عدد أبيات القصيدة
جَلَسَاتُ الْأُنْسِ لِلْقَلْبِ صَحَارَى
يَلْتَقِي في جَوِّهَا جِنًّا شِرَارَا
فُيُقِيمُ الْقَلْبُ فِي الْإِينَاسِ، كَيْ
يَطْرُدَ الْأَرْوَاحَ مِنْ دُنْيَاهُ، زَارَا(١)
لَكُمُ الْـمِينَاءُ وَالْإِبْحَارُ لِي
مِثْلَمَا (يُونُسُ) قَدْ جَابَ الْبِحَارَا
تِلْكَ رُوحِي وَبِهَا (نُوْسْتَالْجِيَا)
لُؤْلُؤٍ في الْبَرِّ يَشْتَاقُ الْـمَحَارَا(٢)
أَطْفِئُوا أَنْوَارَكُمْ أَرْخُوا عَلَى
مَوْكِبِ الْعِشْرَةِ وَالصَّحْبِ الدِّثَارَا(٣)
سَفَرِي مِنْ دُونِكُمْ؛ إِنِّي أَرَى
مَسْجِدًا في حَرَمِ الرَّكْبِ ضِرَارَا(٤)
سَهِّلُوا لِلْكَائِنِ الَّليْلِيِّ أَنْ
يَتَوَقَّى شَرَّ أَسْمَارِ السَّهَارَى
أَبْعِدُوا عَنْ لَيْلَتِي تَنْوِيرَكُمْ
إِنَّنِي مُسْتَذْئِبٌ يَخْشَى النَّهَارَا(٥)
بَلْ وَمَصَّاصُ دِمَاءٍ زَادَهُ
وَهَجُ الشَّمْسِ انْحِلَالًا وَانْتِسَارَا(٦)
فِي لَيَالِي مُدُنِي أَقْضِي عَلَى
نُورِ (بَارِيسَ) وَأَبْنِي (قَنْدَهَارَا)(٧)
كَحِّلُوا عَيْنَ الَّليَالِي لَمْ تَرُقْ
لِيَ أُنْثَى تَرْتَدِي وَجْهًا نُضَارَا(٨)
أَعْشَقُ الدُّنْيَا وَقَدْ رَشَّتْ عَلَى
كِتْفِهَا خَالًا وَشَامًا وَغِفَارَا(٩)
أَكْرَهُ الْأَضْوَاءَ إِنِّي رَجُلٌ
مِنْ رُهَابِ النُّورِ أَدْمَنْتُ الْفِرَارَا
كَعَدُوِّ الشَّمْسِ وَلَّى هَارِبًا
إِنْ غَزَاهُ الضَّوْءُ صُبْحًا وَأَغَارَا(١٠)
في حُرُوبِي جَوْهَرِي مُخْتَلِفٌ
خُطَّتِي الْإِدْبَارُ، لَا أَحْمِلُ عَارَا
فَرَّ مِنْ قَبْلِي مِكَرٌّ مُدْبِرًا
رَابِحًا مِنْ مُقْتَنَى (كِسْرَى) سِوَارَا(١١)
إِنَّنِي الرَّاهِبُ في لَيْلِ الدُّجَى
إِنَّنِي الْـمَسْجُونُ في لَيْلِ الْأَسَارَى
هَانِئٌ في قَاعِ جُبٍّ أَلْتَقِي
كُلَّمَا أَصْعَدُ لِلْأَعْلَى دُوَارَا
وَمُحَاكٍ أَهْلَ كَهْفٍ جَانِحٌ
لِتَكَرِّي فِتْيَةٍ.. آوِي الْـمَغَارَا(١٢)
فَارِقُوني إِنَّنِي مُذْ سِرْتُ فِي
مَلَكُوتِ اللهِ كَحَّلْتُ الْـمَسَارَا
هَمُّكُمْ أَرْتَدُّ عَنْ قَوْقَعَتِي
وبَذَلْتُمْ أَجْلَ إِخْرَاجِي الْقُصَارَى(١٣)
هَلْ تَخَلَّى فَجْرَ يَوْمِ النَّصْرِ عَنْ
مَدِّهِ الثَّوْرِيِّ في الْـمَاضِي(ﭼِـﭭَارَا)؟(١٤)
كَيْفَ أَنْأَى عَنْ مَدَارِي إِنَّنِي
قَمَرٌ سَوَّتْ لَهُ الْأَرْضُ مَدَارَا!
