قصيدة هرمون الذكورة

Home » منتدى القصائد » قصيدة هرمون الذكورة

عدد أبيات القصيدة

١٠٠

فُضَّهَا سَيِّدِي مِنَ الْحُبِّ سِيرَةْ

وَابْتَعِدْ عَنْ.. أَذَى الْقُلُوبِ الْكَسِيرَةْ

 

تَفْرُشُ الْأَرْضَ لِي خَيَالًا، وَوَهْمًا

كَيْفَ تَلْهُو  بِعَقْلِ بِنْتٍ صَغِيرَةْ؟

 

أيُّ عِشْقٍ، لَدَيَّ، بِئْرُ خَطَايَا

وَخِدَاعُ الْـمُرَاهِقَاتِ.. كَبِيرَةْ

 

فِي طَرِيقِ الْغَرَامِ أَعْرِفُ نَفْسِي..

فَأَنَا.. لَمْ، وَلَنْ أَكُونَ أَمِيرَةْ

 

لَا احْتِفَالٌ، وَلَنْ تُحُبَّ أَمِيرًا

(سِنْدِرِيلَّا) الْـمُسَلسَلَاتِ الشَّهِيرَةْ

 

فَتَوَقَّفْ.. عَنِ اقْتِحَامِ قِلَاعِي،

وَاقْتِيَادِي إِلَى الْهَوَى كَأَسِيرَةْ

 

هَلْ مِنَ الْعَدْلِ أَنْ أُقَاوِمَ وَحْدِي

عِشْقَ عَيْنَيْكَ دُونَ أَيِّ ذَخِيرَةْ؟

 

كَيْفَ تَنْجُو حَسْنَاءُ ذَاتُ جَمَالٍ

بِاحْتِشَادٍ منَ الْجُيُوشِ الْـمُغِيرَةْ؟

 

مَن بِوَضْعِي.. وَمَنْ بِنَفْسِ مَكَانِي..

لُعْبَةُ الْحُبِّ في يَدَيْهَا خَطِيرَةْ

 

انْتَهَى الدِّفْءُ في عُيُونِ فَتَاةٍ

تَلْتَقِي الْعِشْقَ بِارْتِبَاكٍ، وَحِيرَةْ

 

دَأَبَ الْعِشْقُ مَضْغَ عُمْرِي، وَقَلْبِي

وَالْتِهَامِي نَسِيرَةً فَنَسِيرَةْ

 

إِنَّنِي قَدْ نَذَرْتُ نَفْسِي لِنَفْسِي

هَلْ مُبَاحٌ لَدَيْكَ عِشْقُ نَذِيرَةْ؟(١)

 

فِي انْعِزَالِي سُمُوُّ رُوحِي، فَأَنَّى

أَتَخَلَّى عَنْ مُنْجَزَاتٍ كَثِيرَةْ؟(٢)

 

في اعْتِزَالِي إِدْرَاكُ (يُوجَا)، وَنُورٌ

وَالْقُوَى الْعُلْيَا فِي نَقَاءِ سَرِيرَةْ

 

في اخْتِلَائِي قِنْطَارُ شَهْدٍ، وَحَلْوَى

وَفَتَافِيتُ سُكَّرٍ بِالْفَطِيرَةْ

 

لَا تُطَارِدْ غَرِيقَةً تَحْتَ مَوْجٍ

أَمْسَكَتْ قَشَّةَ الْبَقَاءِ الْأَخِيرَةْ

 

لَا تُلَاحِقْ تَجْدِيفَ قَلْبِي بِبَحْرٍ

بَيْنَمَا فُرْصَةُ النَّجَاةِ كَبِيرَةْ

 

كَيْفَ تَأْتِي كَقَاطِعٍ لِطَرِيقٍ

يَسْتَبِي جَاهَ مَوْكِبِي، وَالْـمَسِيرَةْ؟

 

انْسَحِبْ.. دَعْكَ مِنْ عِنَادِكَ يَا مَنْ

تُبْصِرُ الْحُبَّ بِالْعُيُونِ الضَّرِيرَةْ

 

أَيُّ شَيْءٍ، تَرَاهُ عَيْنَاكَ، زَيْفٌ

مَحْضُ وَهْمٍ.. فَهَلْ لَدَيْكَ بَصِيرَةْ؟

 

أَيُّهَا الْـمُورِدِي غَرَامًا، وَعِشْقًا

ابْتَعِدْ عَنْ حَيَاةِ ذُعْرٍ مَرِيرَةْ

 

مَنْ أَنَا؟! هَلْ عَرَفْتَ سِرِّي، وَطَبْعِي؟!

