عدد أبيات القصيدة
مَتَى يَنْحَازُ قَلْبُكَ لِلْوِصَالِ
وَيَصْعُبُ في الْغَرامِ عَلَيْكَ حَالي
وَتَرْجِعُ طَيِّعًا، وَكَأَيِّ طِفْلٍ
تُعَشِّمُني بِقُرْبِكَ في اتِّصَالِ
فَأَشْهَقُ حِينَ تَأْخُذُني بِحُلْمٍ
وَيَرْقُصُ مِعْطَفِي، وَحَرِيرُ شَالي
وَأَرْكُضُ في الْخَيَالِ كَسِنْدِريلَّا
تَضُمُّ أَمِيرَهَا في الْكَرْﻧَﭭَﺎلِ(١)
وَتَغْمُرُني بِعَطْفِكَ، أَوْ كَلامٍ
تَذُوبُ بِهِ هُمُومٌ كَالْجِبالِ
يُحَفِّزُ في التَّفَاعلِ وَرْدَ خَدِّي
يُسَاعِدُ في الْهُيَامِ عَلى اشْتِعَالي
مَتَى تَجْتَاحُني يَا طَيْفَ عُمْري
مَتَى تَأْتي، مَتَى يَرْتَاحُ بَالي
وَتَقْطَعُ لي مِنَ الأَشْوَاقِ وَعْدًا
يُحَدِّدُ شَكْلَ حُبِّكَ مِنْ حِيَالي
وَتُبْعِدُ عِيشَتي عنْ طَقْسِ حُزْنٍ
وَيُنْقِذُني هَوَاكَ مِنَ انْعِزَالي
وَتَأْخُذُني لِحِضْنِكَ يَا حَبِيبي
وَتُرجِعُني لِأَيَّامي الْخَوَالي
وَأُولَدُ في حَيَاتي مِنْ جَدِيدٍ
وَأَفْلِتُ مِنْ مُحَاوَلَةِ اغْتِيَالي
مَتَى تَأْوِي كَطِفْلٍ في الْحَنَايَا
وَتُوقِفُ مَا بَدَأْتَ مِنَ الْقِتَالِ
وَتُعْلِنُ هُدْنَةً في أَرْضِ حُبِّي
وَتُرجِعُ زِيَّ جُنْدِكَ لِلْمَخَالي(٢)
وَتَنْسَى كِبْرِيَاءَكَ دُونَ شَرْطٍ
وُتُعْلِنُ عَنْ مُبَارَاةِ اعْتِزَالِ
أَتُوقُ إلَيْكَ؛ فَاسْكُنْ دِفْءَ كَوْني
سَمَحْتُ لِجَيْشِ سِحْرِكَ بِاحْتِلَالي
إِلَيْكَ مَدَدْتُ في الدُّنْيَا شِرَاعَي
إِلَيْكَ تَمِيلُ في الذِّكْرَى رِحَالي
غَرِقْتُ، وَهَدَّني في الْحُبِّ مَوْجٌ
وَلَا أَلْقَى ذِرَاعَكَ لِانْتِشَالي
وَأَذْبُلُ مِنْ جِراحِكَ، وَاغْتِرَابي
وَأَفْنَى مِنْ دُمُوعي، وَابْتِهَالي
أَنَا أَنْهَارُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ
وَلَا أَلْقَى سِوَى سُهْدِ الليَالي
ويَكْبُرُ في الضُّلُوعِ شُعُورَ خَوْفي
عَلَى هذا الْحَنِينِ مِنَ الزَّوَالِ
يَعِزُّ عَلَيَّ بَعْدَ الْحُبِّ بُعْدٌ
يُشَتِّتُنا إِلَى زَمَنِ ارْتِحَالِ
يَعِزُّ عَلَيَّ أَنْ تَنْسَى حَبِيبي
وَتَتْرُكَني، وَعَنْدُكَ غَيْرُ سَالِ
لِنَفْقِدَ مِنْ هُرُوبِكَ مَا لَدَيْنا
وَنَنْسَى في الْـمَحَبَّةِ كُلَّ غَالِ
سَأَلْتُ عَلَيْكَ تَفْضَحُني عُيُونِي
وَأَحْوَجَني الرَّحِيلُ عَلَى السُّؤَالِ
وَبَانَ عَلَيَّ إحْساسُ التَّأَسِّي
وَبُعْدُكَ لَوْ تَعِي فَوْقَ احْتِمَالي
تَمُوتُ صَديقَتي قَلَقًا لِأَجْلي