سَمَكٌ إِنْ هَجَرَ الْبَحْرَ فَقَدْ
خَانَهُ التَقْدِيرُ، وَاخْتَارَ انْتِحَارَا
فَاتْرُكونِي تَحْتَ مَنْفَى زُرْقَتِي
كَانَتِ الزُّرْقَةُ لِلْأَسْمَاكِ دَارَا
إِنَّنِي مَوْجٌ إِذَا جَاءَ مَضَى
وَرَمَى الحُجَّةَ أَوْ سَاقَ اعْتِذَارَا
إِنَّنِي الْفَيْرُوزُ مِنْ بُعْدٍ أُرَى
لَوَّنَتْ زُرْقَةُ بَحْرِي (زِنْجِبَارَا)(١٥)
شَارِدٌ في قِصَّةٍ أَحْدَاثُهَا
أَغْرَقَتْ في شِبْرِ مَاءٍ (شَهْرَيَارَا)
بَطَلٌ يَجْتَازُ مَوْجًا عَارِمًا
(كَعُبَيْدِ اللهِ) فِي نَهْرِ (بُخَارَى)(١٦)
قِصَّتِي أَعْرِضُهَا فِي (سِينِمَا)
وَحْدَتِي الَّليْلَاءِ، جَهَّزْتُ الْفُشَارَا
أَبْتَنِي صَوْمَعَتِي مُسْتَنْقِذًا
يُتْمَهَا (كَالْخِضْرِ)، رَمَّمْتُ الْجِدَارَا
(كَسُلَيْمَانَ) ابْتَنَى مَمْلَكَةً
وَبِهَا سَرَّحَ خَيْلًا وَمِهَارَا(١٧)
لَمْ أُصَادِفْ غُرْبَةً في الْبُعْدِ بَلْ
صَارَتِ الْغُرْبَةُ في غَيْرِي نِجَارَا(١٨)
اِمْنَعُوا التَّصْوِيرَ؛ أَرْضِي خَطَرٌ
لَسْتُ لِلشَّخْصِ الْفُضُولِيِّ مَزَارَا
خَبَرِي الْعَادِيُّ سِرٌّ غَامِضٌ
أَتْقَنَ الْغَوْصَ بِأَعْمَاقِي فَغَارَا
فَانْفُضُونِي أَبَدًا لَنْ تَجِدُوا
إِنْ نَبَشْتُمْ بِئْرَ أَسْرَارِي، الْقَرَارَا(١٩)
وَمَجَازِي مُخْتَفٍ أَعْجَزَ مَنْ
ضَرَبَ البِّطِّيخَ حَدْسًا وَابْتِيَارَا(٢٠)
وَمِزاجِي الْـمُنْطَوِي حَيَّرَ مَنْ
يَقْرَأُ الْكَفَّ وَيَشْتَفُّ السِّرَارَا(٢١)
فَرَّتِ الْأَخْبَارُ مِنِّي، وَاخْتَفَتْ
كَبَناتِ الْخِدْرِ أَيَّامِي الْعَذَارَى
مِثْلَ طِفْلٍ سَاذَجٍ قَدْ فَرَّ مِنْ
(أُمِّنَا الْغُولِ) إِلَى النَّوْمِ انْذِعَارَا
أَيْنَ أَسْتَارِي لَدَى الْـمُودِعِهِمْ
مُؤَنَ الْأَسْرَارِ في نَفْسِي ادِّخَارَا؟
مَنْ عَلَى الْأَحْدَاجِ قَدْ أَمَّنْتُهُمْ
كَشَفُوا عَنْ هَودَجِ السِّرِّ الْخِمَارَا(٢٢)
وَاسْتَحَلُّوا الْشُّرْبَ مِنْ دَاخِلَةٍ
بِلِسَانٍ مَشَّطُوهَا كَالْـمَدَارَى(٢٣)
بَلَّلُوا الْعَهْدَ بِمَاءٍ ثُمَّ قَدْ
شَرِبُوا مِنْ مُوثَقِ الْعَهْدِ الْعُصَارا
بَيْنَمَا السِّرُّ يَتِيمٌ أَكَلُوا
مِنْهُ إِسْرَافًا وَجَوْرًا وَبِدَارَا(٢٤)
مَنْ عَلَى النَّجْوَى قَدِ اسْتَأْمَنْتُهُمْ
