قصيدة يوم إعلان الهدنة

Home » منتدى القصائد » قصيدة يوم إعلان الهدنة

عدد أبيات القصيدة

٤٦

مَتَى أُنْهِي عِلَاقَتَنَا،

وَأَخْلُصُ في الْهَوَى

مِنْ هَذِهِ الْـمِحْنَةْ(١)

 

وَأَنْزَعُ حُبَّكِ الْـمَزْرُوعَ

في قَلْبِي..

وَأَقْتُلُ في الْهَوَى شَوْقي..

وَأُكْرِمُ حُرْمَةَ الْـمَوْتَى،

 وَأُسْرِعُ في الثَّرَى الدَّفْنَةْ(٢)

 

مَتَى يَقْسُو عَلَيْكِ الْقَلْبُ..

يَطْرُدُني.. أنا

مِنْ نِعْمَةِ الْجَنَّةْ

 

مَتَى أَرْتَاحُ سَيِّدَتِي،

وَأَقْطَعُ عَنْ صِمَامِ الْقَلْبِ

تَيَّارَ الْحَنِينِ،

وَأُطْفِئُ الْـمَكَنَةْ

 

وَأَفْصِلُ كَهْرَبَاءَ الْقَلْبِ..

أَعْزِلُ حُبَّنَا،

وَأُفَرِّغُ الشِّحْنَةْ

 

أُفَرِّغُ نَحْوَ هَذَا الْحُبِّ

مِنْ طَلَقَاتِ رَحْمَتِنَا..

عَلَيْهِ أُفَرِّغُ الْخَزْنَةْ

 

مَتَى أُنْهِي حُرُوبَ الشَّوْقِ..

أَرْفَعُ رَايَتِي الْبَيْضَاءَ..

أَطْلُبُ في الْهَوَى هُدْنَةْ

 

مَتَى تَرْتَاحُ قُوَّاتِي،

وَأَعْتَزِلُ الْـمَعَارِكَ

أَتَّقِي شَرَّ الْهَوَى يَوْمًا..

أَعُودُ لِعِيشَتِي الْخَشِنَةْ

 

وَأُخْرِجُ مِنْ فُؤَادِي

خِنْجَرَ الطَّعْنَةْ

 

وَجَيْشِي في الْغَرَامِ

يَعُودُ مُنْتَصِرًا..

لِنَفْسِ السِّجْنِ، وَالثُّكْنَةْ(٣)

 

وَأَسْطُو في هَوَاكِ

عَلَى مَخَابِئِنَا..

أَهِدُّ مَلَاجِئَ التَّكْدِيسِ،

وَالْـمَخْزُونِ، وَالْـمُؤْنَةْ(٤)

 

فنحنُ حبيبتي في الْحُبِّ

أَشْبَاحٌ.. وَأَشْرَارٌ..

أَنَا فِرْعَوْنُ سَيِّدَتِي،

وَأَنْتِ رَئِيسَةُ الْكَهَنَةْ(٥)

 

نُخِيفُ بَرَاءَةَ الْأَطْفَالِ

نُفْزِعُهُمْ،

وَنُخْرِجُ مِنْ شَرَارِ عُيُونِنَا

الدُّخْنَةْ(٦)

 

نُكَشِّرُ في اصْطِبَاحِ الْيَوْمِ..

عَادَةُ حُبِّنَا:

أَنْ نَقْلِبَ السِّحْنَةْ(٧)

 

نَعِيشُ عَلَى شَفَا جُرْفٍ..

نَتُوقُ لِأَلْفِ مَعْرَكَةٍ..

نَسُنُّ سُيُوفَنَا سَنَّةْ(٨)

 

كَقُطَّاعِ الطَّرِيقِ

نَشُنُّ في سَفَهٍ

عَلَى حُلَفَائِنَا شَنَّةْ(٩)

 

وَنُثْخِنُ في مَعَارِكِ حُبِّنَا..

في عِشْقِنَا.. ثَخَنَةْ(١٠)

 

تَحِلُّ عَلَى مَدِينَتِنَا

جَمِيعُ أَوَاصِرِ اللعْنَةْ

 

مَشَاعِرُنَا..