وَيَنْشَغِلُ الْأَحِبَّةُ بِانْشِغَالي
مَتَى أَرْتَاحُ مِنْ حُزْنِي، وَهَمِّي
وَيَرْحَمُني إِلَٰهِي ذُو الْجَلَالِ
أَعُوذُ بِخَالِقِي مِنْ كُلِّ عِشْقٍ
وَمَا في القَلْبِ مِنْ مَرَضٍ عُضَالِ
أَلَا هَدَّأْتَ يَا مَنْ ضِعْتَ مِنِّـي
لِأَجْلِ الْحُبِّ مِنْ رَوْعِ انْفِعَالي
وَتُسْدِي الْآنَ مَعْرُوفًا لِقَلْبي
وَتَرْمِيني بِحِضْنِكَ في الظِّلَالِ
ويَزْرَعُني كَلامُكَ في الْـمَراعي
وَأَسْكَرُ مِنْ رَحِيقِ الْبُرْتُقَالِ
وَأَحْلُمُ في الْجِوَارِ بَأَيِّ حَقْلٍ
وَأَغْفُو في السُّهُولِ، وَفي التِّلَالِ
أَنَامُ عَلَى ذِرَاعِكَ في سَلامٍ
وَنَجْمَتُنَا أَرَاهَا في الْأَعَالي
وَأَسْبَحُ في الْفَضَاءِ كَسِرْبِ طَيْرٍ
وَأَفْعَلُ يَا حَبِيبي مَا بَدَا لي
مَتَى تعْلُو نُجُومُكَ في سَمَائِي
وَيَنْمُو الْبَدْرُ مِن حِضْنِ الْهِلَالِ
وَنَسْكُنُ في مَجَرَّاتِ التَّلَاقي
وَتَبْتَهِجُ الْكَوَاكِبُ في احْتِفَالِ
وَتَجْلِسُ في الْحَشَائِشِ بَينَ حِضْني
وَنَطْرُدُ بُؤْسَ مَاضِينَا الْـمُقَالِ
أَحِنُّ لِوَقْتِ نُزْهَتِنَا حَبِيبِي
أَحِنُّ لِوَضْعِ خُبْزي في السِّلَالِ
فَتَأْكُلُ مِنْ يَدَيَّ بِأَلْفِ حُبٍّ
لَكَمْ أَهْفُو إِلَى لَعِبِ الْعِيَالِ
فَنَجْري في الْحَدَائِقِ خَلْفَ بَعْضٍ
وَنَهْرُبُ في الـْمَزارِعِ كَالْغَزَالِ
وَنَضْحَكُ في الْفَضَاءِ، وَتَعْتَرينَا
مِنَ الضَّحِكَاتِ نَوْبَاتُ السُّعَالِ
فَأَنْتَ إذا بَعُدْتَ، وتُهْتَ مِنِّـي
بِهَذا الْحُبِّ أَشْعُرُ بِاخْتِلَالِ
وغُرْبَتُنا تَقُودُ إِلَى اخْتِلَافٍ
وَخَلْقٍ لِلْمَشَاكِلِ، وَافْتِعَالِ
وَقُرْبُكَ قَدْ يُخَفِّفُ مَا نُعَانِي
وَمَا يَبْدُو عَلَيْنا مِنْ هُزَالِ
إِذَا آذَتْكَ رُوحِي؛ فَاعْفُ عَنِّي
فِإنَّ الصَّفْحَ مِنْ شِيَمِ الرِّجَالِ
أُحَاوِلُ أَنْ يَكُونَ الْحُبُّ حَيًّا
وَأَقْرَبَ مَا يَكُونُ مِنَ الْكَمالِ
عَلَى هَذَا الْأَسَاسِ، أَخَافُ جِدًّا
مِنَ الدُّنْيا، وَيُرعِبُني مَآلي(٣)
أَنَا أَشْكُو إلَيْكَ شُعورَ ضِيقِي
وَبُؤْسِي في غَرَامِكَ، وَاعْتِلَالي
غِيَابُكَ سَيِّدي في الْحُبِّ صَعْبٌ
وَتَزْدَادُ الْجِرَاحُ بِلَا انْدِمَالِ
يُفَجِّرُ دَمْعَتي شَلَّالُ حُزْنٍ
وَتَرْتَجِفُ الْخُدُودُ مِنّ ابْتِلَالِ
المعاني
(٢) المخالي: مفردها مخلى، ومخلاة: كيس من القماش توضع فيه مهمّات ومستلزمات الجنود.
(٣) مآلي: نهايتي.