دَسَّسُوا في مَخْزَنِ النَّجْوَى الْخَسَارَا
لَيْتَهُمْ قَدْ سَلَّمُوا لِلْقِطِّ مُفْـــ
تَاحَهُ بَلْ أَسْكَنُوا الْقِطَّ (الْكَرَارَا)(٢٥)
لَيْسَ مَنْ فَرَّطَ في أَسْرَارِهِ
ذَائِقًا مِنْ جَرَّةِ الْعَيْشِ سَرَارَا(٢٦)
لَيْسَ دُرُّ الْقَوْلِ في عِقْدٍ لَهُ
مِثْلَ حَالِ الدُّرِّ إِنْ يُلْقَى نِثَارَا(٢٧)
إِنَّمَا الْأَسْرَارُ كَالزِّئْبَقِ إِنْ
شَطَّ بُعْدًا عَنْ أَوَانِيهِ اسْتَحَارَا(٢٨)
إِنَّنِي في الْبَحْرِ قَدْ أَدْرَكَنِي
غَرَقٌ وَالسِّرُ في الْدُّوَّامِ مَارَا(٢٩)
لَمْ يُغْثْنِي أَهْلُ إِسْلَامٍ وَمَا
وَدَّ إِنْقَاذِي يَهُودٌ أَوْ نَصَارَى
وَعَصَا (مُوسَى) تُجَافِينِي فَلَا
تَهْرُبُ النَّفْسُ مِنَ الْبَحْرِ اجْتِسَارَا(٣٠)
فَاتَنِي (نُوحٌ) وَأَلْقَى طُوبَتِي
وَطَغَى الطُّوفَانُ، وَالتَّنُورُ فَارَا(٣١)
صَعُبَ الْغَيْضُ مَنَالًا وَفَشَا
مُسْتَبِيحُ الْـمَاءِ وَاسْتَأْبَى انْحِسَارَا(٣٢)
فَسَكَنْتُ الْبَحْرَ وَالْـمَاءُ طَمَى
وَتَخِذْتُ الْعُزْلَةَ الْحُلْوَى دِيَارَا(٣٣)
وَعَشِقْتُ الْعُمْقَ إِنَّي عَاشِقٌ
قَلْبُهُ قَدْ ذَابَ بِالْعِشْقِ انْصِهَارَا
عُزْلَتِي أُنْثَى مُحَيَّاهَا النَّدَى
تَنْثُرُ الْوَرْدَ وَتُفْشِي جُلَّنَارَا
شَرِبَتْ مِنْ خَجَلٍ طَلْعَتُهَا
وَاكتَسَى الْخَدَّانِ شَوْقًا وَاحْمِرَارَا
جَفْنُهَا النَّاعِسُ بَدْرٌ في السَّمَا
بَثَّ هُدْبًا ذَهَبِيًّا وَغُفَارَا(٣٤)
كَيْفَ تَدْبِيرِي إِذَا الْقَلْبُ رَأَى
بَدْرَ تَمٍّ في لَيَالِيهِ أَنَارَا؟(٣٥)
كَوَلِيٍّ لِلْمُرِيدِينَ وَقَدْ
زَارَهُ الْإِغْوَاءُ حِجًّا وَاعْتِمَارَا(٣٦)
وَجَوَارٍ ثَئِدَاتُ الْخَصْرِ يَنْــ
ــــثُرْنَ في عَالَـمِهِ الْبِكْرِ جِمَارَا(٣٧)
فَدَنَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ قَدْ
بَخْتَرَتْ فَانْهَمَرَ الْغُنْجُ انْهِمَارَا(٣٨)
حُسْنَهَا فَخْمٌ وَأَقْوَى إِنْ تَوَ
رَى مُحَيَّاهَا احْتِجَابًا وَاعْتِجَارَا(٣٩)
كَوْنُهُ الدَّاجِي رَأَى في وَجْهِهَا
قَمَرًا في الَّليْلِ وُضَّاءً مُنَارَا
عِطْرُهَا أَلْقَى عَلَى حِرْمَانِهِ
شَرَكَ الْإِغْوَاءِ نَضْوًا وَائْتِزَارَا(٤٠)
كَشَفَتْ عَنْ عِطْرِهَا والْـمُشْتَهِي
