ..

خَاصَمَنَا، وَنَامْ

 

الْيَوْمَ في الْـمَقَهَى..

نُكلِّمُ صَمْتَنَا،

وَتَصِيرُ أَلْوَانُ الشُّمُوعِ حَزِينَةً،

وَتَمُوتُ مِنْ أَفْكَارِنَا

سِيقَانُ طَاوِلَةِ الطَّعَامْ

 

وَزُجَاجَةُ التَّتْبِيلِ..

مَاتَ حَرِيقُهَا،

وَالْـِملْحُ يُعْلِنُ..

مِثْلَ كُلِّ الْعَاشِقِينَ

عَنِ الصِّيَامْ

 

وَنُعَاوِدُ التَّصْفِيقَ كُلَّ دَقِيقَةٍ

أَبَدًا..

وَلَا يَأْتِي الْغُلَامْ

 

وَالشَّايُ بِالنَّعْنَاعِ يَأْتِي بَارِدًا،

وَالْوَرْدُ يُوضَعُ في الْأَوَانِي

مَرَّتَيْنِ بِلَا انْسِجَامْ

 

كُلُّ الْفَنَاجِينِ اسْتَقَالَتْ

مِنْ طُقُوسِ عِنَاقِهَا

مِثْلِي.. يُبَاغِتُهَا الزُّكَامْ

 

الْكُلُّ يَشْعُرُ بِارْتِبَاكِ شِفَاهِنَا،

وَالثَّلْجِ في قُبُلَاتِنَا

مِنْ أَلْفِ عَامْ

 

كُنَّا كَعُصْفُورٍ يُزَقْزِقُ دَائِمًا،

وَالْيَوْمَ نُشْبِهُ..

قِطْعَتَيْنِ مِنَ الرُّخَامْ

 

مَاتَ الْكَلَامُ حَبِيبَتِي..

أَسَفًا عَلَى مَوْتِ الْكَلَامْ

تحقق أيضا من

قصيدة حكاية قبل النوم

وعدتُ كما قد أتيتُ إليكِ.. وحيدًا.. وحيدًا.. لأحملَ عاري