عدد أبيات القصيدة
تَتَسَحَّبِينَ مِنَ الْأَرِيكَةِ بَعْدَمَا..
رَتَّبْتُ حَاجَاتِي..
وَأُوشِكُ أَنْ أُسَافِرْ
وَتُسَافِرِينَ عَلَى الْغُيُومِ لِحُجْرَتِي،
تتسحَّبينْ
وَأَرَاكِ حَافِيَةً..
عَلَى ضَوْءِ الشُّمُوعْ
تَتَسَلَّلِينْ
وَتُخَبِّئِينَ وَرَاءَ قُضْبَانِ
الضُّلُوعْ
نَهْرًا تُعَانِقُهُ الدُّمُوعْ
وَأَنَا مُسَافِرْ
وَتُفَتِّشِينَ وَرَاءَ أَيَّامِي،
وَأَقْلَامِي،
وَمَا خَبَّأْتُ مِنْ خُصْلَاتِ شَعْرٍ،
أَوْ ضَفَائِرْ
وَتُفَتِّشِينَ عَنِ الْـمُغَامَرَةِ
الْجَدِيدَةِ في حِكَايَاتِي،
وَعُمْرِ الْوَرْدِ مَا بَيْنَ الدَّفَاتِرْ
لَوْ تَعْلَمِينَ حِكَايَتِي..
وَخُيُوطَ مَأْسَاتِي
عَلَى جِسْرِ الْـمَشَاعِرْ!
لَوْ تَعْلَمِينَ لِلَحْظَةٍ
أَنِّي نَعَسْتُ عَلَى يَدَيْكِ،
وَكَلَّمَتْنِي عَنْ أَنَامِلِكِ الْجَوَاهِرْ
لَوْ تَعْلَمِينَ لِلَحْظَةٍ..
وَأَنَا مُسَافِرْ!
* * *
سَفَرِي بَعِيدٌ،
وَالدُّرُوبُ خَطِيرَةٌ،
وَدَمِي تَفَرَّقَ دَائِمًا
بَيْنَ الْقَبَائِلْ
فَتَأَكَّدِي أَنِّى أُحِبُّكِ
دَائِمًا
كَالْقُبْلَةِ الْأُولَى، وَلَوْنِ الْوَرْدِ..
مَا بَيْنَ الْـمَشَاتِلْ
وَتَعَوَّدِي أَنْ تَفْهَمِينِي
كُلَّ يَوْمٍ سَاعَةً،
وَتَصَنَّعِي رُوحَ الْـمُقَاتِلْ
لِتُحَاوِلِي أَنْ تُنْقِذِي كَفَيَّ
مِنْ تَلِّ الْـمَشَاكِلْ
هَلْ تَعْلَمِينَ بِأَنَّ أَكْبَرَ عَيْبِنَا
أَلَّا نُحَاوِلْ!
* * *
لِتُحَاوِلِي أَنْ تَطْلُبِي
شَيْئًا مُثِيرًا.. خَاتَمًا،
وَزُجَاجَتَيْنِ مِنَ الْعُطُورِ..
حَقِيبَةَ (الْـمِكْيَاچْ)..
(إِيشَارْبَ) الْحَرِيرِ..
وَأَيَّ شَيْءٍ مُبْهِجٍ
حَتَّى يُذَكِّرَنِي بِعَيْنِكِ دَائِمًا
عِنْدَ التَّسَوَّقِ في الْـمَتَاجِرْ(١)
لِتُحَاوِلِي أَنْ تَسْأَلِي عَنِّي
كِتَابَاتِي.. وَأَوْرَاقِي..
وَمَنْفَضَةَ السَّجَائِرْ(٢)
وَتَتَبَّعِينِي في الدُّرُوبِ
بِكُلِّ دَرْوِيشٍ.. وَمَجْنُونٍ..
وَمَجْذُوبٍ.. وَسَاحِرْ
وَتَحَمَّلِي كُلَّ الْـمَخَاطِرْ
وَتَسَرَّبِي..
مَا بَيْنَ إِحْسَاسِي،
وَإِحْسَاسِ الْـمُغَامِرْ
لَوْ تَعْلَمِينَ لِلَحْظَةٍ
أَنِّي وَجَدْتُ تَنَقُّلَاتِي كُلَّهَا
تَحْتَارُ مَا بَيْنَ الْفَنَادِقِ،
وَالْـمَكَاتِبِ، وَالْعَنَابِرْ!
لَوْ تَعْلَمِينَ لِلَحْظَةٍ..
لَوْ تَعْلَمِينْ
لِسَئِمْتِ إِحْرَاقَ الْـمَشَاعِرْ!
المعاني:
(٢) منفضة السجائر: طفّاية، وعاء يُنفض فيه ما يحترق من اللّفائف (السَّجائر) وتُلقى فيه الأعقاب.