قَبَّلَ الأَجْوَاءَ وَائْتَمَّ الْعِجَارَا(٤١)
قَلْبُهُ بَثَّ سَنًا، لَـمَّا احْتَفَى
(بِالشَّمَارِيخِ)، وَأَمْطَارًا غِزَارَا(٤٢)
قَلْبُهُ، أَيْمَا لِجَمْرِ الصَّبْرِ أَيْــ
ـــمَا إِلَى مُوقَدَةٍ، جُرَّ انْجِرَارَا(٤٣)
وَمَشَتْ هَوْنًا عَلَى مَنْعَتِهِ
كَالِّذِي سَارَ عَلَى طُرٍّ، وَقَارَا(٤٤)
فَرَأَى في بَحْرِهِ (بُلْطِيَّةً)
عُودُهَا الْـمَلْفُوفُ قَدْ حَلَّ الْإِزَارَا(٤٥)
وَرَأَى لَـمَّا تَسَنَّتْ قُبْلَةٌ
فَنَّ إِتْقَانٍ وَعِلْمًا وَاقْتِدَارًا(٤٦)
فَتَنَشَّى مِنْ حَسِيسِ النَّارِ قَدْ
شَمَّ مِنْ أَنْفَاسِهَا الشَّمْسَ فَهَارَا(٤٧)
تُحْسَبُ الْقُبْلَةُ حَصْرًا إِنْ رَمَتْ
زَفَرَاتٍ مَا لَهَا أَهْلٌ حِرَارَا(٤٨)
وَهَمَى الزَّاهِدُ مَجْذُوبًا بِهَا
خَرَّ في دُوَّامِ جَذْبٍ مُسْتَثَارَا(٤٩)
كَيْفَ يَنْجُو عَاشِقٌ قَدْ هَمَّ يُطْـ
ــــفِئُ بِالْقُبْلَاتِ نَيرَانًا فَثَارَا؟
قَالَ: ((يَالَ الصُفَّةِ) اسْتَسْلَمْتُ لِلْــ
ــحُورِ في (بَابِلَ) وَالتَّفْتِينُ ضَارَا(٥٠)
وَفُؤَادِي ابْتَاعَ مِنْ مَعْرُوضِ مَنْ
عَرَضَ الْفِتْنَةَ في السُّوقِ وَشَارَا(٥١)
لَمْ أُخَادِنْ قَطُّ حِضْنًا مِثْلَهَا
وَمُحَالٌ أَلْتَقِى لِعَيْنَيِهَا غِرَارَا(٥٢)
كُنْتُ مِنْكُمْ، فَسَرَتْ وَانْدَسَّ في
(صَاحِبِ الْخُطْوَةِ) عشقٌ لَا يُدَارَى(٥٣)
وَارْتَمَى الدَّرْوِيشُ في حُورٍ وَبُو
رٍ شَرِيدًا مَا جَنَى إِلَّا افْتِقَارَا(٥٤)
ضَلَّ سَعْيُ الْقَلْبِ بِالتَّهْيَامِ وَارْ
تَكَبَ الزَّاهِدُ عَارًا وَشَنارَا(٥٥)
قَدْرَ جَهْدِي كُنْتُ أُقْصِي غَزْوَهَا
بَيْدَ أَنِّي أَحْمِلُ السَّيْفَ الْفُطَارَا(٥٦)
مَنْ يُطِعْ في أَرْذَلِ الْعُمْرِ الْهَوَى
يَجْنِ خِزْيًا وَهَوَانًا وَصَغَارَا(٥٧)
اِشْفَعُوا يَا ذَاكِرِي الرَّحْمَنِ لِي
عَلَّنِي أَقْبِصُ عَفْوًا واغْتِفَارَا)(٥٨)
قَدْ هَوَى لِلدَّرَكِ الْأَسْفَلِ مِنْ
نَارِهَا وَالْتَذَّ في النَّارِ احْتِرَارَا
وَطَفَا في الْحُلْمِ مِنْ تَنْهِيدَةٍ
كَحَرِيرٍ هِنْدِبَائِيٍّ فَطَارَا(٥٩)
وَاسْتَبَاهُ الْسِّحْرُ في خَلْوَتِهِ
وَغَوَاهُ الْعِشْقُ وَاسْتَغْوَى دِهَارَا(٦٠)
كَيْفَمَا أُغْوِيَ (قَيْسٌ) أَوْ كَمَا