تَلَاشَتْ في عِلَاقَتِنَا

أَصَابَ دِمَاغَنَا خَبَلٌ

أَصَابَتْ رَأْسَنَا  جِنَّةْ(١١)

 

وَقَلْبِي خُرْدَةٌ يَبْلَى،

وَيَمْلَأُ مَخْزَنَ الْكُهْنَةْ(١٢)

 

وَعِشْتُ أَنَا كَتِلْمِيذٍ

يَتُوقُ لِرَاحَةِ السُّكْنَةْ(١٣)

 

وَلَا يَحْتَاجُ قَبْلَ ذِهَابِهِ

لِلْفَصْلِ سَيِّدَتِي

سِوَى حَضْنَةْ(١٤)

 

كَتِلْمِيذٍ..

وَلَمْ يَشْغَلْهُ في الدُّنْيَا

سِوَى مِيعَادِ فُسْحَتِهِ،

يُرِيدُ الْيَوْمَ تَغْيِيرًا

عَلَى تَكْوِينِ وَجْبَتِهِ

كَتِلْمِيذٍ..

مِنَ التَّكْرَارِ

مَلَّ شَطَائِرَ الْجُبْنَةْ

 

كَتِلْمِيذٍ..

يَخَافُ صَبِيحَةَ التَّطْعِيمِ

مِنْ حُقْنَةْ

 

يَخَافُ خِلَالَ مِشْيَتِهِ

عَلَى الْحَلْوَى

يُبَاعِدُ كَنْزهُ..

عَنْ خَطِّ

سَيْرِ النَّحْلِ، وَالزَّنَّةْ(١٥)

 

وَعِشْتُ عَلَى شَفَا خَوْفٍ..

وَأَخْشَى عَرْضَكِ الْـمَجْهُولَ

هَلْ نَنْجُو بِأَنْفُسِنَا..

بِحَلِّ هُرُوبِنَا

مِنْ هَذِهِ الْـمَأْسَاةِ

في أَجْزَاءِ قِصَّتِنَا

جَزَيلَ الشُّكْرِ.. عَفْوًا

أَرْفُضُ الْـمِنَّةْ

 

لَدَيَّ الْآنَ مَا يَكْفِي

مِنَ الْـمُنَّةْ

 

جَزِيلَ الشُّكْرِ سَيِّدَتِي..

أَنَا لَا أَقْبَلُ الْحَسَنَةْ

 

وَأَخْشَى مِنْ مَصِيرِ التِّيهِ

حَينَ الْحُبُّ يُغْوِينِي..

لِأَقْبِضَ في وِعَاءِ يَدَيَّ

مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ

 -خِلَالَ يَوْمِ خَلَاصِنَا-

حَفْنَةْ(١٦)

 

أَبُثُّ بِحَسْرَةٍ حُزْنِي..

وَأُصْدِرُ في الْفَضَا أَنَّةْ(١٧)

 

وَعِشْتُ عَلَى شَفَا خَوْفٍ..

كَسَوَّاقٍ..

يُفَتِّشُ تَحْتَ تَهْدِيدٍ

أَمَامَ الْوِنْشِ.. عَنْ رَكْنَةْ(١٨)

 

أَبُثُّ بِحَسْرَةٍ حُزْنِي..

وَأُصْدِرُ في الْفَضَا أَنَّةْ

 

تَخِمْنَا مِنْ تَجَافِينَا؛

فَهَلْ سَنَعِيشُ طُولَ الْعُمْرِ

نَبْحَثُ عَنْ عِلَاجٍ لِلْبَدَانَةِ..

عَنْ عِلَاجٍ يُوقِفُ السُّمْنَةْ(١٩)

 

مَتَى أَنْحَازُ لِلْمَنْفَى..

وَأَتْرُكُ مِهْنَةَ الْإِحْسَاسِ..

كَمْ عَانَيْتُ تَحْتَ الْأَسْرِ..

أَلْعَنُ هَذِهِ الْـمِهْنَةْ

 

تَعَالَيْ في هُدُوءٍ

رُبَّمَا نَنْجُو،

وَنَبْرَأُ مِنْ تَلَخْبُطِنَا،

وَنَتْرُكُ هَذِهِ الْعَجْنَةْ(٢٠)

 

تَعَاليْ دُونَ تَأْخِيرٍ..

نَسُنُّ لِكَافَّةِ اْلأَبْطَالِ

في قِصَصِ الْهَوَى

سُنَّةْ(٢١)

 

نُوَدِّعُ بَعْضَنَا..