قَدْ تَعَشَّقْتَ في خَيَالِكَ صُورَةْ

 

دَعْكَ مِنْ خُدْعَةِ الْـمَظَاهِرِ، وَازْهَدْ

في فَتَاةٍ تَشَبَّثَتْ بِضَفِيرَةْ

 

مُنْذُ أَنْ كُنْتُ طِفْلَةً لَا تُبَالِي

خَوَّفَتْنِي أَمْطَارُ صُبْحٍ غَزِيرَةْ

 

وَأَبِي قَالَ: (يَا فَتَاتِي اسْتَعِدِّي

بِالْـمِظَلَّاتِ لِلسَّمَاءِ الْـمَطِيرَةْ)

 

كَمَلَاكٍ أَرَادَ تَغْيِيرَ قَلْبِي

وَاهِبًا لي مُحَاوَلَاتِ الْـمَشُورَةْ

 

وَأَبِي مَا اسْتَحْضَرْتُهُ كَانَ طِفْلًا

رَغْمَ تَقْوَى خُطُوطِ وَجْهٍ وَقُورَةْ

 

سَرَقَ الزَّحْلَقَاتِ في الطِّينِ مِنِّي

حَازَ منِّي لَحْظَاتِ لَهْوٍ وَفِيرَةْ

 

كَانَ ذَا بَعْدَمَا نَفَى الْأَرْضَ عَنِّي

لِلرَّصِيفِ الْأَقَلِّ مْنْهَا وُعُورَةْ

 

وَلَهُ، أَجْلَ ذَاكَ، لَوَّنَ خَطِّي

قَهْقَهَاتٍ عَلَى جَلِيدِ الْجَبِيرَةْ

 

مُنْذُ أَنْ كُنْتُ طِفْلَةً كُنْتُ أَخْشَى

فِي صَبَاحِي الْـمُغَامَرَاتِ الْـمُثِيرَةْ

 

كَانَ مِنْ ذَاكَ، وَالْـمَدَارِسُ تَصْحُو

وَأَبِي يَعْتَنِي بِأَمْرِ السَّفِيرَةْ

 

خَصَّ خَوْفِي بِقَوْلِ أَوَّلِ يَوْمٍ

“يَا فَتَاتِي سَنَلْتَقِي بِالْـمُدِيرَةْ

 

اسْتَمِرِّي كَبِنْتِ بَابَا لِأَجْلِي

لَسْتِ فِي الْفَصْلِ بالْبُكَاءِ جَدِيرَةْ

 

وَارْفَعِي رَأْسَ نَغْمَةٍ في نَشِيدٍ

سَوْفَ تَبْدُو بِهَا بِلَادِي فَخُورَةْ”

 

أَدْفَأَ الزِّيَّ لِي بِمِكْوَاةِ شَمْسٍ

وَأَعَدَّ الصَّبَاحَ لِي فِي شَطِيرَةْ

 

ثُمَّ زَيَّا حَقِيبَةً لِي بِحَلْوَى

وَاصْطَفَى لِي مَصْرُوفَ جَيْبِ وَزِيرَةْ

 

بَعْدَمَا ذَاكَ وَأْوَأَتْ بِنْتُ بَابَا

وَهْيَ فَزْعَى بِوَحْدَةٍ مُسْتَجِيرَةْ

 

قَالَ بَابَا: (أَذَاكَ رَدُّ جَمِيلٍ

بِبُكَاءِ النَّشِيدِ صُبْحَ الظَّهِيرَةْ؟!

 

أَنْتِ أَحْرَجْتِ بَلْدَتِي يَا فَتَاتِي

سَتُبَكِّينَ مَوْطِنِي فِي الْهَجِيرَةْ!

 

  قُوَّةُ الْأَقْوِيَاءِ عِنْدَ بُكَاءٍ

تَخْتَفِي، أَيْنَ بِنْتُ بَابَا الْجَسُورَةْ؟

 

يَا مَلَاكِي مَصِيرُنَا نَتَلَاقَى

تِلْكَ دُنْيَا صَغِيرَةٌ يَا أَثِيرَةْ

 

لَفْلَفَاتٌ، وَكُلُّ صُبْحٍ بَعيْدٍ

سَوْفَ يَأْتِي.. فَأَرْضُنَا مُسْتَدِيرَةْ)

 

وَتَوَلَّى أَوْلَادُ فَصْلِي بُكَائِي

أَشْتَكِي مِنْ مُضَايَقَاتٍ حَقِيرَةْ 

 

بَيْنَ لَيْلٍ، وَكَانَ يَصْنَعُ (كِيكًا)

وَالِدِي، مُنْصِتًا لِنَجْوَى السَّمِيرَةْ

 

قَالَ: (هَيَّا احْفُرِي بِتَلِّ طَحِينِي

حُفْرَةً، أتْقِنِي لِأَجْلِي الْحَفِيرَةْ(٣)

 

وَامْلَئِي القَاعَ مِنْ صَبَاحِ حَلِيبٍ

وَاسْكُبِي شَمْسَ بَيْضَةٍ في الْوَقِيرَةْ(٤)

 

خَبِّئِي الشَّمْسَ بِامْتِزَاجِ عَجِينٍ

ضَخِّمِي لَيْلَهَا بِلَيْلِ الْخَمِيرَةْ

 

إِنَّمَا الشَّمْسُ في يَدَيْكِ تَخَفَّتْ

هِيَ في قَلْبِكِ اخْتَفَتْ مُسْتَنِيرَةْ)

 

سَلَّ كَفَيَّ مِنْ بَقَايَا عَجِينٍ

وَأَضَاءَتْ يَدي بِأَيْدٍ خَبِيرَةْ

المعاني

(١) نذيرة: ما يعطيه المرء نذرًا من أبنائه أو غيرهم لدور العبادة أو غيرها.

(٢) أنّى أتخلّى: كيف أتخلّى.

(٣) حفيرة: حفرة (للبحث عن الآثار والرجم والتنقيب وغيرها).

(٤) وقيرة: الحفرة العظيمة التي تمسك الماء.

تحقق أيضا من

قصيدة الكاميرا الخفية

إنما الشعر ما وخزا