دَوَّخَتْ أُنْثَى بِعَيْنَيْهَا (نِزَارَا)(٦١)
كُنْتُ كَالضِّلِّيلِ إِذْ قَالَ: (قِفَا)
وَتَفَشَّى التِّيهُ حَوْلِي وَاسْتَطَارَا(٦٢)
وَبشِعْرِي تِيهُ تَيْهُورِ الْهَوَى
وَصَدِيقِي الظِّلُّ؛ أَمْشِي حَيْثُ سَارَا(٦٣)
إِنَّنِي الْعَاشِقُ إِنْ جَاءَ الْوُشَا
ةُ بِإِفْكٍ كُنْتُ أَزْدَادُ انْبِهَارَا(٦٤)
ذَا الطَّبِيعِيُّ إِذَا غَانِيَةٌ
خَدَّرَتْ قَلْبًا وَأَسْقَتْهُ الْعُقَارَا(٦٥)
خَمْرُ تَبْرِيرِي أَمَالَتْ وَاقِعِي
ذُقْتُ، حَتَّى أَدْمَنَ الْعَقْلُ الخُمَارَا(٦٦)
كَمْ فَتَاةٍ حَلَّقَتْ مِثْلَ الْفَرَ
شَاتِ فَاجْتَاحَتْ مِنَ الْقَلْبِ الشِّغَارَا!(٦٧)
خَاتَلَتْ بِالسِّحْرِ حَتَّى اسْتَوْطَنَتْ
وَفَتِيتُ الْقَلْبِ يَنْفَتُّ انْفِطَارَا(٦٨)
لَمْ يُشَاغِلْهَا غَرَامٌ بَيْنَمَا
في رِضَا الْبَسْمَاتِ كُلٌّ يَتَبَارَى(٦٩)
كَمْ لَهَا الْـعْشْقُ بِعُشَّاقٍ كَبَدْ
رٍ لَهَا بِالْبَحْرِ مَدًا وَانْجِزَارَا!(٧٠)
إِنَّنِي الدَّرْوِيشُ أَدْعُو مَنْ رَأَى
شَيْخِيَ الْعَارِفُ بِاللَّهِ اجْتِهَارَا(٧١)
وَتَمَنَّى الْقَلْبُ أَنْ يُصْبِحَ في
رَحْمَةِ الْـمَعْشُوقِ طَوَّافًا مُجَارَا(٧٢)
رَغْمَ لَمْ أَعْهَدْ غَرَامًا قَدْ سَرَى
في الْـمُحِبِّينَ اقْتِسَارًا أَوْ ظِئَارَا(٧٣)
لَا تَلُومُوا عَاشِقًا يَحْصِدُ مِنْ
شَبَكِ الْعِشْقِ، إِذَا صَادَ، احْتِيَارَا(٧٤)
تَأْكُلُ الدَّهْشَةُ مِنْ أَعْمَارِنَا
يَغْتَذِي قَشُّ حَنَايَانَا شَرَارَا(٧٥)
لَا يُلَامُ الصَّبُ في حِيرَتِهِ
إِنَّنَا؛ الْعُشَّاقَ، في الدُّنْيَا حَيَارَى(٧٦)
لَا يُعِيبُ الْفَارِسَ الْـمِغْوَارَ أَنْ
يَتَلَقَّى كَبَوَاتٍ أَوْ عِثَارَا(٧٧)
كُلُّ عِشِّيقٍ شَهَا تَرْقِيَةً
لَهْوَجَ الْعِشْقَ ابْتِنَاءً وَاجْتِدَارَا(٧٨)
دُوْنَمَا أَيِّ أَسَاسٍ قَدْ بَنَى
في هَشَاشِ الْقَلْبِ وَاغْتَالَ الْعَقَارَا(٧٩)
قُالَ: (بِسْمِ اللهِ سِرْ يَا عِشْقَنَا)
وَالْهَوَى قَدْ أَسْلَمَ الرُّوحَ اخْتِضَارَا(٨٠)
مِثْلَ فِيلْمِ (ابْنِ حَمِيدُو) أَنْزَلُوا
مَرْكَبًا، إِنْ أَطْرَقَ الْبَحْرُ، فَخَارَا(٨١)
وَلَعَمْرِي؛ الْعِشْقُ وَهْمٌ رَائِجٌ
قَدْ رَعَيْنَاهُ بِتَضْخِيمٍ صِغَارَا(٨٢)
المعاني
(٢) نوستالجيا: أبابة: الحنين للماضي.
