عدد أبيات القصيدة
لِـمَاذَا فَرِحْتِ بِدَعْوَى اتِّهَامِي
وَأَصْدَرْتِ حُكْمكِ دُونَ دِفَاعِي
وَأَحْرَقْتِ..
أَحْرَقْتِ كُلَّ الْكَلَامِ
وَكَيْفَ نَسَجْتِ جَمِيعَ الْأَكَاذِيبِ
حَوْلِي،
وَمِنْ أَيْنَ جِئْتِ بِتِلْكَ الشَّهِيَّةِ
لِلنَّيْلِ مِنِّي
بِكُلِّ انتقامِ
تَجَرَّأْتِ أَنْتِ..
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ،
وَصِرْتِ مَعَ الْوَقْتِ،
مُنْذُ اخْتَلَفْنَا
مُجَرَّدَ تِمْثَالِ ثَلْجٍ،
وَلَوْحِ رُخامِ
تَسَرَّعْتِ في الْحُكْمِ
هَذَا الْـمَسَاءَ، وَأَعْلَنْتِ حَرْبًا
وبيني، وبينَكِ
عَهْدٌ قَدِيمٌ عَلَى حُبِّنَا،
وَاتِّفَاقُ سَلَامِ
وَصَوْتُ الْإِدَانَةِ فَوْقَ لِسَانِكِ
مِثْلُ الْخَفَافِيشِ تَكْبُرُ..
تكبرُ.. تَحْتَ الظَّلَامِ
لِـمَاذَا فَتَحْتِ عَلَيَّ السِّلَاحَ،
وَطَاشَ عِيَارُكِ
نَحْوَ عِظَامِي
لِـمَاذَا غَرَزْتِ السُّيُوفَ بِظَهْرِي
لِـمَاذَا ضَرَبْتِ بِكُلِّ دَهَائِكِ
تَحْتَ الْحِزَامِ
لِـمَاذَا سَرَقْتِ الصَّهِيلَ،
وَسَرْجَ الْحِصَانِ..
لِـمَاذَا سَرَقْتِ ابْتِسَامِي
لِـمَاذَا رَفَعْتِ الْحِرَاسَةَ عَنِّي..
لِـمَاذَا فَكَكْتِ لِجَامِي
لِـمَاذَا قَتَلْتِ هَدِيلَ الْحَمَامِ
لِـمَاذَا تَغَيَّرْتِ كُلَّ التَّغَيُّرِ
بَعْدَ اخْتياري لِدَرْبِ الْهُيَامِ
لِـمَاذَا أُقَدِّمُ كَشْفَ حِسَابٍ
عَلَى كُلِّ يَوْمٍ
زَرَعْتُ بِهِ مِنْ بُذُورِ الْغَرَامِ
لِـمَاذَا تُصِرِّينَ أَنْ تَذْبَحِينِي
بِشَتَّى الْأَسَالِيبِ
مِثْلَ الْتِقَاءِ الرِّمَالِ..
بِرَأْسِ النَّعَامِ
* * *
خُذِي الْبَابَ خَلْفَكِ
عِنْدَ الذِّهَابِ، وَلَا تُسْمِعِينِي
بَقَايَا اعْتِذَارِكِ يَا رَاحِلَةْ
فَمَا عُدْتُ أَقْدِرُ
أَنْ أَتَحَمَّلَ أَيَّ سُكُوتٍ
عَلَى الْـمَهْزَلَةْ
تَنَكَّرْتِ لِي..
بَعْدَ عَطْفِي عَلَيْكِ،
وَكَانَ انْقِلَابُكِ ضِدِّي مُحَاوَلَةً
فَاشِلَةْ
خُذِي الْبَابَ خَلْفَكِ..
إِنِّي قَلَبْتُ عَلَى ذِكْرَيَاتِي
جَمِيعَ الْـمَوَائِدِ، وَالطَّاوِلَةْ
فَأَنْتِ احْتَرَقْتِ،
وَأَصْبَحَ دَوْرُكِ
مثلَ الْحِصَانِ الْعَجُوزِ
عَلَى سِكَّتِي..
هَامِشِيًّا، وَلَا تَصْلُحِينَ..
لِشَتَّى الْـمَخَاطِرِ بِالْـمَرْحَلَةْ
أَنَا مَنْ زَرَعْتُكِ خَلْفَ عُيُونِي..
وَرَشْرَشْتُ دِفْءَ تَضَارِيسِ
ظَهْرِكِ بِالْيَاسَمِينِ
وَعَطَّرْتُ شَعْرَكِ
هَذَا الْـمَسَاءَ بِمَاءِ حَنِينِي
وَقَزْقَزْتُ بُنْدُقَ خَدَّيْكِ
مِثْلَ الصِّغَارِ بِكُلِّ جُنُونِ
وَرَبَّيْتُ كَفَّيْكِ حَوْلَ الْبَسَاتِينِ
مِثْلَ الْبَرَاعِمِ، وَالسُّنْبُلَةْ
أَنَا مَنْ قَطَعْتُ طَرِيقَ الضَّيَاعِ
عَلَيْكِ
أَنَا مَنْ نَهَبْتُ ظَلَامَ حَيَاتِكِ،
وَالْقَافِلَةْ
خُذِي الْبَابَ خَلْفَكِ
إِنِّي صَرَفْتُ انْتِبَاهِيَ عَنْكِ،
وَبِعْتُ الْقَضِيَّةَ، وَالْـمَسْأَلَةْ