نَرْتَاحُ في وَسْنَةْ(٢٢)

 

نَحُشُّ جُذُورَنَا في الْحُبِّ..

نَقْطَعُهَا..

نَهُزُّ جُذُوعَ أَشْجَارِ

الْغَرَامِ..

نَهُزُّ أَفْرُعَهَا..

كَمَا تَتَلَخْلَخُ (السِّنّةْ)(٢٣)

 

نُصَادِرُ في مَوَانِي الْحُبِّ

أَحْزَانًا،

وَنُدْخِلُهَا..

حَظِيرَةَ حَجْرِنَا الصِّحْيِّ..

نُعْدِمُ..

نَرْفُضُ الشِّحْنَةْ(٢٤)

 

نُنَقِّي قَلْبَنَا الْـمَنْقُوعَ

في الْأَحْقَادِ،

نُخْمِدُ جُذْوَةَ الْفِتْنَةْ(٢٥)

 

نُنَقِّي قَلْبَنَا فَوْرًا،

وَلَا تَبْقَى بِهِ لِحَنِينِنَا هَنَّةْ(٢٦)

 

وَنُنْهِي حَفْلَنَا الْـمَزْعُومَ سَيِّدَتِي..

نُخَرِّبُ عُرْسَنَا

في (لَيْلَةِ الْحِنَّةْ)(٢٧)

 

وَنَشْطُبُ في جَرَائِدِنَا

صَدَى أَخْبَارِنَا السُّخْنَةْ

 

تَعَالَيْ دُونَ تَأْخِيرٍ..

نُوَدِّعُ بَعْضَنَا في الْحُبِّ..

نَحْفَظُ مَا تَبَقَّى

مِنْ مِيَاهِ الْوَجْهِ

في الدُّنْيا نُطَهِّرُنَا..

بِعِطْرٍ طَيِّبِ الدُّهْنَةْ(٢٨)

 

تَعَالَيْ..

كَيْ نُقِيمَ لِبُعْدِنَا اللَّبِنَةْ(٢٩)

 

هُرُوبِي مِنْ هَوَاكِ الْآنَ

سَيِّدَتِي مْنَ الْفِطْنةْ(٣٠)

المعاني

(١) أخلص: أنتهي.

(٢) الثرى: الأرض، الدفنة: مواراة الميت.

(٣) الثكنة: موقع تمركز الجند.

(٤) التكديس: تخزين أو المخزون الاحتياطي. المؤنة: عتاد، مئونة.

(٥) الكَهنة: من يقدّم الذبائح، والقرابين.

(٦) دخنة: أبخرة الدخان.

(٧) اصطباح: ساعة الفطور، سحنة: هيئة الوجه.

(٨) شفا: حرف، حافّة، جرف: منحدر.

(٩) سفه: حمق، شنّة: إغارة أو هجمة.

(١٠) نثخن: نبالغ في القتل.

(١١) جِنّة: جنون.

(١٢) خردة: أشياء قديمة تالفة. الكُهْنة: أشياء انتهت صلاحيتها.

(١٣) سكنة: السكن أو الطمأنينية. 

(١٤) حضنة: ضمّة من الحضن.

(١٥) زنّة: طنطنة النحلْ.

(١٦) أثر الرسول: ما خلّفهُ من خبر، حفنة: ملء كف.

(١٧) أنّة: تأوّه.

(١٨) الونش: رافعة.ركنة: إيقاف السيارة على جانبي الطريق

(١٩) السّمنة: بدانة.

(٢٠) تلخبطنا: اضطرابنا، تشوّشنا، عجنة: خَلطة أو مِزجة.

(٢١) سُنّة: نهج أو سيرة.

(٢٢) وسنة:غفوة.

(٢٣) سِنّة: سِنّ الفك.

(٢٤) الحجر الصحيّ: العزل الصحّي.

(٢٥) جَذْوة: منشأ أو جمرة النار.

(٢٦) هنّة: شر، فساد.

(٢٧) ليلة الحنّة: ليلة الحنّاء: الليلة التي تسبق يوم العرس.

(٢٨) الدهنة: الرائحة.

(٢٩) اللبنة: الوحدة الأولى أو حجر الأساس.

(٣٠) الفطنة: الحكمة.

تحقق أيضا من

قصيدة امرأة تفصيل

كثيرٌ من ملابسنا يداري ما بنا من عيْبْ