(٣) دثار: الغطاء أو نوع من الثياب.
(٤) مسجد ضرار: قِبْلَة اتّخِذَت على نيّة فاسدة.
(٥) مستذئب: إنسان متحوّل لذئب عند اكتمال القمر.
(٦) انتسار: انفكاك وفساد.
(٧) قندهار: مدينة أفغانية لها رمزية في الانغلاق والتشدّد.
(٨) نُضَار: صافٍ حسن جميل.
(٩) غِفار: مِيسَم يكون على البَشَرة.
(١٠) عدو الشمس: مريض المهق.
(١١) مِكَرّ: كثير الكرّ في القتال؛ وهنا إشارة لسراقة بن مالك.
(١٢) تكرّي: نوم، آوي المغار: أتّخذ المغارات مأوًى وملجأ.
(١٣) القصارى: قصارى جهدكم.
(١٤) جفارا: تشي جيفارا: ثوري كوبي.
(١٥) زنجبار: زنزبار: جزيرة.
(١٦) عبيد الله: عبيد الله بن زياد والي خراسان؛ أوّل من اجتاز النهر من المسلمين إلى جبال بخارى.
(١٧) مِهَار: مفردها مُهر: أول ما يُنتج من الخيل.
(١٨) نِجَار: أصل.
(١٩) قرار البئر: قاعه ومستقر الماء فيه.
(٢٠) ضرب البطيخ: لطمها بكفّه ليختبر نضجها، ابتيار: اختبار.
(٢١) السِرار: خطّ بطن الكفّ.
(٢٢) أحداج: مركب للنساء كالهودج.
(٢٣) داخلة: سر النفس، المدارى: مفردها: مِدرى: أداة تُصنَع من حديد أو خشب على شكل سنّ من أسنان المشط وأطول منه يُسرّح به الشّعر.
(٢٤) بدار: إعجال؛ (وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا).
(٢٥) الكرار: بيت المؤونة؛ إشارة للمثل الشعبيّ، سلّموا القطّ مفتاح الكرار؛ ومعناه أنهم سلّموا القطّ الذي لا يشبع ويأكل ويُنكر أنه قد أكل مفتاح بيت المؤونة.
(٢٦) سَرار: أفضل شيء.
(٢٧) نثار: نثْر.
(٢٨) استحار: حار في المكان.
(٢٩) مار: ماج واضطرب.
(٣٠) اجتسار: عبور؛ كعبور موسى وقومه البحر.
(٣١) التنور: ينبوع المياه الملتهبة الكامنة في جوف الأرض.
(٣٢) الغيض: غياب الماء داخل الأرض، استأبى: رفض.
(٣٣) طمى: ارتفع وملأ الأرض.
(٣٤) غُفار: هدب وشعيرات صِغار قصار.
(٣٥) بدر تمّ: بدر التمام.
(٣٦) ولي: القطب أو الغوث أو البدل من مراتب الأولياء عند الصوفيّة، اعتمار: بغرض العُمرة.
(٣٧) ثئدات: رويّات لينات ممتلئات، جمار: مفردها جَمرة.
(٣٨) الغنج: الدلال.
(٣٩) احتجاب: ارتداء الحجاب، اعتجار: ارتداء العجار فوق الرأس.
(٤٠) نضو: دون ارتداء الإزار، ائتزار: بارتداء الإزار.
(٤١) عجار: ثوب تلفّه المرأة على استدارة رأسها.
(٤٢) الشماريخ: بعيدا عن معناها في المعاجم، المقصود بها هنا قنابل الدخان الملوّن المضيئة التي تستخدم في احتفالات الجماهير أو استغاثة السفن.
(٤٣) أيما: إيما: لغة في إمَّا، موقدة: نار موقدة.
(٤٤) طُرّ: طَرَف، طار: مشى على أطراف قدميه ليخفي مشيه.
(٤٥) بلطيّة: واحدة السمك البلطيّ، حلّ: فكّ.
(٤٦) تسنّت: أُتيحت. (٤٧) تنشّى: انتشى أو شمّ.
(٤٨) زفرات حرار: حرّى، ما لها أهل: منفلتة كأن لا أهل لها.
(٤٩) همى: مشى شريدًا دون وِجهة.
(٥٠) آل الصفّة: المساكين المتفرّغون للعبادة، ضار: أضرّ.
(٥١) شار: عرَضهُ ليُبدِيَ ما فيه من محاسن.
(٥٢) غرار: مثال.
(٥٣) صاحب الخطوة: صاحب الكرامات الذاهب لأيّ مكان بخطوة واحدة.
(٥٤) في حور وبور: في ضلال.
(٥٥) شنار: جرم مشهور.
(٥٦) سيف فطار: غير مصقول لا يقطع.
(٥٧) صَغار: ذل.
(٥٨) أقبص: أتناول بأطراف أصابعي.
(٥٩) هندبائيّ: نسبة إلى الهندباء ذات البذور على شكل ريش تطيّرها الرياح أو يُنفخ فيها بالفم فتتطاير.
(٦٠) دهارا: زمنا طويلا.
(٦١) قيس: مجنون ليلى، نزار: نزار قبّاني.
(٦٢) الضلّيل: الأمير الضلّيل الشاعر امرؤ القيس، قفا: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل.
(٦٣) تيه تيهور: التيه المتعمَّد من صاحبه.
(٦٤) الوشاة الذين يشون وينقلون الأخبار الكاذبة، الإفك: الافتراء.
(٦٥) ذا الطبيعيّ: هذا الطبيعيّ، غانية: التي استغنت بحسنها وجمالها عن الزينة، العُقار: الخمر.
(٦٦) الخُمار: السكر.
(٦٧) الشِّغار: الفراغ، ولها معان أخرى.
(٦٨) خاتلت: خدعت، فتيت: ما تفتّت منه.
(٦٩) يتبارى: يتنافس.
(٧٠) كبدر لها: كقمر يؤثر بالبحر ويُحدث به ظاهرة المدّ والجزر.
(٧١) أدعو من رأى: أدعو الذي رآه هذا الشيخ في لحظة التجلّي.
(٧٢) مُجار: مُغاث ومحميّ.
(٧٣) اقتسار: قهر، ظئار: من ظأر فلانًا على الأمر: راوده وأكرهه حيث أن ظأرت فلانة على ولد غيرها معناها: عطفت عليه.
(٧٤) صاد: اصطاد.
(٧٥) يغتذي: يتناول الشرار كغِذاء.
(٧٦) الصبّ: المشتاق، العشّاق: أقصد العشّاق.
(٧٧) كبوات: مفردها كبوة، عثار: الشرّ أو ما عُثِر به.
(٧٨) ترقية: خطوة للأمام في عشقه، لهوج: بناه على عجل وبلا إحكام، اجتدار: رفع جدار البناء.
(٧٩) العَقار: البناء.
(٨٠) أسلم الروح: مات، اختضار: الموت في مقتبل العمر.
(٨١) فيلم ابن حميدو: مشهد نورماندي تو بفيلم ابن حميدو المصري “سيري يا نورماندي بسم الله مجراكِ ومرساكِ”، أطرق البحر: سكت.
(٨٢) بتضخيم: بتضخيم الحكايات الجميلة حوله.